واصلت أزمة نقص السولار تصاعدها في معظم محافظات الجمهورية بعد أن خلت العديد من محطات الوقود من السولار لعدة أيام متتالية مما أدي إلي توقف العديد من سيارات النقل الثقيل عن العمل لعدم وجود سولار لتموينها وكذلك عادت طوابير المواطنين مرة أخري بجميع محطات الوقود وتكدست سيارات النقل والميكروباصات لعدة ساعات للحصول علي السولار، وانضم إلي الطوابير حديثا المزارعون الذين يقفون علي مدار اليوم حاملين الجراكن البلاستيكية للحصول علي السولار لتشغيل ماكينات الري وتخزينها استعدادا لموسم زراعة محصول القطن والأرز فضلا عن ارتفاع سعر الصفيحة للسولار من 22 إلي 55 جنيها. وتعددت أسباب هذه الأزمة حيث أكد عدد كبير من المواطنين أن السبب أصحاب محطات الوقود الذين يببيعون حصتهم بالكامل في السوق السوداء ويرفضون بيعها للجمهور بالسعر المدعم. أما أصحاب المحطات فاتهموا المواطنين بأنهم وراء تلك الأزمة مشيرين إلي تكالب المواطنين والمزارعين والسائقين علي المحطات للحصول علي كميات تفوق احتياجاتهم الفعلية. وهذا ما أكده أيضا - د. حسام فرحات - رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية، قائلا: إن إنتاجنا من السولار حوالي 75% من احتياجنا ونستورد 25% فقط ولكن هناك العديد من الاختناقات المتكررة مما سيؤدي إلي أزمة أو كارثة حقيقية خاصة ونحن مقبلين علي موسم الحصاد في 15/4 القادم في وجه قبلي سيبدأ بمحافظة سوهاج. وأشار إلي أن المواطنين يقومون بتخزين السولار ويأخذون كميات أكثر من احتياجاتهم الفعلية وهذا يرجع إلي فقدان الثقة في الحكومة وخوف المواطنين من استمرار الأزمة في الأيام القادمة خاصة أن سعر الصفيحة يصل الآن إلي 40 جنيها. وأكد أن وزارة التموين غير قادرة علي احتواء الأزمة خاصة في ظل الانفلات الأمني وسيطرة البلطجية علي الموقف فنحن نحتاج يوميا إلي حوالي 30 مليونا أو 35 مليون لتر والآن نعمل في حدود 40 مليون لتر يوميا ولا تزال هناك أزمة طاحنة. الأزمة تهدد بإغلاق المخابز وزيادة سعر الرغيف المدعم لأن السولار هو عصب الحياة ويستخدم كوقود للمخابز البلدية فتوقع عدد من الخبراء بتأثير الأزمة الحالية علي أسعار الخبز المدعم وهو من أكثر السلع المدعمة ورغم تأكيد المسئولين بوزارة التضامن باحتفاظ المخابز برصيد من السولار يكفي استهلاك 10 أيام مقبلة فضلا عن وجود تنسيق بين وزارة البترول لتوفير احتياجات المخابز المدعمة فإن الواقع يؤكد عكس ذلك حيث اضطرت بعض الأحزاب إلي غلق أبوابها أمام المواطنين منذ الساعة الثانية عشرة ظهرا أو الواحدة بدلا من استمرارها في العمل حتي الخامسة مساء. واشتكي عدد من المواطنين بعودة أزمة رغيف العيش من جديد والطوابير أمام الأكشاك والأفران سواء الخبز المدعم أو الخبز الطباقي. وتقدم عدد من أصحاب المخابز بشكاوي إلي وزارة التموين والتجارة الداخلية بسبب ارتفاع أسعار السولار لأكثر من 100 جنيه في الطن ليصل إلي 1200 جنيه بدلا من 1000 جنيه سعر الطن الرسمي. وتم تحرير عدد من المحاضر لأصحاب ومحطات البنزين إلا أن وزارة التموين لاتزال تنفي تأثير الأزمة علي المخابز، مؤكدة أن التشريعات التموينية تلزم أصحاب المخابز بالاحتفاظ برصيد من السولار. وأكد عدد من أصحاب المخابز أن عدم التعامل مع الأزمة وحلها بشكل سريع يهدد بكارثة حقيقية سواء إذا تم إغلاق المخابز أو رفع سعر رغيف العيش المدعم مثلما ارتفعت أسعار كل شيء بسبب أزمة السولار. ارتفاع تعريفة سيارات الأجرة إلي الضعف كتبت نجوي إبراهيم: استغل عدد من سائقي سيارات الأجرة في القاهرة والجيزة والمحافظات أزمة نقص السولار وقاموا بزيادة تعريفة الأجرة دون سابق إنذار خاصة في ظل إضراب العاملين بهيئة النقل العام وارتفاع أجرة الميني باصات التابعة لشركات النقل الخاصة من جنيه ونصف الجنيه إلي جنيهين فضلا عن تكدس المواطنين علي سيارات الأجرة في ساعات الذروة وهو الأمر الذي أدي إلي حدوث العديد من المشاجرات بين الركاب والسائقين وتهديد سائقي الميكروباصات بالإضراب عن العمل. ففي موقف ميكروباص فيصل فوجئ المواطنون بزيادة التعريفة الرسمية من 75 قرشا إلي 150 قرشا. وفي موقف عبدالمنعم رياض ارتفعت الأجرة إلي فيصل أو الهرم من 125 قرشا إلي جنيهين ونصف الجنيه. وفي رمسيس رفض سائقو ميكروباصات السلام والنهضة نقل الركاب إلا بعد دفع الأجرة الجديدة ستة جنيهات بدلا من ثلاثة جنيهات. وبرر عدد من السائقين هذه الزيادة لارتفاع سعر السولار مرة ونص المرة عن سعره الأصلي وقال عم عبدالمقصود - سائق موقف فيصل -إن السائق مننا ينام أمام محطة البنزين من الفجر حتي يتمكن من تموين العربية وأحيانا نقف بالساعات ولا نستطيع الحصول علي ما نحتاجه من السولار ونضطر لشرائه من السوق السوداء ووصل سعر الصفيحة إلي 50 جنيها بدلا من 22 جنيها. واتهم السائقون أصحاب المحطات والعاملين بها ببيع كميات من السولار في السوق السوداء في جراكن بأعلي من سعرها الرسمي فضلا عن إجبارهم عن دفع إتاوات حتي يتمكنوا من تعبئة سياراتهم. وأكد «أحمد ممدوح» عامل في محطة بنزين بشارع بورسعيد أن أي سائق يريد أن يملأ تنك العربية ويحصل علي كميات زيادة في جراكن وهذا يتسبب في الزحام أمام المحطات وإذا رفضنا تحدث خناقات بين العاملين في المحطة وخاصة سائقي سيارات الأجرة. أما المواطنون ضحايا هذه الأزمة فأكدوا أن السائقين لم يكتفوا بزيادة الأجرة ولكنهم يقومون بتقسيم المسافات وكل مسافة بأجرة كاملة والمدهش أن الأجرة ارتفعت إلي الضعف مرة واحدة وهذا لم يحدث من قبل.