«الثورة قوية كالفولاذ حمراء كالجمر، باقية كالسندباد عميقة كحبنا الوحشي للوطني»، «علمني وطني أن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن».. هو ذلك الرجل المهووس بالوطن، صاحب الكلمات السابقة رمز النضال الدائم في الفكر الإنساني، تلك الملامح العميقة التي تتصدر مكاتب المثقفين واليساريين والشباب، ذلك الرجل ذو العينين الواسعتين والشعر الأسود الكثيف الذي ظل ينظر في الصور لبعيد وكأنه يشير لنا إلي «الحرية» جيفارا والذي تمر ذكراه ال 44 خلال هذه الأيام حيث لقي حتفه في بوليفيا في 9 من شهر أكتوبر «تشرين الأول» ولد «أرنستو تشي» جيفارا في 14 يونيو 1928 ثوري كوبي ماركسي أرجنتيني المولد كما أنه طبيب قائد عسكري وزعيم حرب العصابات، والذي أصبحت صورته رمزا في كل مكان وبشارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية، في أعقاب الثورة الكوبية قام بأداء عدة أدوار رئيسية للحكومة الجديدة «والتي بالطبع مفترض أنها ثورية» شمل إعادة النظر في الطعون وفرق الإعدام علي المدانين بجرائم الحرب خلال «المحاكم الثورية» وقام بتأسيس قوانين الإصلاح الزراعي عندما كان وزيرا للصناعة وعمل كرئيس ومدير للبنك الوطني ورئيس تنفيذي للقوات المسلحة الكوبية». كما زار كثيرا من دول العالم كدبلوماسي اشتراكي كوبي، غادر جيفارا كوبا في عام 1965 بسبب التحريض علي الثورات الأولي الفاشلة للكونغو وكينشاسا ومن ثم تلتها محاولة أخري في بوليفيا حيث تم إلقاء القبض عليه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بمساعدة القوات البوليفية وتم إعدامه.. ورغم مرور عشرات السنوات علي وفاته فمازال يمثل شخصية تاريخية ترمز إلي الثورة والحرية حيث تم تقديم الكثير من المقالات والدراسات والأعمال الفنية والسينمائية عنه وضمته مجلة «التايم» من ضمن المائة شخص الأكثر تأثيرا في القرن العشرين. جيفارا مرت ذكراه هذا العام والذي شهد ثورات عربية سميت ب «الربيع العربي» ليستعيد الجميع ذلك الرجل «الأسطورة» الذي من الممكن أن يرتدي بعض الشباب «تي شيرت» يحمل صورته أو حتي تجدها معلقة علي بعض المحلات التجارية والإعلام ووسائل المواصلات، قد نقترب ممن علقها لنسأله عن هذا الشخص وسواء عرفه أم لا فالتساؤل واحد.. «أي قوة جاذبة لهذه الملامح؟ تجعل البعض يخلدها في السطور والآخرون يخلدونها «كصورة». وفي كل الحالات: «جيفارا مات.. آخر خبر في الراديوهات وفي الكنايس والجوامع وفي الحارات والشوارع وعلي القهاوي وعلي البارات جيفارا مات واتمد حبل الدردشة والتعليقات، مات المناضل المثال يا ميت خسارة علي الرجال..» كما نعاه وقتها الشاعر أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام ومازلنا ننعيه حتي يومنا هذا.. ليظل الخلود سرا من أسرار الحياة.