استطاعت مجموعة بيبسي أن تخطو بشكل جاد نحو زيادة أرباحها من خلال استراتيجيتها الرامية للتوسع في الأسواق الأخري بالإضافة لتنويع منتجاتها وإدخال شكل جديد عليها وعدم الاقتصار علي المشروبات وحدها وإنما إدخال الوجبات الخفيفة مع هذه المشروبات ولذلك اتجهت المجموعة إلي تصنيع هذه النوعية من الوجبات كخطوة منها لتقديم وجبة بيبسي المتكاملة. وتشير مجلة "فورتشن" إلي أن مبيعات بيبسي من الوجبات الخفيفة سوف تدر عليها مليارات الدولارات وأن أقدار الشركة قد تغيرت بعد أن بدأت تعرف طريقها إلي معدة المستهلك بطرق متنوعة.. ومنذ عشر سنوات فقط وفي أكتوبر 1996 بالتحديد كتب محرر "فورتشن" يقول إن روجر انريكو الرئيسي التنفيذي لبيبسي اَنذاك قد جري اعتقاله داخل زجاجة بيبسي وأنه خسر حرب الكولا أمام شركة كوكاكولا. وكانت الأرقام هي الأخري واضحة الدلالة حيث كانت أرباح بيبسي أقل بنسبة 47% من أرباح كوكاكولا وقيمة بيبسي السوقية أقل من نصف قيمة كوكاكولا السوقية. ولكن ما حدث بعد عشر سنوات تقريبا وفي ديسمبر الماضي بالتحديد كان إنجازا مبهرا فلأول مرة في تاريخ المنافسة الشرسة بين بيبسي وكوكاكولا التي يبلغ عمرها 108 سنوات تتفوق بيبسي.. والأرقام في هذه المرة أيضا بليغة الدلالة فهوامش أرباح بيبسي ارتفعت من 16% لتصبح 23% أما هامش الربح الصافي فقد قفز من 6% ليصبح 14% وتركزت زيادته اعتبارا من عام 2000 حيث زاد منذ ذلك التاريخ بنسبة 100% لتصبح أرباح بيبسي الصافية 4.5 مليار دولار في عام 2005 وذلك عن مبيعات حجمها 32 مليار دولار، وخلال السنوات الخمس الأخيرة ارتفع سعر سهم بيبسي بأكثر من 33% ليصبح 57 دولارا للسهم في حين هبط سعر سهم كوكاكولا بنسبة 30% خلال نفس الفترة. والحقيقة أن مبيعات بيبسي من المشروبات لم تزد علي مبيعات كوكاكولا ولكن سبب تفوق بيبسي عليها يرجع إلي مبيعات بيبسي من الوجبات الخفيفة التي بدأت في إنتاجها تدريجيا منذ أواخر التسعينيات. وتعتبر بيبسي حاليا من أحسن الشركات الأمريكية، والفضل في ذلك يرجع إلي رئيسها التنفيذي ستيف راينموند واستراتيجية تنويع الإنتاج التي اتبعها منذ تولي منصبه.. ولأن راينموند سبق له الخدمة في مشاة البحرية الأمريكية فهو رجل منظم في عمله وإذا عملت معه فأنت تعرف بالضبط ما هو المطلوب منك والإطار الزمني لتنفيذ ما هو ملقي علي رأسك من مهام. وتشير مجلة "فورتشن" إلي أن راينموند استخدم أطقما من المديرين الأكفاء مثل المدير المالي اندرا نوبي الذي لا يكف عن العمل حتي وهو في اجازاته كما أنه يسهم بجهد واضح في عمليات تنشيط التسويق. وربما كان بعض نجاحات راينموند راجع إلي تعثر خطي كوكاكولا كشركة منافسة حيث غيرت أربعة رؤساء تنفيذيين في 9 سنوات واكتفت بالتركيز علي مشروب الكولا دون سواه وربما تكون كوكاكولا قد كسبت حرب الكولا ولكن راينموند تركها غارقة في هذا النجاح الموهوم واتجه كما قلنا إلي تنويع إنتاج بيبسي ودخول سوق الوجبات الخفيفة والمشروبات الخفيفة الأخري. وقد يمكن القول بأن خسارة بيبسي لحرب الكولا كانت فاتحة خير لأن هذا كان هو ناقوس الخطر الذي قادها للاندفاع في استراتيجية تنويع الإنتاج وتقديم المياه المعبأة والمشروبات الرياضية والوجبات الخفيفة وغيرها. والاَن تتفوق مياه أكوافينا المعبأة التي تنتجها بيبسي علي مياه داساني التي تنتجها كوكاكولا وتسيطر بيبسي علي 80% من سوق المشروبات الرياضية في حين لا يتجاوز نصيب كوكاكولا من هذا السوق 15%. وقد كان راينموند حريصا علي الاتجاه دائما نحو ما يناسب أذواق ومطالب المستهلكين وهذا سر من أسرار نجاحه في بيبسي. وتقول "فورتشن" إن قوة بيبسي الحقيقية تتركز خارج نطاق المشروبات كليا أي في سوق الوجبات الخفيفة حيث تسيطر بيبسي علي 60% من السوق الأمريكي لهذه الوجبات وهناك من يري أن بيبسي لم تعد شركة مشروبات وإنما صارت شركة أطعمة ومأكولات خفيفة. يبقي أن نقول إن بيبسي برغم الظروف الاقتصادية الضاغطة وارتفاع أسعار الطاقة تواصل قفزاتها التنافسية وأن هوامش أرباح التشغيل فيها ستزيد في السنوات الخمس القادمة بنسبة 7.5% سنويا مقابل 6.5% فقط لكوكاكولا ولذلك فمن المنتظر أن تواصل بيبسي البقاء علي عرش التفوق لسنوات طويلة أخري قادمة.