توظيف الحاسب الالي لخدمة العملية التعليمية اصبح قضية الساعة مع اطلاق السيدة سوزان مبارك وكلاوس شواب رئيس المنتدي الاقتصادي العالمي المبادرة المصرية للتعليم علي هامش الاجتماع الثاني لوزراء التعليم في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ودول مجموعة الثماني الكبري G8 والذي تبدأ فعالياته اليوم . وانعقاد الاجتماع تحت رعاية الرئيس مبارك والسيدة قرينته يؤكد الاهمية التي توليها مصر لقضية التعليم وتوحيد جهود تطويره. وكان الاردن قد اطلق مبادرة مماثلة للتعليم اثناء استضافته للاجتماع الوزاري الأول في مايو من العام الماضي. وفي السطور التالية نستعرض مواقف العاملين في قطاعي التعليم والتكنولوجيا من استخدام الحاسب الالي وتطبيقاته في منظومة التعليم خاصة في ظل مؤشرات عن أن الشعوب العربية تمتلك العديد من التقنيات الحديثة الا انها عاجزة عن استغلالها. يؤكد الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم ان توظيف تكنولوجيا المعلومات في العملية التعليمية يعد المحور الاساسي لجلسات الاجتماع وذلك من خلال مناقشة امكانية خلق هدف لدي الطالب من وراء استخدام الحاسب الاَلي وهو التحدي الذي يواجهنا في المرحلة القادمة. واشار الي ان الوزارة قطعت شوطا طويلا في توفير الحاسب الالي داخل منظومة التعليم ومازال العمل جاريا في هذا السبيل إلا أن مسألة استغلال البنية التكنولوجية المتوافرة هي نقطة الانطلاق نحو تفعيل دور التكنولوجيا في العملية التعليمية. ويضيف الجمل ان الاجتماع يبحث فرص استغلال شبكة التعليم العالمية GLOBAL NETWORK LEARNING واعتبارها مركزا إقليميا لتبادل الخبرات والتجارب في مجالات تطوير التعليم . واشار الي ان استغلال تكنولوجيا المعلومات احد المعايير التي ينتظر ان تستند اليها هيئة الاعتماد والجودة مع بدء نشاطها في اجراء عمليات تقييم منظومة التعليم ومن جانبه يشير الدكتور إبراهيم شبكة وكيل أول وزارة التربية والتعليم ورئيس قطاع التعليم الفني الي أن تكنولوجيا المعلومات تقتحم منظومة التعليم الفني من خلال منفذين.. الأول يتمثل في استخدامها ضمن ادوات العملية التعليمية فضلا عن قيمتها المضافة في سد العجز في المعدات من خلال استغلال الكمبيوتر وتطبيقاته لتوفير نماذج المحاكاة لبعض الاجهزة والمعدات التي لا تمتلكها المدرسة. اما المنفذ الثاني فيتوافر من خلال ادخال تكنولوجيا المعلومات ضمن البرامج التي تدرس داخل ورش الصيانة كما هو الحال في تخصص صيانة السيارات بما يتعلق بتحديد العيب واصلاحه بالاضافة الي باقي التخصصات الفنية الاخري. تسعي في المرحلة القادمة الي استغلال تقنيات الاتصالات والمعلومات في اجراء الامتحانات الكترونيا علي أن يدخل هذا النظام بشكل تدريجي. نظام مشاركة وتري الدكتورة يمن الحماقي استاذ الاقتصاد وعضو مجلس الشوري أن دور الشركات التي تدعم منظومة التعليم سواء من خلال امداد المدارس والجامعات بأجهزة الحاسب وتطبيقاته أو من خلال اعدادها لبرامج تدريب للطلبة والمعلمين لا يتأتي إلا من خلال نظام تشارك فيه هذه الشركات لمتابعة عملية استخدام هذه البرامج وتلك الأجهزة بالشكل الذي يحقق الغرض من دخول هذه الشركات في شراكة مع الحكومة الا وهو توسيع قاعدة المستفيدين من اجهزة الحاسب وليس المستخدمين فالمشكلة هي التطبيق وليس الاستخدام المطلق لاجهزة الحاسب. وتشير الي أن صلب قضية استغلال مخرجات ثورة تكنولوجيا المعلومات في العملية التعليمية هو أسلوب ادارة الامكانات المتاحة فقد تكون لدينا بنية لا بأس بها من الأجهزة الا أنها تتقادم نظرا لفقدان الهدف من استخدامها. ويشاركها الرأي أسامة الديب مدير تطوير أعمال مايكروسوفت لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وباكستان في أن استخدام الحاسب الآلي داخل الفصل او المعمل لا يعكس الهدف من وجود هذا الجهاز بالمدرسة. وأوضح أن الهدف الاساسي هو استغلال الكمبيوتر بالشكل الذي يجعل الطالب يحصل علي قيمة مضافة من وجود هذا الجهاز ففقدان الهدف من استخدام الشيء يفقده لذاته علي الاقل وهذا ما نحتاجه لكسر الحاجز بين الطالب والكمبيوتر. مادة اختيارية وتؤكد سوزان مرزوق مدير عام الكمبيوتر التعليمي بوزارة التربية والتعليم علي ضرورة الاستفاده من عقد الاجتماع بما يضمن التعرف علي التجارب الدولية التي سبقتنا في هذا المجال. وتضيف ان تكنولوجيا المعلومات لن تكون جسر عبورنا للحاق بركب التطورالعالمي ما لم نقف علي اهدافنا ونحدد ماذا نريد من منظومة التعليم فلابد من وضع معايير توضح الامكانات والادوات التي لابد وان يمتلكها الطالب لينتقل من مرحلة لاخري.