حومت العقود الآجلة للذهب في تعاملات - الجمعة - عند اعلي مستوياتها منذ 25 عاما مضيفة نحو ثلاثين دولاراً مع تصاعد حدة التوتر بين ايران و دول العالم بسبب مطامحها النووية واستمرار تراجع سعر الدولار مما رفع الطلب علي المعدن الاصفر كملاذ آمن في مواجهة عدم استقرار الاسواق المالية في اوقات التوترات السياسية. وحومت اسعار المعدن عند اعلي مستوياتها منذ 26 عاماً خلال التعاملات الفورية عندما سجلت684.30 اعلي قيمة منذ اكتوبر 1980 قبل ان تهدأ قليلا عند الاغلاق . وقفزت عقود الذهب الآجلة ليونيو ب 7.80 دولار خلال الجلسة لتغلق عند 683.10 دولار للأوقية . و علي مستوي الاسبوع اضافت اسعار المعدن الاصفر النفيس 29.80 دولار . و دعم هذا الارتفاع تراجع العملة الامريكية الي ادني مستوياتها امام معظم العملات العالمية بعد ان جاءت بيانات الوظائف الامريكية لشهر ابريل ادني بكثير من توقعات المحللين . في الوقت نفسه اشار رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي ( البنك المركزي الامريكي ) بين بيرنانكي مؤخرا الي احتمال تخلي المجلس عن سلسلة رفع الفائدة مما ينذر بالمزيد من التراجع لخضراء الظهر . وساهم في الصعود القياسي للذهب ايضا اعلان شركة انجلو جولد اشانتي ثالث اكبر منتجي الذهب في العالم ان سوق الذهب متجه نحو دورة ايجابية متواصلة . في الوقت نفسه توقعت شركة جولد ماينينج ثالث اكبر منتجي الذهب في جنوب افريقيا استمرار الاتجاه الصعودي للاسعار . وكان بنك يو بي اس قد رفع توقعاته لأسعار المعدن في الثامن والعشرين من ابريل من 600 دولار الي 750 دولارا للاوقية في 2007 . يشار الي ان اعلي مستوي سجله الذهب كان عام 1980 عندما حلق عند 850 دولارا للاوقية . وصب الارتفاع القياسي في أسعار الخام الثمين في بوتقة مكاسب منتجيه فاعلنت انجلوجولد اشانتي تضاعف مكاسب اسهمها في الربع الاول بينما قالت باريك جولد كورب التي اصبحت اكبر منتجي الذهب في العالم بعد استحواذها علي شركة بلاسر دوم ان ارباح الربع الاول ارتفعت باكثر من ثلاثة امثال بفضل زيادة الاسعار وتوسع الانتاج . في تعليق له وصف الخبير الاستراتيجي مارك فابر الذهب بانه العملة العالمية الافضل متوقعا ان تقفز اسعاره الي نحو 6000 دولار للاوقية خلال العقد القادم اعتمادا علي السياسات النقدية الامريكية و مستوي المؤشر الامريكي داو جونز في ذلك الوقت . يشار الي ان فابر نصح المستثمرين باخلاء محافظهم من الاسهم الامريكية قبل اسبوع واحد من انهيار الاسهم في جلسة الاثنين الاسود عام 1987 . من جهة اخري توقع بيير لاسوند رئيس مجلس الذهب العالمي علي هامش مؤتمر الذهب في ليما الاسبوع الماضي ان يصل سعر الاوقية الي 850 دولارا علي مدي الثمانية عشر شهرا المقبلة . الفضة وانتقالا الي الفضة شهدت التعاملات في المعدن الابيض تفاوتا كبيرا علي مدي الاسبوع لتنخفض اسعارها دون 12 دولارا للاوقية تارة و تتجاوز 14 دولارا تارة اخري . واغلقت عقود الفضة الآجلة ليوليو جلسة - الجمعة - عند 13.89 دولار للاوقية مرتفعة ب 6.5 سنت خلال الجلسة و 20 