كشف د.زاهي حواس امين عام المجلس الأعلي للآثار عن اعتزامه شن حملة عالمية لنزع المسلات المصرية القديمة من عواصم أوروبا وامريكا حماية لها مما تتعرض له من تلوث مدمر ولا تعبأ هذه الدول بتأثيره السلبي علي هذه القطع الأثرية المصرية القديمة مشيرا الي ان التماثيل المصرية لا يجب ان توضع لتجميل الميادين العامة بل يجب ان تظل اما في الجبانات التي نحتت ووضعت بها او داخل المعابد.. واضاف خلال المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده بمناسبة نقل تمثال رمسيس 28 اغسطس القادم وما يسبقه من تجارب آخرها فجر يوم الجمعة القادم.. انه ما كان يجب ان يتم عقد هذا المؤتمر الصحفي او الإعلان عن كيفية نقل التمثال آمنا.. ويكفي ان يعرف المصريون والعالم تفاصيل نقله من محاجر الجرانيت باسوان الي منف باستخدام النيل ووسائل النقل البري القديمة لنقيم تماثيل ذهب للفراعنة علي ما انجزوه حتي معبد بتاح بميت رهينة. واشار د.حواس الي فشل جميع الاصوات التي نادت بنقل تمثال رمسيس منذ 1994 حتي عام 2002 من الميدان الذي سمي باسمه حماية له من التلوث وآخر هذه الاصوات كان للدكتور عبدالحليم نور الدين الامين العام السابق للمجلس الاعلي للآثار الي ان اتخذ القرار بالنقل عام 2002 بعد ان اصبحت الاهتزازات الناجمة عن مترو الانفاق التي تقع اسفل التمثال وتعمل لمدة 16 ساعة متواصلة يومية تهدد بانهياره اخذا في الاعتبار ان التمثال مجمع من 6 اجزاء وبداخله اسياخ حديدية لابد ان يكون الصدأ قد نهشها وهو يحتاج الي اعادة ترميمه وازالة ما علق به من عناصر ملوثة طوال الخمسين عاما الماضية منذ نقله عام 1954 وترميمه من خلال مجموعة المانية.. وتستغرق عملية الترميم الجديدة عاماً كاملاً. كما اوضح د.حواس ان عودة التمثال لمسقط رأسه بميت رهينة اصبح امرا غير منطقي في ظل الحالة المتردية والعشوائيات المحيطة بهذه المنطقة فيما سيكون موقعه البهو الرئيسي بالمتحف الكبير الذي يقام علي مساحة 117 فدانا كما نفي حواس ان يكون تمثال رمسيس هو فرعون الخروج مشددا علي انه لا يوجد دليل علمي واحد علي صحة هذه المعلومة.. اما النسخة المقلدة للتمثال التي سيتم بها تجربة نقله.. فقد رفضت محافظة القاهرة وضعها مكان التمثال الاصلي الذي يبلغ عمره ثلاثة آلاف عام ويزن 83 طنا حيث يجري حاليا اعادة تخطيط الميدان بأكمله.. فيما سيتم نقل هذه النسخة المقلدة الي مدينة العريش حيث تجري مراسم افتتاحه رسميا 6 اكتوبر القادم. وكشف امين عام المجلس الاعلي للآثار عن اتجاه لشراء المباني والبيوت العشوائية التي تحيط بالمسلة الناقصة بمنطقة عين شمس واعادة تخطيطها وتحويلها لمنطقة اثرية مفتوحة كما سيتم نقل المسلة المصرية التي تجمل منطقة الجزيرة الي المتحف الكبير قريبا. من جانبه اوضح المهندس ابراهيم محلب رئيس شركة المقاولون العرب انه لاول مرة في مصر يتم استخدام البصمة الديناميكية للمنشآت المصرية في عملية نقل تمثال رمسيس وهي بمثابة "رسم قلب بالمجهود" لمعرفة انفعالات الطرق والكباري والانفاق لسير هذه الكتلة الضخمة من الجرانيت التي يبلغ اجمالي حجمها مضافا اليها الاوناش والقميص الحديد الذي يتم من خلاله توفير الحرية الكاملة لحركة التمثال ووضعه في مسار رأسي بزاوية 90 درجة ويزن 168 طنا مؤكدا ان الحسابات الهندسية لما اجري من تجارب مطمئنة بعد انهاء التصميم الكامل والتنفيذ لأوناش التحميل وكساحات النقل التي تسير علي 128 عجلة لتحقيق التوازن المطلوب ومعدلات امان بنسبة 100% من خلال ورش الشركة بالمعصرة وبتصميم د.أحمد حسين استاذ المنشآت بهندسة القاهرة. ويشدد رئيس المجلس الاعلي للآثار إلي ان نقل تمثال رمسيس الي موقعه الجديد لم يتقرر بشكل نهائي حتي الآن الا بعد نجاح تجربة نقل "قرينه المقلد" الذي تم صبه علي النسخة الحالية بطريق المطار وتحليل جميع بيانات الرحلة.. اما عن اصدار بوليصة تأمين لهذا الامر فلم تتم.. لانه ببساطة تمثال رمسيس لا يقدر بثمن.