أجمعت آراء خبراء ومستثمري السياحة علي أهمية الإسراع بتطبيق سياسة تحرير النقل الجوي "فتح السموات" وأشادوا باتجاه وزارة الطيران المدني لتقديم تسهيلات لإنشاء شركات طيران خاصة لاستيعاب الحركة السياحية الوافدة. بينما تباينت الآراء والتوقعات حول مصير شركة الطيران الوطنية "مصر للطيران" بعد الاتجاه لتطبيق "السموات المفتوحة" وهل ستستطيع مصر للطيران المنافسة في ظل امتلاكها لأسطول طيران متواضع بالإضافة إلي وجود عمالة زائدة بها؟ أم أن ذلك سيقلل من فرصها في تحقيق أرباح وسط المنافسة الشرسة بين شركات الطيران العالمية، وأيضاً وهل ستظل مصر للطيران ضحية للقرارات المتضاربة وغياب الاستراتيجيات الواضحة لمستقبل الشركة؟ أم أن تطبيق نظام السموات المفتوحة والسماح للطيران الخاص سيحسن الأداء.. مستثمرو سياحة وخبراء أكدو أن مصر لا يمكن أن تصل إلي 15 مليون سائح كما هو مخطط عام 2011 بسبب وجود معوقات أهمها عدم تطبيق سياسة السموات المفتوحة حتي الآن وكذلك عدم وجود أسطول طيران حديث وكافٍ لنقل السائحين ومواجهة التدفق السياحي في المستقبل.. وكذلك الإجراءات المتعسفة في إنشاء شركات طيران خاصة التي عدلتها مؤخراً وزارة الطيران المدني حيث وضعت شروطاً وتسهيلات جديدة لتشجيع المستثمرين علي ذلك. أصحاب شركات الطيران الخاص أكدوا أن الإجراءات والشروط التي أصدرتها وزارة الطيران المدني مؤخراً ستساهم بشكل كبير في حل بعض المشكلات التي تواجه إنشاء هذه الشركات لكن طالبوا بأن يتبعها مزيد من الإجراءات التي من شأنها زيادة الاستثمار في هذا المجال وتشجيع الحركة السياحية، كما طالبوا بضرورة عقد اجتماع عاجل مع مسئولي وزارة الطيران المدني لعرض مطالب أصحاب الشركات الخاصة التي من شأنها أن تدعم قدراتها التنافسية والتواكب مع سياسة السموات المفتوحة وكذلك زيادة الحركة السياحية الوافدة من الخارج لمصر. في البداية يؤكد الهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية أهمية إنشاء شركات جديدة للطيران الخاص وكذلك أهمية تطبيق سياسة تحرير السموات بالنسبة لمصر، مشيراً إلي أن ما يؤكد صحة كلامه أن 80% من الحركة السياحية الوافدة لمصر عن طريق الجو نصيب مصر للطيران منهما 19% فقط والباقي يتم علي رحلات طيران شارتر أجنبية. وأضاف أن نصيب الشركة الوطنية من رحلات الطيران الداخلي هو 62% فقط. ويوضح الزيات أن الدراسة الاقتصادية التي أعدها اتحاد الغرف السياحية والتي استفادت من دراسات أخري من جامعة اكسفورد مع مجلس السفر والسياحة العالمي وهي مؤسسات لا تبحث عن الربح أكدت أننا لن نستطيع الوصول إلي 15 مليون سائح عام 2011 لوجودة عدة معوقات أهمها عدم اتباع سياسة فتح السموات وكذلك عدم وجود الأسطول الكافي من الطيران. ويشير رئيس اتحاد الغرف السياحية إلي أن الدراسة توصلت إلي أن مصر لو سارت بسياسة التطوير الحالية ونفس المعدلات ستصل إلي 11 مليون سائح عام 2011. أما في حالة فتح السموات وإنشاء مزيد من شركات الطيران الخاص فيمكن أن يصل عدد السائحين إلي 5.13 مليون سائح فقط باعتبار أن تطبيق سياسة تحرير السموات ستأخذ بعض الوقت. ويؤكد الزيات أننا لمسنا في اجتماعنا الأخير مع الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني روحاً جديدة للتعاون مع القطاع السياحي حيث وافق الوزير علي تطبيق سياسة "السموات المفتوحة" ولكن ليس بفتح الباب علي مصراعيه. الأهمية القصوي ويري الزيات أن السبب في عدم تطبيق سياسة السموات المفتوحة منذ فترة رغم أهميتها القصوي وكذلك عدم فتح تسهيلات في إنشاء شركات طيران خاصة هو النظر إلي مصلحة الشركة الوطنية مصر للطيران حتي لا تتعرض للخسارة خصوصاً أن لديها عدداً كبيراً من الموظفين موضحاً أن التجربة أثبتت في الدول الأخري عكس ذلك تماماً والأمثلة علي ذلك كثيرة حيث حققت أسبانيا وإيطاليا والهند مكاسب كبيرة من فتح السماوات وإنشاء شركات خاصة. وأوضح أن إنشاء شركات طيران خاصة مهم جداً في هذه الفترة لأن هناك تغيراً باستمرار في أعداد السائحين لكنها تحتاج إلي استثمارات كبيرة حتي تستطيع هذه الشركات تحمل أي تبعات ولا تتعرض للإفلاس من أول أزمة تواجهها. رحلات إضافية ومن جانبه قال هشام زعزوع مدير عام الاتحاد المصري للغرف السياحية إن الدراسات التي أجراها مجلس السفر والسياحة العالمي بناءً علي طلب الاتحاد أكدت أنه لكي تستقبل مصر 15 مليون سائح عام 2011 فلابد أن تستقبل المطارات المصرية رحلات إضافية أسبوعية زيادة عن المتوافر حالياً تقدر بنحوه 28 رحلة لمطار القاهرة و425 رحلة دولية للمطارات الأخري بمصر بالإضافة إلي تنظيم 530 رحلة طيران داخلي زيادة علي المعروض والقائم حالياً. ويطالب هشام زعزوع بإزالة أية قيود تعوق إنشاء شركات الطيران الخاص لأنها عامل أساسي في حل مشكلة الطيران الحالية وزيادة الحركة السياحية.