رغم أن الأرباح التي حققها صغار المستثمرين من الاكتتاب في أسهم الشركة المصرية للاتصالات لم تكن علي المستوي المطلوب بسبب انخفاض نسبة التخصيص وعدم صعود سعر السهم إلي مستويات قياسية كما توقع له البعض فإنهم يؤكدون عدم عودتهم مرة أخري لإيداع أموالهم بالبنوك ومفضلين الاستمرار في عملية المضاربة علي الاسهم بالبورصة وخاصة المضمونة الربح وذلك في ظل التراجع في سعر الفائدة علي الودائع. في الوقت نفسه فضل البعض من هؤلاء المستثمرين شراء المشغولات الذهبية بل وبعض السلع الكهربائية علي أن يعودوا للبنوك علي أساس أن هذا أفضل من الناحية الاقتصادية بالنسبة لهم. شقة تمليك نصر الدسوقي حمدان "فني باحدي الشركات" يؤكد أن هذه هي المرة الأولي التي يستثمر فيها في البورصة حتي أنه لم يكن يعرف إجراءات الاكتتاب والتداول لدرجة أنه كان يرغب في بيع الاسهم التي خصصت له من الشركة المصرية للاتصالات والبالغ عددها 130 سهما منذ بداية التداول عندما وصلت قيمة السهم إلي 30 جنيها لكنه تأخر لبعض الوقت ليفاجأ بأنه وصل إلي أقل من 20 جنيها فاضطر إلي ابلاغ السمسار برغبته في البيع للتخلص من هذه الاسهم بعد أن بني أحلاما كبيرة علي سعرها لأنه اكتتب في 1350 سهماً وكان يتوقع أن تصل حصيلة بيع أسهمه إلي 54 ألف جنيه يدفعها كمقدم لشقة تمليك إلا أن أحلامه ذهبت أدراج الرياح حيث تسلم فائض حصيلة الاكتتاب بعد التخصيص وباع الاسهم المخصصة لهم وقام بشراء مشغولات ذهبية واحتفظ بها في منزله لبيعها عندما يصل السعر إلي الحد المناسب ومفضلا عدم العودة بالأموال التي جمعها من حصيلة بيع شهادات الاستثمار الخاصة بأسرته إلي البنوك مرة أخري بعد أن علم أن سعر الفائدة قد انخفض. مزيد من الأسهم ويؤكد رأفت رمزي "مدرس" أنه سحب وديعة من البنك للاكتتاب في ألف سهم من المصرية للاتصالات إلا أنه تم تخصيص 106 أسهم فقط.. مشيرا إلي أنه رغم ذلك لن يبيعها إلا بعد أن يصل سعر السهم إلي 35 جنيها بل وقام بشراء أسهم متداولة لشركة الاتصالات بسعر 22 جنيها واشتري أيضا بعض الاسهم القديمة النشطة المتداولة في البورصة سهم الانتاج الاعلامي الصاعد والقاهرة للاسكان والبنك التجاري الدولي وهذا أفضل له من اعادة هذه الأموال التي سحبها من البنك حيث إن معدلات الفائدة في البنوك تشهد انخفاضا متواصلا، صحيح أنه ليس بنسب كبيرة لكن الاتجاه الذي بات معروفا للمودعين هو الانخفاض المستمر. ومن جانبه يقول محمد سليمان عبدالعظيم "مهندس" إنه سحب ايداعاته من البنك واكتتب في أسهم الاتصالات بألف سهم لكن نسبة التخصيص بلغت 106 أسهم وفي رأيه هذا أفضل من ايداع تلك المبالغ في البنك حيث تتناقص الفائدة بشكل مستمر لذا فقد قرر عدم بيع الاسهم المخصصة له بل اشتري أسهماً اضافية بسعر 22 جنيها للسهم وهو يتوقع ارتفاع السهم لأن أداء الشركة جيد. شريف عز الدين "أخصائي علاقات عامة باحدي شركات البترول" يقول إنه يستثمر لأول مرة في البورصة لأن هذا أفضل من العائد 8% الذي تقدمه البنوك للمودعين لذا فإنه قرر سحب جميع ايداعاته من البنك وشراء أسهم كما يستعد للاكتتاب بالبورصة في مطلع العام الجديد علي أسهم أخري غير المصرية للاتصالات مثل شركة "سيد" للأدوية وغيرها. قديمة ونشطة صلاح الدين محمود "مدرس رياضيات" يقول إنه اكتتب في 800 سهم بالمصرية للاتصالات وتم تخصيص 85 سهما فقط له وأنه افضل شراء أسهم قديمة نشطة متداولة مثل مصر للكيماويات وأبو قير والعربية للاقطان علي أن يقوم بايداع تلك الفوائض مرة أخري في البنك الذي سحب منه ايداعاته لأن العائد أصبح يتناقص ورغم أن المخاطرة في البورصة كبيرة كما حدث مع سهم الانتاج الاعلامي لكن يري أن الشركة التي اشتري أسهمها معروفة بجودتها لذا فهو لا يتوقع انهيار أسعار أسهمها كما حدث مع أسهم الانتاج الاعلامي ولكح. المشغولات الذهبية أما فتحية صالح رشيد "موظفة" فتقول: انها اكتتبت واسرتها في 1200 سهم فجاءت حصتها بعد التخصيص 130 سهما فقط قامت ببيعها بسعر 25 جنيها للسهم و20 قرشا وجمعت حصيلة البيع وفوائض الاكتتاب وتنوي شراء مشغولات ذهبية لأولادها الثلاثة لأن ذلك أفضل من ايداعها في البنك حيث تنخفض الفائدة بشكل مستمر ولا نعلم إلي متي سيتوقف هذا الانخفاض صحيح أنه يتم بمعدلات لكن علي ما يبدو أن الفترة القادمة سوف تشهد مزيدا من تخفيض سعر الفائدة لتشجيع الاستثمار لذا فقد فضلت شراء المشغولات الذهبية والمجوهرات حيث ترتفع أسعارها بصفة مستمرة خاصة وأن الاشهر القادمة تشهد مناسبات وأعياد متعددة يزداد فيها الاقبال علي هذه المجوهرات فيرتفع أسعارها كعيد الاخوة الاقباط وعيد الأضحي وعيد الأم وغيرها.