وسط اجواء مشحونة بالتوتر والقلق بسبب وباء انفلونزا الطيور، وما سببه للثروة الداجنة من انهيار تلقت اللحوم الحمراء عدة ضربات موجعة بعد انتشار مرض الحمي القلاعية، وتهديده بالقضاء علي الثروة الحيوانية التي تقدر بحوالي 5 ملايين رأس من الأبقار والجاموس.. المتخصصون والمصدرون والتجار ومستوردو اللحوم الحمراء أجمعوا علي أن فيروس الحمي القلاعية من الأمراض الوبائية المستوطنة في مصر منذ عشرات السنين، والقضاء علي المرض أمر مستحيل، حيث يمكن محاصرته فقط، ووصفوه بالكارثة التي تهدد عرش اللحوم الحمراء.. بعد تفاوت أسعاره في المناطق الراقية والشعبية، وأشاروا الي مخاطره علي الاستيراد وتصدير اللحوم وتراجعه.. وحذروا من استغلال مافيا اللحوم للأزمة بالعمل علي زيادة الاسعار واشعالها، وفتح أسواق في دول معينة لتحقيق مكاسب وأرباح خاصة علي حساب المستهلكين. تشير التقارير والاحصائيات الحكومية الي ان الثروة الحيوانية في مصر تقدر بنحو 5 ملايين رأس، وأن حجم الاستهلاك من اللحوم الحمراء المحلية يبلغ حوالي 700 الف طن سنويا، وتوضح الاحصائيات أن الانتاج المحلي يمثل 60% وحجم الاستيراد 40%، وأن ما تستورده مصر من لحوم يبلغ نحو 299 الف طن، وتؤكد التقارير تعرض الثروة الحيوانية للاندثار بعد ذبح أكثر من مليوني رأس من الابقار والجاموس سنويا، حيث يقدم الجاموس نسبة 50% من هذه الكمية، فيما تقدم الابقار 25%. وكما تشير الاحصائيات الي ان مصر تستورد اللحوم من 22 دولة أجنبية تأتي علي رأس القائمة استراليا.. البرازيل.. الصين.. ايرلندا.. نيوزيلاندا.. اليابان.. الارجنتين.. النمسا.. توجو.. اروجواي.. بريطانيا.. بولندا.. المكسيك.. فلندا.. السعودية.. تايلاند.. ايطاليا،، وخلال السنوات الأخيرة تقلصت عملية الاستيراد من بعض هذه الدول بعد تفشي مرض جنون البقر، والحمي القلاعية بالعديد من هذه الدول، والتي بدأت تعرف طريقها الي مصر في اوائل الستينيات ثم انتشارها بصورة كبيرة خلال الأعوام الماضية، مما اصبح يهدد مستقبل الثروة الحيوانية في مصر. والسؤال الآن.. ما تأثير مرض الحمي القلاعية علي الثروة الحيوانية في مصر، وما تأثيرها علي أسعار اللحوم والصادرات والواردات ومن المستفيد الحقيقي من ذلك.. تجار اللحوم أم اصحاب شركات الاستيراد الخاصة؟ يجيب الدكتور أحمد توفيق رئيس هيئة الطب البيطري قائلا ان مرض الحمي القلاعية يعد من الأمراض الوبائية المستوطنة في مصر منذ عشرات السنين، وقد ظهر بصورة فردية ببعض المحافظات، ولم يكن له تأثير علي الثروة الحيوانية خلال هذه الأعوام ولكن انتشاره في السنوات الاخيرة اصبح يهدر مستقبل الثروة الحيوانية والتي تقدر بنحو 5 ملايين رأس من الابقار والجاموس، ويشير الي ان المرض منذ ظهوره عام 1960 اتخذ عدة اشكال تتمثل في مرض الحمي "A" "O" "C" "Cit1" "Cit2" "Cit3" واسياون، الذي ظهر عام 60 و70 ثم ظهر مرض الحمي "A" و "O" الأكثر خطورة عامي 93 و،2000 ويوضح أنه رغم التحصينات اللازمة لجميع الحيوانات لعدم الاصابة بالمرض، الا انها لا تعطي مناعة، وبذلك اصبحت رؤوس الماشية عرضة للمرض، مؤكدا أن المرض ظاهرة عالمية ينتشر في جميع أنحاء العالم بسبب انتشاره في الهواء فقد ظهر عامي 2001 و 2003 في انجلترا، رغم موقعها كجزر بالمحيط، وعدم اعتمادها علي الاستيراد من دول أخري، بالاضافة الي انتشاره في تركيا والسعودية واسرائيل منذ أشهر قليلة. ويشير الي ان الانتاج المحلي من اللحوم الحمراء حوالي 700 الف طن سنويا، و299 الف طن يتم استيرادها من الخارج، وان مصادر اللحوم الخارجية تتمثل في عجول البقر الذي كان يتم استيرادها بحوالي 250 الف عجل من أوروبا، ولكن تم وقف الاستيراد بعد اكتشاف الأمراض الحيوانية والاعتماد علي بعض الدول الأخري فقط في استيراد الاغنام بعد تشكيل لجان فنية للاشراف والفحص الدقيق لهذه الحيوانات وأخذ عينات لتحليلها، للتأكد من ايجابية هذه العينات أو سلبيتها، ولكن بعد نفوق بعض الماشية التي تم استيرادها من اثيوبيا العام الماضي، تم وقف استيراد الماشية الحية من الخارج، رغم توافر الاسواق البديلة للاستيراد، خاصة من أمريكا الجنوبية، ورومانيا وينبه الي ان تفشي المرض سيؤدي الي ارتفاع متصاعد لاسعار اللحوم الحمراء الحية والمجمدة في الأسواق المحلية.