تحقيق: أحمد الشربيني - محمود مقلد شاركت مصر مؤخرا في أول قمة عربية لاتينية استضافتها البرازيل والتي اكدت في بيانها الختامي علي ضرورة ترسيخ التكامل الاقتصادي بين دول امريكا اللاتينية والدول العربية من خلال وضع آليات للاسثتمار المشترك والتعاون الاقتصادي في مجالات الطاقة والنقل والاتصالات والسياحة. واكدت القمة التي تشارك فيها العديد من رجال الأعمال المصريين والعرب علي ضرورة وضع خريطة للتحرك المشترك لزيادة التجارة والاستثمار بين الجانبين. رجال الأعمال والخبراء اشاروا الي ان الفرصة جيدة ومتاحة بعد القمة المشتركة لزيادة الصادرات المصرية ونفاذها لاسواق امريكا اللاتينية باعتبارها حتي الآن من الاسواق المهملة علي خريطة اتجاهات التجارة الخارجية المصرية فهل ينجح المصدرون المصريون في غزو الأسواق اللاتينية؟ عدم الاستفادة السفير جمال الدين بيومي الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب يؤكد انه علي الرغم من توافق الآراء بين مجموعة دول امريكا اللاتينية والدول العربية علي المستوي السياسي بوصفهما من دول الجنوب النامية الا ان مصر والدول العربية لم تستفد من هذا التوافق علي المستوي التجاري بالشكل اللائق رغم دعم تلك الدول للقضايا المصرية والعربية منذ ثورة يوليو حتي ان البعض شبه قناة السويس بقناة بنما اللاتينية ولذا فالفرصة حاليا متاحة وجيدة عقب عقد أول قمة بين الدول العربية ودول امريكا اللاتينية وهو ما يجعل مصر تستعد بشكل جيد للاستفادة من تلك المناسبة وزيادة صادراتنا لاسواق البرازيل وأمريكا اللاتينية بشكل عام خاصة مع تضاؤل صادراتنا في تلك الاسواق فمنذ وقت قريب علي سبيل المثال كان حجم صادرات البرازيل للاسواق المصرية يصل الي 400 مليون دولار بينما حجم صادراتنا المصرية للاسواق البرازيلية لا يتجاوز مبلغ 60 الف دولار وهو ما يعد كارثة حقيقية في شكل التبادل التجاري المشترك. ويضيف السفير بيومي ان مصر والدول العربية كانت تعاني من مشكلات بعد المسافة وتكاليف وتشابه الانتاج مع دول امريكا اللاتينية وهو ما جعل المصدرين يتجاهلون تلك الاسواق إلا أن الفرصة متاحة عقب اللقاءات السياسية والتجارية المشتركة لتحسين الأوضاع والاتجاه لزيادة صادراتنا في تلك الاسواق والتي بها جاليات عربية ضخمة خاصة من دول الشام وهو ما يعزز فرص تواجدنا تجاريا واقامة مشروعات مشتركة مع جذب المستثمرين بتلك الدول للمنطقة. ويشير السفير بيومي الي ان زيادة المؤتمرات المشتركة ولقاءات رجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص من الدول العربية وامريكا اللاتينية ستسفر بشكل مؤكد عن عدد من الصفقات المشتركة ويزيد من فرص تنمية حجم التبادل التجاري واقامة المشروعات المشتركة ويقول ان دول امريكا اللاتينية لم تأخذ حتي الآن الأولوية المناسبة علي الخريطة الخاصة بالتجارة الخارجية في مصر والدول العربية كما ان وضع المنطقة العربية علي ساحة التجارة الدولية والتي تؤكد ان حجم العالم العربي في التجارة الدولية لا يتجاوز 4% يجعل دول امريكا اللاتينية لا تضعنا في أولويات حساباتها التجارية ولكن عقب اللقاءات المشتركة الاخيرة في البرازيل أصبح الوضع مناسبا لتغيير كل هذا والاتجاه لدعم حجم التعاون التجاري والاقتصادي ومصر لها دور في زيادة حجم الزيارات لتلك الاسواق لمضاعفة حجم صادراتنا والترويج بشكل مناسب لاقتصادياتنا وحجم مزايا الاستثمار في المنطقة. ويري السفير بيومي ان هناك مشجعات وطفرات متوقعة لحجم التبادل التجاري من الدول العربية ومنطقة الشرق الاوسط من جانب ومن دول امريكا اللاتينية من جانب آخر موضحا ان هناك عوامل حفز ومحددات تدل علي هذه الزيادة فمصر منذ السبعينيات طالبت واقترحت بإنشاء خط طيران بين القاهرة وبرازيليا ودول امريكا اللاتينية التي تعد من اهم قارات العالم واكثرهما قبولا للجاليات العربية نظرا لزيادة عدد رجال الأعمال ذوي الاصول العربية فالنمو الاقتصادي بين الاقليمين متوقع لكن النمو سيكون تدريجيا ومتوقف علي مدي استمرار العلاقات والرغبة الحقيقية في ذلك مطالبا كل الدول العربية بتنمية قدراتها وتعظيم مزاياها لتحقيق اكبر قدر من المكاسب خاصة ان امريكا اللاتينية والدول العربية تعتبران اكبر مجموعتين جغرافيتين منذ انشاء الأممالمتحدة لهم مواقف محددة وواحدة فدائما كل دول امريكا اللاتينية تصوت لصالح العرب في اي قرار وكذلك الدول العربية وبالتالي هناك شواهد كثيرة تؤكد علي امكانية حدوث طفرة في العلاقات التجارية موضحا ان وجود خط طيران أمر مهم جدا وعن اهم الاستثمارات التي يمكن ان تنفذ بين الجانبين وأشار بيومي الي ن هناك مجالات كثيرة يمكن ان يتعاون فيها الجانبان اهمها قطاع الزراعة والطاقة والسياحة والاتصالات فهناك مستثمرون من شيلي عرضوا الاستثمار في قطاع الزراعة في مصر عن طريق سفير شيلي وهناك رغبة حقيقية موجودة لدي المستثمرين والمصدرين المصريين والعرب لغزو السوق الأمريكي الجنوبي نظرا للمميزات والتسهيلات التي توفرها هذه الدول.