بهجة المصريين احتفالاً بالمولد النبوي الشارع المصري يحرص علي عاداته الجميلة.. الأسرة تصطحب أبناءها لتشتري عروسة المولد للبنت وليختار الطفل حصانه المنطلق.. الزحام أمام محلات بيع حلاوة المولد مثله مثل كل عام رغم ارتفاع الأسعار لكن طعم الاحتفال يظل مصريا ولو كره أصحاب الوجوه العابثة. منذ العهد الفاطمي، يحتفل المصريون بمولد الرسول الكريم عندما أقام الخليفة المعز لدين الله عام 973م احتفالا مهيبا وانتشرت صناعة الحلوي ابتهاجا بالمولد. ومع مرور الوقت ظهرت طرق وسبل جديدة ومختلفة للاحتفال بهذا اليوم وتظهر أجواء معينة للاحتفال فبعضهم يقرأ القرآن ويتغني بالسيرة النبوية، ومنهم من يقيم الحفلات ويعلق الزينة ويوزع الهدايا. وكانت الأسواق القديمة تمتلئ بتماثيل السكر علي هيئة السباع والقطط والخيول والعرائس.. ويرجع الربط بين العروسة والاحتفال إلي معتقد قديم وهو أن الله يخلق الإنسان ومعه قرين وشكل العروس يؤكد جمالية الإنسان مما شاع في الشعر العربي من مواصفات الجمال المعهودة.. وعلي خلفية العروسة والحصان قمنا بسؤال الباعة عن مدي انتشارحلوي المولد النبوي والعروسة والحصان.. «الأسعار غالية والوقت ضيق لكن الناس بتشتري» هكذا رد «جمال البشبيشي» أحد الباعة بشادر لبيع حلاوة المولد.. واستكمل «المواسم اللي فاتت كان البيع أكثر بكثير لكن السنة دي أحداث الثورة مؤثرة لكن الناس مش بتبطل تشتري».. أما عن أسعار الحلوي والعرائس ففي الشوادر العامة تتراوح أسعار الجوزية واللديدة وجوز الهند من 20 إلي 35 جنيها للكيلو والفولية والبسيمة والحمصية من 25 إلي 45 جنيها، أما عن «العلب المشكلة» تتراوح من 40 جنيها إلي 75 جنيها أما في السلاسل التجارية الكبري تتراوح علب الحلوي من 136 جنيها وترتفع تدريجيا من 225 جنيها إلي 270 جنيها حسب جودة المنتج. أما عن العرائس فتنوعت أشكالها وفي الشوادر تختلف أشكال العرائس وأنواعها، العروسة المخطوبة ب 65 جنيها والعروسة «المكتوب كتابها» ب 145 جنيها. والعروسة بجناح ملائكة من 55 إلي 65 جنيها أما العروسة التي تعمل ببطاريات «بتلف» من 75 إلي 85 جنيها أما «الحصان» تتراوح أسعاره من 55 جنيها إلي 75 جنيها وهذا يتوقف إن كان «بكاريتا» أو «بعروسة». أما عن العروسة الحلوي فيقول «عزت» أحد الباعة إن العروسة الحلوي سوقها انخفض لأن تكلفتها أعلي وسهلة الكسر والتحطيم لأنها مصنوعة من السكر وتكلفة نقلها من بلد تصنيعها أغلي مما جعلها نادرة البيع الآن ولكنها تباع حسب المقاس وحسب كمية «التزويق». وعن تلك الاحتفالات والروحانيات الجميلة والتي لا ينفك الشعب المصري يحتفل بها مهما كانت الظروف.. تعليقا علي فتوي سلفية بعدم جواز الاحتفال بالمولد، يقول «إبراهيم رضا» الباحث في الشئون الإسلامية: إن الاحتفال بهذا اليوم هو ذكري جميلة لا يستطيع أي تيار محوها.. وأن الرسول نفسه كان يحتفل بيوم ميلاده بصيام يوم الاثنين وتوجد أحاديث كثيرة تثبت ذلك، وهذه الأحاديث تقرر احتفال النبي بيوم ميلاده شكرا لله، ويضيف.. «هناك مناسبات أقر النبي الاحتفال بها، إذا كان الاحتفال يعني الشكر وتذكير الناس بيوم مجيد فلا يوجد ما يمنع من الاحتفال احتفالا صحيحا وتنفيذ مظاهر الاحتفال.. وأكد أنه ليس من مؤيدي منع أمة «محمد» من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. وهذا ما أكده أيضا «عبدالمعطي بيومي» أستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية حيث أكد أن الاحتفال بأي ذكري وطنية أو شخصية فهذا تصرف إنساني لا يخرق أي قواعد أو عقائد دينية وكل ما لا يخرق أي مبدأ من مبادئ الإسلام لا يكون حراما، فالأحكام الشرعية قابلة للتغيير والمرونة مع مرور الوقت.. وكل عام وأنتم بخير.