يعتبر ميوكيش امباني - 49 عاما - حتي بعد التقسيم الذي حدث لثروة اسرته في يناير الماضي اكبر رجل اعمال في الهند تلك القوة العظمي الاقتصادية الصاعدة.. لقد استحوذ ميوكيش علي النصيب الاكبر من ثروة الاسرة وهو شركة ريليانس انداستريز اكبر شركات البتروكيماويات الهندية بل اكبر شركة في الهند علي الاطلاق حيث بلغت ايراداتها 20 مليار دولار في عام 2005 وارباحها ملياري دولار اما نصيبها من اجمالي الناتج المحلي الهندي فيمثل 3.5% ومنذ ايام زاد سعر سهمها في البورصة 15% لتصبح قيمتها السوقية 35 مليار دولار وفي قائمة فوربز لاغني اغنياء العالم كان ميوكيش رقم 38 قبل تقسيم ثروة الاسرة ولكنه الان اصبح اغني مما كان. وتقول مجلة "نيوزويك" ان ميوكيش امباني يحلم لاستثماراته في الهند احلاما كبيرة كالعادة.. فهو يخطط لانفاق 11 مليار دولار في السنوات العشر القادمة من اجل اقامة ضاحيتين جديدتين كبيرتين لكل من مومباي ودلهي المزدحمتين بالسكان ويتصور ان تظهر الضاحيتان الي الوجود في غضون 4 سنوات وان تستوعب كل منهما خمسة ملايين نسمة وان يكون متوسط دخل الفرد فيهما 5 آلاف دولار سنويا اي نحو 7 أضعاف متوسط دخل الفرد في الهند عموما وتستضيف الضاحيتان مقار الشركات العالمية التي تقرر العمل في الهند. والحقيقة ان فكرة الضاحيتين تبدو فكرة عادية بجانب افكار ميوكيش الاخري من اجل تطوير قطاعين من اكثر قطاعات الاقتصاد الهندي تخلفا وهما الزراعة وتجارة التجزئة.. فالهند لايزال فيها 100 مليون فلاح يزرعون الارض بالمحراث والثور ولايزال 96% من متاجر التجزئة فيها مجرد دكاكين صغيرة ويخطط امباني لانفاق خمسة مليارات دولار اخري بحلول عام 2011 لتطوير الزراعة وتجارة التجزئة وتمكين القطاع الزراعي من تصدير ما قيمته 20 مليار دولار من السلع الزراعية. ومثل هذه الافكار في الصين يضعها الحزب الشيوعي ومن المفترض ان تضعها الحكومة ايضا في الهند ولكن الحكومة الهندية لا تفعل ولذلك حل محلها ميوكيش امباني الذي يعد اكثر الهنود حماسا لازدهار الهند خصوصا في ظل فتح الابواب امام المنافسة.. ومعروف ان شركة ريليانس المتعددة الانشطة كانت قد بدأت عام 1966 كشركة عائلية للمنسوجات وتوسعت في مختلف القطاعات بعد ذلك كلما سمحت الحكومة بدخول القطاع الخاص في قطاع جديد.. وفكرة ميوكيش نفسه لبناء ضاحيتي مومباي ودلهي نشأت عندما قررت الحكومة الهندية السماح للقطاع الخاص بتملك المشروعات الكبيرة التي يقوم بها حتي في مجالات الاسكان والبنية الاساسية. والحقيقة ان ميوكيش ليس هو رجل الاعمال الهندي الوحيد الذي يهتم بالزراعة فهناك آخرون غيره يعملون في زراعة الفواكه والخضراوات من اجل تصديرها الي اوروبا ولكن ما يميز هذا الرجل هو ضخامة المشروعات التي يفكر فيها وضخامة المبالغ التي يعد باستثمارها في هذه المشروعات. وفي مجال تجارة التجزئة يفكر ميوكيش في بناء سلسلة من المتاجر العصرية الصغيرة والكبيرة في مختلف انحاء الهند ليخلق من خلال هذا المشروع مليون فرصة عمل جديدة ويجعل حجم مبيعات هذه المتاجر نحو 25 مليار دولار سنويا بحلول عام 2011.. واذا نجحت خطته فان الناس ستحصل علي طعام طازج بسعر ارخص وسيزداد دخل الفلاحين ويصبحون قوة استهلاكية نشيطة وفي نفس الوقت تصبح شركة ريليانس هي وول - مارت الهند. وتقول "نيوزويك" ان ميوكيش يخطط ايضا لانفاق 6 مليارات دولار اخري لتوسيع معمل تكرير البترول الذي يملكه في جامنجار ليرفع طاقته التكريرية الي 60 مليون طن خام ويصبح بذلك اكبر معمل تكرير في العالم.. وتجدر الاشارة الي ان ميوكيش هو الذي اشرف علي بناء هذا المعمل عام 1996 وانه اقام داخل حاوية في جامنجار علي بعد 850 كيلومترا من مومباي طيلة فترة انشاء المعمل. وهكذا يبلغ مجموع ما يخطط ميوكيش لانفاقه علي الاستثمار في الهند خلال العقد القادم 22 مليار دولار وتجدر الاشارة الي ان ميوكيش له شقيق واحد اصغر منه يدعي انيل امباني - 47 عاما - ولكن اهتماماته بالاستثمار محدودة.. اما ميوكيش فقد كان علي الدوام الذراع اليمني لوالده الذي توفي عام 2002 تاركا وراءه تلك الثروة الطائلة التي ورثها الولدان وامهما.. وكان ميوكيش يعمل دائما علي توسيع استثماراته في مختلف المجالات فهو كما قلنا رجل الاحلام الكبيرة بالنسبة لنفسه وللهند علي حد سواء.