سنتا او ما يعادل 1.9 % خلال الاسبوع . النحاس اما النحاس فواصل ارتفاعه الاستثنائي مسجلا مستوي قياسيا جديدا يوم - الجمعة - عقب تردد أنباء حول المزيد من الهبوط في المخزون الذي تدني بالفعل الي مستويات حرجة . وقفز النحاس باكثر من 70 % منذ بداية العام وهو يقف حاليا عند اعلي قيمة له منذ منتصف الستينيات . وحلقت عقود النحاس الآجلة لثلاثة اشهر عند 7780 دولاراً للطن خلال التعاملات قبل ان تتراجع نسبيا الي 7647 دولاراً للطن في آخر التداول مرتفعة ب 15 دولاار عن جلسة الخميس و 9 % علي مدي الاسبوع . ودعم الحركة الصعودية للمعدن الاصفر اضطراب الامدادات من المكسيك وشيلي نتيجة استمرار الاضراب العمالي المخطط لأن يستغرق ستة اسابيع في احد المناجم التي تديرها شركة جروبو مكسيكو سابع اكبر منتجي النحاس في العالم . في الوقت نفسه يهدد العمال في منجم لوماس باياس التابع لشركة فالكونبريدج في تشيلي اكبر الدول المنتجة للمعدن الاحمر في العالم لتنظيم إضراب في الثامن من مايو للمطالبة بزيادة الاجور . وتوقع بنك باركليز كابيتل ان تواصل أسعار النحاس ارتفاعها لان هذا الصعود القوي لا يقابله زيادة في الانتاج . ووفقا لإحصائيات بورصة لندن للمعادن هوي مخزون النحاس في المخازن التي تراقبها البورصة ب 1.5 % الي 114250 طناً في اكبر هبوط له منذ 5 ابريل . اما مخزون الزنك فهبط الي ادني قيمة له منذ خمسة اعوام مسجلا 255900 طن نزولا ب 0.7% . معادن اخري و علي صعيد المعادن الصناعية الأخري فقد سجلت ارتفاعات جديدة ايضا خلال الاسبوع . وقفز سعر الالومينيوم الي اعلي مستوياته في ثمانية عشر عاما مسجلا 2941 دولارا للطن خلال جلسة - الجمعة - قبل ان يهبط الي 2930 دولارا للطن في نهاية التعاملات ارتفاعا ب 55 دولار امنذ بداية الجلسة وباكثر منذ بداية الاسبوع . في نفس الوقت لامست أسعار الزنك قمة جديدة مسجلة 3492.5 دولار للطن في اول التعاملات قبل ان تغلق عند 3445 دولارا للطن مضيفة 5 دولار خلال اليوم و اكثر من 8 % خلال الاسبوع . وعزز الاداء القوي للمعادن تعليقات الشركة الاسترالية بي اتش بي بيليتون اكبر منتجي المعادن في العالم التي توقعت فيها استمرار ارتفاع اسعار المعادن الي ان يتم رصد زيادة في المخزون العالمي هو ما سيحتاج الي وقت ليس بالقصير . و قادت المعادن طوال عام كامل الاتجاه الصعودي للخامات من الذهب وحتي السكر والبترول في ظل بحث المستثمرين عن مصادر اقوي للعائدات عوضا عن الاسهم و السندات . وبحسب مؤشرات ميريل لينش لم يضف مؤشر ستاندرد اند بورز 500 للشركات الامريكية الكبري غير 5.1 % هذا العام بينما خسرت سندات الخزانة 1.9 % . و من الجدير بالذكر ان هذا الصعود القوي في اسعار المعادن الصناعية جاء في ظل تعاملات هزيلة نتيجة اغلاق سوقي الصين و اليابان في عطلات الاسبوع الذهبي . و قال المتعاملون ان الاسواق ستراقب باهتمام شديد مدي استجابة الصين لهذا الصعود عند اسئناف التعاملات يوم - الاثنين - بعد عطلة استمرت اسبوعا كاملا . هذا و تعد الصين اكبر مستهلكي المعادن الصناعية علي مستوي العالم.
