تحقيق أسماء أمين: تعد دراسات الجدوي الاقتصادية من الامور الهامة والخطيرة بالنسبة لادارات الائتمان بالبنوك، فهذه الدراسات هي العنصر الحاكم والمؤثر عند مسئولي تلك الادارات عند اتخاذهم قراراتهم الائتمانية سواء بالموافقة علي منح التسهيلات لاقامة مشروع ما من عدمه، او حتي تمويل توسعة مشروع قائم بالفعل. هذه الاهمية تطرح التساؤلات حول الكيفية التي يتم بها اعداد تلك الدراسات والجهات القائمة علي ذلك ودور مسئولي الائتمان في هذا الشأن وخاصة ان اي دراسات جدوي اقتصادية غير دقيقة ربما تكلف البنك الملايين الكثيرة. بداية، حرص الدكتور محسن الخضيري الخبير الاقتصادي علي ان يشير الي ان دراسات الجدوي تعد من الاسس الرئيسية البالغة الخطورة والاهمية وليس فقط لانشاء اي مشروع جديد ولكن من اجل ضمان استمرار وتوسعة مشروع قائم بالفعل، موضحا ان اي قرار اداري يتعلق باضافة استثمارات لمشروع قائم بالفعل وتوسيع خطوط انتاجه او الدخول الي اسواق جديدة او اجراء تغييرات هيكلية رئيسية واساسية في المشروع يتطلب دراسة جدوي. واضاف الخضيري ان دراسة الجدوي لابد ان تتصف بالدقة الكاملة والشمول ويوجد بها جميع العناصر والعوامل الحاكمة والمتحكمة في سير نشاط المشروع المزمع انشاؤه او تطويره. وقال الخضيري ان دراسة الجدوي الصحيحة لابد ان يتوافر بها عدد من العناصر كل منها يرتبط ويتعلق بعناصر الجدوي. الرئيسية وهي اولا: دراسة الجدوي البيئية: وهي تهتم بقياس تأثير المشروع بالنسبة لاحداث تلوث بيئي سواء كان للهواء او الماء او التربة والناجم عن مدخلات المشروع ومستلزماته او نظام التشغيل الخاص به او مخرجاته، وفي الوقت ذاته تحديد: هل يمكن معالجة هذا التلوث وبأي الوسائل وبأي قدر من التكاليف؟ وقال الخضيري انه إذا أثبتت الدراسة امكانية معالجة هذا التلوث يتم الانتقال الي الدراسة التي تليها. ثانيا: دراسة الجدوي القانونية التشريعية: وهي تقوم بدراسة جميع القوانين والتشريعات التي تنظم انشاء وعمل وادارة المشروع وتحديد الواجبات والالتزامات عليه علي المستثمرين وكذلك الحقوق والمميزات التي تعود عليهم من خلال: اختيار شكل من اشكال المشروع القانونية ما بين المشروع الفردي او شركة التضامن او شركة التوصية البسيطة او الاسهم او الشركة ذات المسئولية المحدودة او الشركة المساهمة والمميزات التي ستعود عليهم من اتباعها وايضا المميزات التي تعود من الخضوع لبعض القوانين ذات الطبيعة الخاصة التي تعطي اعفاءات ضريبية او مميزات معنوية خاصة قوانين المناطق الحرة او المدن الجديدة او المناطق النائية، وبعدها يتم الانتقال للدراسة التالية. ثالثا: دراسة الجدوي التسويقية: ويشير الخضيري إلي ان هذه الدراسة هي التي تتعلق بالسوق الذي سيعمل به المشروع من حيث معرفة القوي المتحكمة فيه وعلاقات العرض والطلب ومدي احتياجاته والفجوة التسويقية والجزء الذي سيساهم به المشروع سواء أكان هذا السوق محلياً اوخارجياً، كما تعمل الدراسة علي تحديد شكل السلعة او المنتج الذي سيتم انتاجه وحجمه والاداء الذي سيقوم به فضلا عن تحديد عناصر رئيسية اخري مثل خطة الترويج الخاصة به من حيث الاعلان والاعلام وخطة التوزيع الخاصة بالمنتج من حيث منافذ التوزيع او عبر وكلاء موزعين او عبر فروع ذات طبيعة تشابكية في الاسواق الدولية.. واضاف الخضيري: لابد وان يتوافر نظام التسعير والتمويل المنتج وخدمات ما بعد البيع، موضحاً انه اذا ثبتت جدوي المشروع تسريقيل لهذا المنتج فسيتم الانتقال الي الدراسة التي تليها. رابعا: دراسة الجدوي الفنية: وعنها يقول الخضيري انها تتعلق باختيار نوع التكنولوجيا والالات والمعدات وموقع المشروع سواء بالقرب من السوق او المواد الخام وتصميم المشروع من الداخل من حيث توزيع العنابر والمخازن والوحدات الادارية وعوامل الامن والسلامة وغيرها من الاعتبارات الفنية الهندسية المتصلة بانشاء المشروع وحساب اجمالي التكلفة الاستثمارية التي سيحتاج اليها لانشاء هذا المشروع، وعندما يتم التأكد من جدوي الدراسة فنيا يتم التطرق لمسألة التمويل. خامسا: دراسة الجدوي التمويلية: وهذه الدراسة تهتم بحسب الخضيري بالتوازنات والهيكل التمويلي المتغير وفقا لمراحل انشاء المشروع التي يتم حسابها بدقة بالغة ويتم توزيع موارد هذا الهيكل ما بين مصادر التمويل الذاتية التي يمولها اصحاب المشروع او ما بين مصادر التمويل الخارجية من الحصول عليها سواء كان من السوق المصرفي او سوق الاقتراض بالسندات من خلال البورصة فضلا عن تسهيلات الموردين والمستثمرين الي جانب القروض والدعم الحكومي الذي يقدم للمشروع. سادسا: دراسة الجدوي التجارية: وهي التي تقيس مدي ربحية المشروع في ظل القروض البديلية للاستثمارات المتاحة امام المستثمرين، ويوضح الخضيري ان الربحية تقاس بالعديد من الطرق وتصل الي "28" طريقة لقياس الجدوي التجارية والعائ