أعلنوا عن أنفسهم بنفس قوة أستاذهم الذي جرأهم علي تلك الكاميرا الساحرة وجعلهم يعشقونها، هنا كاميرا تبحث عن وطن في مهرجان يوسف شاهين الثاني للأفلام الروائية القصيرة والذي استضافه حزب التجمع في الفترة من 16 أغسطس وحتي 18 أغسطس، وهو المهرجان الأول الذي يقام بعد ثورة يناير ويلقي نجاحا كبيرا ظهر في مستوي الأعمال المقدمة فيه من باكورة أفكار شباب معهد السينما وكل من يعشقون تلك الآلة الساحرة «الكاميرا» وأيضا لقي نجاحا جماهيريا حيث توافد عشرات الأشخاص ممن يهتمون بالسينما المستقلة لمتابعة مستوي تلك الأفلام ولتبقي جائزة الجمهور هي الحكم نجح الجميع في تقديم نفسه بطريقته وبقيت سينما يوسف شاهين هي الملهم الأول. كرم المهرجان عددا من صناع السينما، منهم المخرج المصري خالد يوسف ومدير التصوير رمسيس مرزوق والفنان خالد جلال والناقدة ماجدة موريس والناقد كمال رمزي والسيناريست ناصر عبدالرحمن ومهندس الديكور حامد حمدان، أيضا كرم د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، كما حصلت 8 أفلام علي جوائز مختلفة ما بين أحسن ممثل، أحسن ممثلة، أحسن فيلم، أحسن إخراج، أحسن سيناريست، وجاء علي رأس الأفلام الفائزة «عدي النهار» والذي حصل علي جائزة الجمهور وهو من إخراج وليد فاروق ويروي الفيلم خطابات الرئيس المخلوع مبارك خلال الثورة وردود أفعال تلك الخطابات والانقسامات التي حدثت وقتها ما بين مؤيد ومعارض وهو من بطولة أميرة حافظ، عمار عبدالحميد، كريم فؤاد. أيضا حصل الفنان ماهر عصام علي جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم «الكمين» ويروي قصة شاب يتم تعذيبه من قبل أمن الدولة أيضا حصلت الممثلة ندا موسي علي جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم (8 أيام) إخراج سارة رزيق والتي حصلت علي جائزة أحسن إخراج عن نفس الفيلم وهو عن قصة قصيرة للكاتبة فريدة الشوباشي بعنوان «إجازة زوجية» وحصل ياسر النجار علي جائزة المونتاج عن فيلم «مع فائق الاحترام» وحصل فيلم «أنت مين» علي جائزة لجنة التحكيم كأحسن فيلم. لجنة المشاهدة وضمت لجنة المشاهدة والتحكيم كلا من الفنانة سميرة محسن والناقد طارق الشناوي والمخرجة كاملة أبوذكري، والموسيقار محمود طلعت والسيناريست هاني فوزي والممثلة السورية رينا باشور والفنان طارق عبدالعزيز، وترأس المهرجان طارق التلمساني وإدارهة طوني نبيه. وجاءت كلمات ختام المهرجان معبرة عن أهميته في تقديم وجوه جديدة في السينما في جميع المجالات سواء تمثيلا أو إخراجا أو كتابة أو مونتاجا أو موسيقية، وأكد طارق التلمساني رئيس المهرجان أمنيته باستمرار المهرجان خلال السنوات القادمة وتكرار تجربة ناجحه كهذه. كما أكد د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أهمية السينما كأم الفنون وأنها ليست مجرد إبداع وأن صناعها هم زهور حقيقية نبتت في التربة المصرية، وتذكر السعيد تاريخ اليسار المصري وشعار أعضائه «الفن للحياة» واعتبر الفن هو الحياة بحرية خلال 24 ساعة يوميا واختتم السعيد كلمته التي تلت تكريمه بما تواجهه مصر الآن من مرحلة بالغة الصعوبة خاصة في نمو تيارات تعتبر الفن بذاته جريمة وألقي كلمات أحد الفلاسفة القدامي التي تقول «استحضر الضوء يذهب الظلام من تلقاء نفسه». وتعليقا علي المهرجان حصلت «الأهالي» علي بعض الآراء من صناعه ومنهم د. سناء شافع الذي اعتبر نفسه «صاحب الفرح» علي حد تعبيره للمسئولين عن النشاط الثقافي بالحزب، وقال إن هذا المهرجان هو الأول بعد الثورة كمهرجان سينمائي فني في تقديره هو الأنجح علي مستوي المهرجانات الأخري رغم ضآلة إمكانياته المادية ومصروفاته ولكنه أفرز باكورة شباب لديه إمكانيات فنية هائلة وإمكانيات مادية شديدة الضعف واعتبرهم ثروة بشرية تستحق الحفاظ عليها. أما الفنان ماهر عصام فاعتبر جائزته عن فيلم «الكمين» أهم الجوائز التي حصل عليها في الفترة الأخيرة خاصة أن الفيلم لم يتوقع خروجه للنور لرفض الرقابة وأمن الدولة له ووقفه العام الماضي ولكن المهرجان أعطي شهادة ميلاد جديدة له. وبجملة «مافيش قيود علي الأفلام» افتتح طوني نبيه مدير المهرجان حديثه معنا ليؤكد أن تقبل 21 فيلما مشاركا في المهرجان جاء من منطلق العمل نفسه وخلوه فقط من العيوب الهندسية ولم يمارس المهرجان أي رقابة أخري من أي نوع علي الأفلام المشاركة، ويري نبيه أن مميزات المهرجان هذا العام في دورته الثانية خاصة بعد وقفه لمدة عامين قبل هذا هو تكريمه لمن له علاقة بيوسف شاهين من تلاميذه وأيضا الفنانين الذين اكتشفوا مواهب جديدة.