من النظرة الأولي الي قائمة "فورتشن" الجديدة لاكبر 500 شركة في العالم سوف تكتشف ان الموارد الطبيعية صارت هي التي تقود الاقتصاد العالمي علي نحو غير مسبوق.. فمن بين العشر شركات الاولي في القائمة توجد خمس شركات بترول بزيادة شركة علي العام الماضي الي جانب 4 شركات لصناعة السيارات وهي شركات يستهلك زبائنها كميات هائلة من البنزين، والشركة العاشرة - او الشركة الغربية الوحيدة - هي شركة متاجر وول-مارت.. وكانت متاجر وول- مارت تحتل صدارة القائمة في السنوات الاربع السابقة حتي ازاحتها شركة اكسون موبيل في قائمة هذا العام 2006 وحلت محلها. وهذه السيطرة من جانب شركات البترول هي ثمرة عقد من الاندماجات داخل هذه الصناعة الي جانب الارتفاع الصاروخي في اسعار البترول والزيادة الهائلة في الطلب العالمي عليه.. وعلي سبيل المثال فان ايرادات اكسون موبيل زادت في عام 2005 بنسبة 26% وقفزت ارباحها الي 36 مليار دولار اما شركتال البترول الامريكيتين الاخريان تشيفرون التي تحتل المركز السادس وكونوكو فيليبس التي تحتل المركز العاشر فقد دخلتا نادي العشرة الكبار علي حساب جنرال اليكتريك التي تقهقرت الي المركز الحادي عشر خارجة من هذا النادي المتميز لاول مرة منذ عام 1997. والحقيقة ان الازدهار لم يقتصر علي شركات البترول فقد كان عام 2005 عاما متميزا بالنسبة لكل شركات فورتشن - 500 فالحد الادني لدخول القائمة كان تحقيق ايرادات حجمها 13.7 مليار دولار بعد ان كان الحد الادني في القائمة السابقة 12.4 مليار دولار فقط.. اما ارباح شركات القائمة فقد زادت بنسبة 30% وناهزت ايراداتها الكلية 18.9 تريليون دولار اي نحو ثلث اجمالي الناتج المحلي في العالم كله. والمدهش ان شركات الاقتصاد القديم وخاصة شركات الطاقة والمواد الخام هي التي حققت اعلي المكاسب فقطاع المناجم وانتاج البترول الخام - من دون شركات البترول الكبري التي تملك معامل تكرير ضخمة - زادت ارباحه بنسبة 77% وباضافة معامل التكرير الي ذلك القطاع سنجد ان ايراداته بلغت 2.8 تريليون دولار بزيادة 27% علي العام السابق وكان القطاع الوحيد الذي حقق نجاحا مماثلا هو قطاع شركات المال حيث زادت ايراداته بنسبة 47% ويري خبراء (JP) مورجان ان هذا تحول عما كان يحدث في حقبة التسعينيات عندما كانت شركات البرمجيات والميديا والرعاية الصحية وتجارة التجزئة هي التي تقود النمو العالمي. وتفسير ذلك ان الاسواق الناشئة تعيش فترة نمو كبير وشهيتها مفتوحة للمواد الخام والموارد الطبيعية وقد كانت النتيجة ان شركة المناجم الاسترالية (BHP) بيليتون زادت ارباحها بنسبة 89% وصارت قيمتها السوقية اكبر من شركة اينتل. وتقول مجلة "فورتشن" ان شركة رويال دوتش شل قد اقتنصت لقب اكبر شركة خارج الولاياتالمتحدة واحتلت المركز الثالث في القائمة وازاحت بريتش بتروليوم صاحبة هذا اللقب في الماضي الي المركز الرابع بعد ان كانت تحتل المركز الثاني في قائمة عام 2005 ويرجع هذا التبدل الي زيادة ايرادات شل بنسبة 14% وليس الي تقهقر في اداء بريتش بتروليوم.. وتجدر الاشارة الي ان الاداء الجيد لشركات البترول شمل الجميع بما في ذلك شركة روزنفت الروسية التي احتلت المركز 367 في القائمة هذا العام بعد ان زادت ايراداتها اربعة اضعاف وارباحها خمسة اضعاف ما كانت عليه في العام السابق. وفيما يخص شركات السيارات فان شركة جنرال موتورز التي خسرت 10.6 مليار دولار في عام 2005 ظلت اكبر صانع للسيارات في العالم واحتلت المركز الخامس في القائمة الجديدة 2006 تليها دايملر كرايزلر وتويوتا وفورد في المراكز السابع والثامن والتاسع علي التوالي والمفارقة ان نمو شركات السيارات لم يكن كبيرا حيث لم تزد ايراداتها الا بنسبة 40% فقط ولكنها مع ذلك ظلت في نادي العشرة الكبار بسبب ضخامة حجمها وايراداتها من الاساس.. والمتوقع اكثر من ذلك ان يشهد العام الحالي تحول تويوتا لكي تصبح اكبر شركة سيارات في العالم من حيث الايرادات متفوقة بذلك علي كل من جنرال موتورز ودايملر كرايزلر. وتضم القائمة 57 بنكا تمثل هي الاخري قصة من قصص الاداء المتميز حيث زادت ايراداتها مجتمعة بنسبة 24% عن القائمة السابقة، وعلي مستوي كل بلد دخلت القائمة 4 شركات جديدة لتصبح اجمالي الشركات الصينية 20 شركة واضافت المكسيك ثلاث شركات جديدة ليصبح عدد شركاتها في القائمة خمس شركات.. وباختصار فان شركات قائمة فورتشن - 500 هذا العام موزعة علي 50 صناعة ومنتشرة جغرافيا في 32 بلدا وقد كانت استراليا هي احدث البلدان التي دخلت القائمة هذا العام.