تقبل فئات واسعة من الهنود حاليا علي شراء السلع الفاخرة من المتاجر القريبة التي فتحت لنفسها فروعا في نيودلهي ومومباي وغيرهما من المدن الهندية الكبري.. وقد صار مألوفا أن تشتري السيدات حقائب اليد من إنتاج لويس فيتون وبرادا وشانيل والنظارات من بولجاري وجوتشي، والأحذية من سيرجيو روس وتودز وجيمي تشو الذي أعلن مؤخرا عن فتح أول فرع له في الهند عام 2007. وتقول مجلة "تايم" إن الهند أصبحت سوقا للسلع الفاخرة وأن هناك اتجاها متصاعدا بين أبناء الطبقة الوسطي والطبقات الراقية الهندية لاقتناء الماركات الشهيرة ولذلك راحت شركات الماركات الفاخرة تفتح لها فروعا في المدن الهندية.. وتوجد بالفعل متاجر في الهند لشركات مثل كريستيان ديور ولويس فيتون وكارتييه وتيفاني وغيرها كثير. وفي أكتوبر الماضي نظم شانيل معرضا في نيودلهي لعرض منتجاته الباريسية.. وفي نفس الشهر طرحت سواتش هناك ساعات معصم من طراز بريجويت ثمن الواحدة 30 ألف دولار.. وينظر الجميع الاَن إلي الهند باعتبارها أسرع أسواق السلع الفاخرة نموا في العالم. وفي يناير الماضي قررت الحكومة الهندية السماح للأجانب بتملك 51% من أي مشروع مشترك في مجال المتاجر التي تبيع ماركة واحدة.. ورغم أن المتاجر الكبري مثل وول مارت وتيسكو لا تزال ممنوعة من العمل في الهند فإن هذا القرار سيشجع شركات السلع الفاخرة علي فتح المزيد من الفروع في الهند. ومنذ سنوات قليلة فقط لم تكن شركات السلع الفاخرة تهتم بالهند بسبب شيوع الفقر بين سكانها واعتماد هيكل تجارتها الداخلية علي المتاجر الصغيرة المنتشرة في كل مكان.. وكان العدد المحدود من شركات السلع الفاخرة التي اهتمت بالهند تبيع منتجاتها عن طريق بوتيكات صغيرة في الفنادق الكبري طراز 5 نجوم.. وقد يكفي أن نعرف أن أكبر سلسلة متاجر هندية محلية وهي متاجر بنطلون لم يكن عدد فروعها يزيد علي ال 100 فرع.. ويقول رافي تاكران مدير منطقة جنوب اَسيا لشركة LVMH التي تملك 50 ماركة عالمية من السلع الفاخرة إن ما كانوا يسوقونه من هذه السلع في مدينتين صينيتين متوسطتي الحجم هما هانج زهو وداليان أكبر مما كانوا يسوقونه في الهند كلها. ولكن التركيبة السكانية الهندية قد تغيرت كثيرا في السنوات الأخيرة بعد الازدهار الذي طرأ علي الوضع الاقتصادي.. وفي العام الماضي علي سبيل المثال زاد متوسط الأجور 14%، أما أجور العاملين في التكنولوجيا العالية فقد زادت 18% وهي أكبر معدلات زيادة للأجور في اَسيا كلها حسب دراسة قامت بها شركة أبحاث الموارد البشرية هيويت أسوشييتس. وتقول نفس الدراسة إنه يوجد في الهند حاليا 1.6 مليون رب أسرة ينفق كل منهم 9 اَلاف دولار سنويا علي السلع الفاخرة أي إن حجم سوق السلع الفاخرة في الهند صار يناهز ال 4.14 مليار دولار سنويا وهي نفس الأرقام التي أعلنتها شركة الاستشارات الإدارية نولدج كومباني في نيودلهي. وتقول مجلة "تايم" إن انتشار حركة السفر وذيوع استخدام الانترنت غير العادات التقليدية الهندية من الادخار إلي الإنفاق.. وصار شباب العائلات الثرية في الهند ينفقون مثل أقرانهم في أوروبا وأمريكا علي السلع الفاخرة. وتقول الأرقام إن السلع الفاخرة التي دخلت سوق الهند مبكرا تحقق معدلات نمو عالية في المبيعات.. وعلي سبيل المثال فإن شركة الساعات Tag Heuer زادت مبيعاتها في السنوات الثلاث الأخيرة بنسبة 40% ولذلك فهي تخطط لزيادة عدد متاجرها في الهند من 80 متجرا لتصبح 120 متجرا في عام ،2006 أما شركة جيمي تشو فسوف تفتح لنفسها 10 متاجر حتي عام 2011 وسيكون أولها في نيودلهي عام 2007.. ومما يساعد شركات السلع الفاخرة علي تحقيق توسعاتها تزايد حركة بناء المولات في الهند سواء داخل نيودلهي أو مومباي أو خارجهما. ورغم ذلك فإن بعض شركات السلع الفاخرة تتوقع رواج مبيعاتها في الأسواق الأخري خاصة الصين أسرع من الهند وسبب ذلك ما تفرضه الهند من رسوم جمركية عالية علي كثير من هذه السلع وعلي سبيل المثال فإن الجمارك علي الساعات المستوردة تصل إلي 50% وتشكو شركات السلع الفاخرة من أمرين أولهما ارتفاع أسعار أراضي البناء اللازمة لإقامة متاجرهم عليها وارتفاع معدلات الرسوم الجمركية ولكن ما يشجعهم علي اقتحام السوق الهندي هو ما حدث من ازدهار اقتصادي إلي جانب اتجاه الحكومة إلي تحرير الاقتصاد وفتحه ولو تدريجيا أمام الاستثمارات الأجنبية والمستثمرين الأجانب.