كما تعودنا او كما تعامل معه السابقون، كانت موائد الرحمن من ابرز صور التكافل الاجتماعي التي تميز شهر رمضان الكريم، فبالاضافة للتبرعات والزكاة هناك موائد الرحمن التي تظهر بكل الاحياء الشعبية منها والراقية باغلب المحافظات، ايضا هناك بعض المساجد تهتم بتنظيم الموائد للمواطنين. بالاضافة الي الموائد التي تقام بالتنظيم بين اهالي منطقة معينة او قرية حيث تنظم هذه النوعية بالقري ببعض محافظات الصعيد وتتم هذه التنظيمات بين المواطنين بنوع من المحبة والتسامح والتكافل الاجتماعي فيما بينها، ايضا هناك موائد المشاهير والفنانات والفنانين، وموائد الوحدة الوطنية التي ينظمها بعض رجال الكنيسة والازهر ورجال الاعمال.. الا ان خلال العقود الماضية سعي اعضاء الحزب الوطني للسيطرة علي تنظيم هذه الموائد التي تكلفت الملايين حيث تقديم اشهي الاطباق والاصناف كنوع من الدعاية الانتخابية وكسب اصوات المواطنين في الانتخابات البرلمانية او المحلية ومن ثم السعي للتقرب من رموز النظام السابق لتحقيق مصالح واهداف شخصية تحت ستار خدمة المواطنين. الاخوان بديلا للوطني المنحل ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية استغل البعض رمضان هذا العام لتحقيق مصالح شخصية املا في الحصول علي نسبة تصويتية عالية. فبدلا من "موائد رجال الحزب الوطني" المنحل، فقد حل محلها "موائد الاخوان المسلمين والتيار الاسلامي" . فقد شهد حفل الافطار للاخوان هذا العام والذي اقيم باحد الفنادق الفاخرة بالقاهرة، توافد لتيارات اسلامية من عدة دول عربية مثل حضور وفد من الحركة الاسلامية "حماس"، وحول استغلال البعض شهر رمضان للدعاية الانتخابية قام الاخوان بتنظيم معارض وجمعيات للبيع باسعار مخفضة للفقراء وبالاحياء الشعبية وذلك بالتنسيق مع الجمعيات الشرعية بعدة مناطق، ليشهد شهر رمضان حملات دعائية اكثر منها خدمية للمواطنين بدلا من التكافل الاجتماعي في مثل هذا الشهر كما كان سائد بين الناس. كما حدث في عدة احياء فقيرة مثل حي بولاق ابو العلا الذي شهد معرض ملابس اقامه حزب النور السلفي بالتعاون مع الاخوان وفي مناطق عدة بحلوان، والقاهرة، واحياء بالجيزة استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة. موائد القوات المسلحة الا ان رمضان 2011 "رمضان الثورة" مختلف تماما عن اي رمضان سابق، حيث حدد المجلس الاعلي للقوات المسلحة المتولي ادارة شئون البلاد وفي إطار خطة القوات المسلحة لإقامة الموائد هذا العام تنظم المنطقة المركزية العسكرية موائد الرحمن لإفطار الصائمين في سبع محافظات بإجمالي 36 مائدة وقد تم إختيار الأماكن ذات الكثافة السكانية المرتفعة حتي يتحقق الغرض من إقامتها. حيث يتم تحديد اقامة الموائد في عدة محافظات تبدأ من محافظة القاهرة وتشمل إقامة ثماني موائد في منشية ناصر وحلوان والبساتين وحدائق القبة وبولاق والنهضة وحي شرق مدينة نصر والزاويه الحمراء وفي محافظة الجيزة ثماني موائد أيضا بواقع مائدتين في كل من بولاق و الوراق وإمبابه والصف وأربعة موائد في كل محافظة أخري من المحافظات السبعة, ففي القليوبية تتواجد الموائد في القناطر الخيرية والخانكة وطوخ وبهتيم, وتمثلت في المنوفية في الباجور وقويسنا وتلا ومنوف، ومائدتان ببندر الفيوم ومائدتان في مركزي أطسا وسنورس في محافظة الفيوم, كذلك مائدتان ببني سويف ومثلهما في مركزي إهناسيا وسمسطا بمحافظة بني سويف، ومائدتان محافظة المنيا تقيم المنطقة المركزية مائدتان بمركز المنيا ومائدتين في مركزي أبوقرقاص وسمالوط وتتولي فنادق وأندية ودور القوات المسلحة إعداد وجبات الأفطار لرواد الموائد الرمضانيه بمعدل 200 وجبة لكل مائدة. في الاسماعيلية تقيم القوات المسلحة أكثر من مائدة في بينها مائدة في أبو عطوة ونفيشة وقرية سرابيوم والطريق الدائري وأبوصوير والقصاصين وفايد والتل الكبير والعديد من الأماكن وتصل عدد الوجبات اليومية في جميع الموائد إلي 8000 وجبة يوميا كما يشارك الجيش في إقامة معارض للسلع الغذائية بأسعار مخفضة.