ألغاز البطاقات البلاستيكية أو ما يطلق عليها بطاقات الدفع الإلكتروني في مصر لا تنتهي، فقبل 14 عاماً قررت البنوك المصرية إصدار هذه النوعية الحديثة من البطاقات، ورغم مرور هذه الفترة الطويلة نسبياً إلا أن الحصيلة كانت أقل من كل التوقعات حيث لم يتعد عدد البطاقات الصادرة أكثر من 35 بنكاً المليون ونصف المليون بطاقة وربما أكثر قليلاً.. وإذا نظرنا لدول لها نفس ظروفنا الاقتصادية والاجتماعية فاننا نجد نتائج مذهلة. فعلي سبيل المثال فان عدد البطاقات المصدرة من خلال مؤسسة فيزا العالمية بلغت حتي نهاية يونية الماضي: 1 في جنوب إفريقيا 13.5 مليون بطاقة لعدد سكان 40 مليون نسمة بنسبة 38% من عدد السكان. 2 تركيا بلغ عدد البطاقات المصدرة بها نحو 34 مليون بطاقة بنسبة 50% من عدد السكان البالغ 70 مليون نسمة. 3 الأردن بها 1.5 مليون مقارنة بعدد سكان 5.3 مليون نسمة تقريباً أي بنسبة 28%. 4 سجل عدد بطاقات فيزا في لبنان نحو 600 ألف بطاقة لعدد 3.5 مليون نسمة بنسبة 17%. 5 يوجد بالمغرب 6.1 مليون بطاقة مقارنة بعدد سكان 29 مليون نسمة بنسبة 6%. الأرقام السابقة لا تدعو لليأس، خاصة إذا علمنا أن السوق المصري شهد قفزة في معدلات نمو إصدار البطاقات تجاوزت نحو 50% خلال العامين الماضيين. استعدادات كما أكد عدد من القيادات المصرفية أن البنوك سيكون لديها القدرة في القريب العاجل علي إصدار 6 ملايين بطاقة دفع إلكتروني موزعة ما بين بطاقات ائتمان وخصم ومرتبات، وأشاروا إلي أن هناك خطوات يتم تطبيقها حالياً استعداداً لهذه المرحلة التي تستهدف نقل مصر من المجتمعات النقدية إلي المجتمعات البلاستيكية التي تعتمد علي البطاقات في تعاملاتها النقدية. وقال محمد بركات رئيس اتحاد البنوك ورئيس بنكي مصر والقاهرة إن من بين هذه الخطوات التي تساعد البنوك في التوسع في إصدار البطاقات البلاستيكية. 1 التوسع في تركيب آلات الصارف الآلي ATM والتي تتيح عمليات سحب النقود من قبل حائزي البطاقات بسهولة ويسر. 2 نشر نقاط البيع الإلكترونية POS لدي التجار والمؤسسات التي تقبل البطاقات في عمليات البيع والشراء. 3 إصدار البطاقات الذكية Smart Card للتوافق مع المعايير العالمية في مجال البطاقات. 4 تنويع البطاقات الصادرة عن البنوك، مع التركيز علي بطاقات الخصم الفوري التي يتم من خلالها الخصم علي حساب العميل مباشرة. 5 حيازة أحدث التقنية التي توفر للبنوك وعملائها تكنولوجيا آمنة عند استخدام البطاقات خاصة التي تتم عبر شبكة الإنترنت. 6 نشر الوعي المصرفي الذي يساهم في زيادة عدد المتعاملين مع البنوك، وكذا عدد حائزي البطاقات البلاستيكية. 7 دخول البنوك في اتفاقيات مع الشركات والمؤسسات الكبري لإصدار بطاقات مرتبات لصالحها تتيح لموظفي هذه الشركات صرف رواتبهم عن طريق آلات ال ATM. وإلي جانب هذه المحاور السبع فان رئيس اتحاد البنوك أكد علي أن مصر تشهد طفرة متكاملة لتحديث منظومة المدفوعات بما يتواكب مع أحدث الأنظمة والأساليب المستخدمة دولياً. كما خطا البنك المركزي خطوات مهمة في هذا الشأن تمثلت في إنشاء أول مجلس للمدفوعات القومية يعمل علي تنمية المدفوعات الإلكترونية في مصر. وقال إن هذه التطورات كان لها أثرها الملحوظ في نشر ونمو وسائل وأنظمة المدفوعات الحديثة وعلي رأسها التوسع في إصدار واستخدام البطاقات الإلكترونية والاستفادة من شبكة الإنترنت في نشر خدمات التجارة الإلكترونية والمدفوعات الإلكترونية، وهو ما تجسد في أن يتجاوز عدد البطاقات التي صدرت من خلال البنوك بالتعاون مع مؤسسة فيزا المليون بطاقة وهو ما يمثل نسبة ال 4.1% من عدد سكان مصر والذي بلغ نحو 70 مليون نسمة تقريباً.
