أعرب الدكتور القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية، عن حزنه الشديد عقب نباء وفاة البابا شنودة، فقد جمعت بين البابا شنودة والبياضي علاقة صداقة قوية علي مدار أربعين عاما، وتوطدت عندما شاركوا معاً في مجلس كنائس الشرق الأوسط حيث تبادلا الأراء والأفكار كان فيها البابا مثالا للديمقراطية الحقيقة وعلمنا بحق معني الديمقراطية خلال حوارتنا الواسعة مع كل الشخصيات والجنسيات، وأضاف البياضي متمنياً ان يحزو البابا القادم حزو البابا شنودة الذي بني بناء متراكم من التجارب يستطيع من بعده بالعمل علي نهجه وسيره في هدوء دون عناء حتي في أحلك المشاكل والأزمات التي مرت بالكنيسة المصرية علي مدار عقود طويلة. وطالب البياضي من جميع اطياف الشعب المصري مسلمين سلفيين وإخوان ومسيحيين وتقدميين وليبراليين بالوقوف معاً بقلب واحد لاننا جميعا في مركب واحد، وإن إنحرف احد طاقهما غرقنا جميعاً. علي الجانب الاخر أعلن القس بطرس فلتاؤس، رئيس الطائفة المعمدانية الكتابية الأولي بمصر، الحداد لمدة 3 أيام علي قداسة البابا في جميع الكنائس التابعة للطائفة داخل وخارج مصر، وقال فلتاؤس، إن مصر فقدت رجلاً وطنياً من نوع خاص لن يتكرر، فهو رمز من أهم رموزها في التاريخ المعاصر، فقد كان قداسته معلماً جليلاً لعدد من الأجيال، ولاشك أن التاريخ سيذكر دائماً إنجازاته وإسهاماته الروحية والوطنية. وحدة الصف اما الأب رفيق جريش متحدث الكنيسة الكاثوليكية قال إن الكنيسة الكاثوليكية كانت تري في شخص البابا شنودة رجلا وطنيا خالصا خاصة في الأوقات الصعبة والفترة الانتقالية التي تعيشها مصر حاليا،، فقد كانت مصر موجودة دائما في قلبه وكان هو في قلب مصر. مضيفا أن مصر كانت تحتاج إلي راع للكنيسة بحكمته وحنكته وذكائه وعقله، ونرجو أن يكون البابا القادم في نفس مستوي البابا الراحل، وأكد جريش أن هناك قلقا بالطبع بعد فراق البابا حول وحدة الشباب القبطي والسعي وراء مطالبه وحقوقه، إلا ان الكنائس الارثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية بها رجال وطنيين يعملون بجدية من أجل وحدة الصف المسيحي في ظل المرحلة التي تمر بها مصر، خاصة أن الجميع سيعمل علي النهج الفكري والتوجهات للبابا شنودة الثالث وصولا لوحد الرأي في هذه الفترة الحرجة. أما الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السباق، أكد أن مصر فقدت شخصية عظيمة، كان من الرموز الرائعة التي تولت المنصب الباباوي، عمل البابا أيضاً لمصلحة مصر التي كانت دائماً في وجدانه همه الأول، خاصة دعوته المستمرة للوحدة الوطنية وكان يعالج القضايا إما بنكتة أو بكلمة طيبة وهو مبتسم، أيضا كان لديه فطنة ودراسة لواقع الحياة والمجتمع خاصة حرصه علي توطيد العلاقة مع الازهر الشريف. ويذكر عاشور: في عام 2003 ذهبت الي لندن للعلاج بإحدي مستشفياتها، فجاء وفد من خمسة قساوسة من الكنيسة المصرية هناك لزيارتي بعدما طلب منهم البابا شنودة ذلك، فأخبرني الطبيب ان "المعارضة" تريد الاطمئنان علي صحتي، فضحكت وأخبرته أنهم أخواتنا في الوطن ودونهم لايصلح حال الأمة، فكان حقاً قداسته أبا وراعيا عظيما فقدته مصر في ظروف عصيبة. الدوبارة ودع البابا ودعت الكنيسة الانجيلية بقصر الدوبارة، خلال اجتماعها الرئيسي مساء الأحد، بترانيم من كلمات البابا شنودة، واذاعت الكنيسة مقتطفات وكلمات وأشعار البابا شنودة وعرضت فيلما تسجيليا قصيرا عن حياته وأهم المحطات في حياته. وقال القس سامح حنا راعي الدوبارة، إن الكنيسة بكل طوائفها فقدت أبا وقيمة عظيمة وقيمة روحية داخل مصر. وقدم القس ناجي موريس راعي بالكنيسة، ان البابا فتح قلبه لشعبة واحتواهم بالحب وصار نموذج لتكريس النفس والقلب لله ولخدمة الكنيسة. مضيفاً أن البابا احب الله من كل قلبه واشتاق ان يكون معه بعيدا عن حدود الجسد، مؤكداً أنه حتي في توقيت إنتقال البابا ساد شعور بالمحبة بين فئات الشعب المصري.