فور الإعلان عن ظهور اصابات بمرض انفلونزا الطيور بعدة محافظات سادت حالة من الفزع بين أبناء هذه الصناعة والمشتغلين بها نظرا لأنها أصبحت مهددة بالانهيار التام. هذا يدفعنا إلي طرح العديد من الأسئلة المهمة علي منتجي الدواجن وتجارها التي تدور حول كيفية الخروج من الأزمة؟ وماذا عن مستقبل الصناعة بهذا القطاع بعد زوال المرض؟ وما المصير المجهول الذي يواجه 2.5 مليون عامل بهذه الصناعة؟ وماذا عن عمليات التعويض التي أعلنت عنها الدولة وكيفيته. في البداية يؤكد علاء رضوان رئيس رابطة منتجي ومصنعي الدواجن أن ظهور مرض انفلونزا الطيور بمصر سيؤدي إلي أزمة حادة في البروتين الحيواني نظرا لأن الدواجن تساهم في امداد المواطنين بجزء كبير من هذا البروتين بجانب اللحوم الحمراء والاسماك وبظهور المرض ستحدث فجوة غذائية واسعة. ويشير إلي ضرورة تكاتف جهود جميع الجهات الحكومية ذات الصلة بالأزمة فلابد أن تقوم هيئة الطب البيطري باتخاذ إجراءات وقائية ضد انتشار المرض بمزارع الدواجن بجميع المحافظات والحفاظ علي سلامة إنتاجها من المرض من خلال تكوين فرق عمل من الاطباء المتخصصين والخبراء بكل محافظة بهدف محاصرة المرض. كما ينبغي قيام وزارة الصحة بحملات توعية للمواطنين لامتصاص حالة الخوف والهلع التي انتابتهم بعد ظهور المرض وارشادهم إلي أفضل طرق الوقاية منه من خلال الندوات والمؤتمرات والبرامج الاذاعية والتليفزيونية. وعن مدي سلامة الدواجن يقول علاء رضوان إنه يمكن أن يتناول المستهلك جميع أنواع الطيور المجمدة لضمان سلامتها وخلوها من فيروس انفلونزا الطيور حيث يتم ذبحها داخل المجازر والتي تقع تحت اشراف هيئة الطب البيطري وتخضع للفحص والتحليل أكثر من مرة في معامل وزارة الصحة وفي حالة اصابتها بالفيروس يستحيل وصولها للمستهلك، فالطيور المصابة لا تتحمل عملية النقل من المزرعة إلي المجزر وإنما تموت في الحال. كما أن جميع منتجات الدواجن آمنة خاصة البيض حيث إن الطيور المصابة يمنعها المرض من البيض بالاضافة إلي أن الاطباء أكدوا علي أن المرض لا ينتقل للإنسان من خلال الأكل وإنما عن طريق الاختلاط بهذه الطيور. ويكشف عن أن جميع الحالات المصابة التي تم اكتشافها حتي الآن ليست من المزارع الشرعية وإنما تعتبر حالات فردية ناتجة عن التربية العشوائية سواء علي أسطح المنازل أو في المزارع غير المرخصة والتي لم تخضع للجهات الرقابية ولذلك أدعو كل المستثمرين صناعة الدواجن بالصمود لتخطي هذه الأزمة الطارئة لأننا نملك مقومات إعادة بناءها من جديد من خلال الكوادر لابشرية التي استطاعت الوصول باستثمارات هذه الصناعة إلي 17 مليار جنيه. ويضيف أن هذا المرض لم يقتصر علي مصر فقط وإنما ظهر في جميع أنحاء العالم ونجحت العديد من الدول المتقدمة في الحفاظ علي استثمارات صناعة الدواجن فيها نظرا لزيادة وعي المستهلك ومعرفته بأساليب الوقاية ويطالب رئيس رابطة منتجي ومصنعي الدواجن بضرورة تكاتف جميع الجهات سواء الحكومية أو الأهلية مثل القوات المسلحة والمدن الجامعية والمستشفيات والمؤسسات الخاصة وذلك بالتعاون من المنتجين لانقاذ هذه الصناعة من خلال الاقبال علي شراء منتجاتها المحلية ووقف استيرادها من الخارج حيث إن استمرار الأزمة في سوق الدواجن يكبد الاقتصاد الوطني خسائر فادحة. ويشير إلي أن المنتجين لن يتخلوا عن العمال بشركاتهم وسيقومون بصرف مرتباتهم لمساعدتهم علي المعيشة في ظل هذه الظروف القاسية التي نمر بها خاصة انها عمالة مدربة علي أحداث أساليب الانتاج وفقدها سيزيد من حجم الخسائر ولا يقللها. ويشدد علي ضرورة وضع مجموعة من الضوابط والقيود ولصرف التعويضات التي تقدمها الحكومة للمتضررين من المنتجين الذين تحدث حالات اصابة بمزارعهم ويتم اعدام منتجاتها لضمان عدم تلاعب ضعاف النفوس من المنتجين واستغلال الازمة للحصول علي الدعم اللواء عبد الغفار يوسف مدير بورصة الدواجن بالقليوبية يقول ان اية دولة في بداية الاصابة بالمرض تصاب بالذعر والهلع لكن سرعان ما تهدأ هذه الحالة وهذا ما حدث في اكثر من دولة اصيبت بهذا المرض. ويقول ان محافظة القليوبية علي سبيل المثال بعد اكتشاف اصابة باحدي مزارع شبين القناطر وتم اعدام جميع الدواجن الموجودة بها قام المحافظ باصدار قرار بمنع دخول أو خروج دجاجة واحدة من المحافظة وكذلك ازالة العشش الخاصة بالطيور علي أسطح المنازل. ويؤكد ان الخسائر ستكون كبيرة فهي لا تقدر وهذه الصناعة اصيبت في مقتل وفي خلال ايام اذا لم تتم محاصرة المرض ستنتهي هذه الصناعة مضيقا انه في حالة معاودة النشاط في هذه الصناعة بعد الازمة ستكون ضعيفة وستأخذ وقتا كبيرا لانه في الفترة القليلة الماضية قام المنتجون بذبح الامهات والجدود رغبة منه في تقليل الانتاج وايقافه حتي لا يتأثروا بشكل كبير من هذه الأزمة.