من تابع ويتابع مضمون رسائل بن لادن إلي العالم لابد له ان يصل الي نتيجة واضحة وهي ان بن لادن ليس الا موظفا في الإدارة الأمريكية المعاصرة ومن المؤكد انه لا يوجد غبي أو ذكي علي ظهر هذه الارض الا وهو واثق تماما من ان بن لادن ليس اكثر من عميل لدي الحكومة الامريكية فلا يمكن لعاقل ان يبيع الرعب لوحش يملك كل تلك الجيوش وتلك الاسلحة الا وله مصلحة في تأكيد سيادة هذا الوحش المعاصر المسمي الولاياتالمتحدةالامريكية. وإذا كان السيد بن لادن يريد ان يضرب الولاياتالمتحدة فهو كما قال ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي: مرت اربع سنوات لم تتعرض الولاياتالمتحدة لأي خطر واكد البنتاجون ان من يخطط لتهديد الولاياتالمتحدة عليه ان ينفذ تهديداته لا أن يتحدث عنها وفي هذا القول نوع من السخرية من اقوال بن لادن الاخيرة التي أذاعتها قناة الجزيرة وكأن بن لادن قد قدم اكثر من خدمة للسيد الامريكي، أولاً منحه القدرة علي تنفيذ كل مخططاته في العراق وافغانستان وثانيا اعترف للولايات المتحدة بالضعف لانه يعرض هدنة ولا يعرض الهدنة إلا ضعيف وثالثا فهو يعزز إجراءات الرئيس بوش في التنصت علي التليفونات وغيرها من وسائل الاتصال. كنت أسمع كلمات بن لادن واكاد ان أشك أنه محاط بمشاة البحرية الامريكية كي يحمونه من أي اعتداء لانه ضرورة اساسية في الحياة الامريكية التي يتولي قيادتها هذا الاتجاه المسمي بالمحافظين الجدد لان كلمته هو تأكيد لسيادة هذا الاتجاه وهو الضامن الاساس كيلا تقوم دولة فلسطين وكي يستمر احتلال العراق وكي يستمر العبث بمقدرات سوريا ولبنان أكاد أن أري بعيون الخيال -لا الوهم- أن بن لادن محروس بقوات امريكية لان وجوده علي قيد الحياة هو تأكيد لسياسات الرئيس بوش فهو يصدر الرعب اللازم للمواطن الامريكي ويمنح فرصة عادية كي ينفذ الرئيس بوش كل سياساته تجاه منطقة الشرق الاوسط ولو كان شارون في كامل وعيه لزعق وبكي واشتكي واحتفظ في أعماقه بابتسامة سعادة هائلة لان بن لادن يقدم له علي طبق من ذهب اغلب ما يحلم به وشارون كما نعلم لا يكتفي فقط بالرغبة في السيادة علي أرض فلسطين ولكنه يرغب ايضا في السيادة الاقتصادية علي مقدرات المنطقة العربية. لا أعرف متي يتوقف هذا الهوس باسم محاربة الولاياتالمتحدة بينما المحاربون العلنيون لها ليسوا إلا أدوات لتأكيد سلطانها علي هذا الكون، ولا عزاء لمن يحلمون بمنطقة عربية خالية من التوترات ولها حق في التنمية والرقي.