محافظ شمال سيناء يشهد توزيع 4 تروسيكلات على المستحقين.. «حياة كريمة»    عضو ب«الشيوخ»: مصر تظل الحارس الأمين في الدفاع عن الشعب الفلسطيني    واشنطن بوست: الولايات المتحدة تعرض على إسرائيل دعما استخباراتيا بديلا لاقتحام رفح الفلسطينية    سر الأهلي.. هل ينهي الزمالك خطيئة جوميز مع جروس؟    عودة مسير القطارات في الاتجاهين بين محطتي الحمام والرويسات غدا    المنوفية تودع شاعر العامية أحمد الطحان عن عمر ناهز 33 عاما    وزير ومحافظ و 2000 طالب في اختبار لياقة بدنية    نهاية الشوط الأول| تعادل إيجابي بين أهلي جدة والشباب    رمضان عبد المعز: لن يهلك مع الدعاء أحد والله لا يتخلى عن عباده    الدوري المصري، تعادل سلبي بين الأهلي وبلدية المحلة في الشوط الأول    السفير ماجد عبدالفتاح: حديث نتنياهو عن الإدارة المشتركة لقطاع غزة حلاوة روح    الرقابة الإدارية تستقبل وفد مفتشية الحكومة الفيتنامية    مخالف للدستور والقانون، الصحفيين ترفض قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات    رئيس منطقة الإسماعيلية الأزهرية يفتتح معرض أنا الراقي بأخلاقي بأبوصوير    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى العزازي للصحة النفسية    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى العزازي للصحة النفسية وعلاج الإدمان    خنقها برباط حذائه.. الإعدام لعامل بناء قتل ابنة شقيقه بسوهاج    وزير الرياضة يطمئن على لاعبة المشروع القومي بعد إجرائها عملية جراحية    سلوفينيا: ممتنون لمصر لمساعدة مواطنينا في غزة على العودة    فيلم السرب يواصل سيطرته على شباك تذاكر السينما.. وعالماشي يتذيل القائمة    هدى الأتربى تكشف تفاصيل مسلسلها القادم مع حنان مطاوع    بكلمات مؤثرة.. إيمي سمير غانم تواسي يسرا اللوزي في وفاة والدتها    في عيد النصر بوريسينكو: مصر عانت مثلنا من الحروب    كنيسة يسوع الملك الأسقفية بالرأس السوداء تحتفل بتخرج متدربين حرفيين جدد    شراكة بين بنك القاهرة وشركة متلايف لتقديم خدمات التأمين البنكي عبر 150 فرعا    «جوالة جامعة الزقازيق» تُنظم دورة تدريبية عن الإسعافات الأولية    اليوم العالمى للمتاحف.. متحف إيمحتب يُطلق الملتقي العلمي والثقافي "تجارب ملهمة"    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة محملة بطيخ بقنا    وزير الأوقاف يحظر تصوير الجنائز بالمساجد مراعاة لحرمة الموتى    عمرو الورداني للأزواج: "قول كلام حلو لزوجتك زى اللى بتقوله برة"    محافظ القليوبية يناقش تنفيذ عدد من المشروعات البيئة بأبي زعبل والعكرشة بالخانكة    إحالة أوراق طالب هتك عرض طفلة للمفتي    خالد عبدالغفار: وزارة الصحة وضعت خططا متكاملة لتطوير بيئة العمل في كافة المنشأت الصحية    رئيس"المهندسين" بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2024    «هشمت رأسه وألقته من أعلى السطح».. اعترافات المتهمة بقتل زوجها في قنا    سانت كاترين تستقبل 1300 سائح من مختلف جنسيات العالم    محافظ كفر الشيخ يعلن بدء التشغيل التجريبي لقسم الأطفال بمستشفى الأورام الجديد    أخبار الأهلي : طلبات مفاجئه للشيبي للتنازل عن قضية الشحات    إلغاء جميع قرارات تعيين مساعدين لرئيس حزب الوفد    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    آخرها هجوم على الاونروا بالقدس.. حرب الاحتلال على منظمات الإغاثة بفلسطين    مواصفات وأسعار سيات إبيزا 2024 بعد انخفاضها 100 ألف جنيه    جيش الاحتلال الإسرائيلى: نحو 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح الفلسطينية    «الأرصاد» تكشف حقيقة وصول عاصفة بورسعيد الرملية إلى سماء القاهرة    بعد ثبوت هلال ذي القعدة.. موعد بداية أطول إجازة للموظفين بمناسبة عيد الأضحى    البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء" بالرحاب    التنمية المحلية: استرداد 2.3 مليون متر مربع بعد إزالة 10.8 ألف مبنى مخالف خلال المراحل الثلاثة من الموجة ال22    قروض للشباب والموظفين وأصحاب المعاشات بدون فوائد.. اعرف التفاصيل    إحالة العاملين بمركز طب الأسرة بقرية الروافع بسوهاج إلى التحقيق    منها المهددة بالانقراض.. تفاصيل اليوم العالمي للطيور المهاجرة للبيئة    المشاركة ضرورية.. النني يحلم بتجنب سيناريو صلاح مع تشيلسي للتتويج بالبريميرليج    مباشر مباراة المنصورة وسبورتنج لحسم الترقي إلى الدوري الممتاز    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 11-5-2024    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذا الزمان بقلم:محمد فهمي
نشر في الأهالي يوم 10 - 08 - 2011


.. ما بعد المحاكمة
نحن أمام ثقافة وليدة.. لم يعرفها الشعب المصري طوال تاريخه المجيد.. وتتلخص في الفصل بين الرؤساء.. والإله!
الكل يتحدث عن محاكمة حسني مبارك.. باعتبارها أول محاكمة لرئيس مصري.. ونسي الناس أنها أول محاكمة لرئيس مصري «منتخب»، وفقا لمانشيت صحيفة «الأهرام» في 10 سبتمبر 2005.. الذي قال:
مبارك أول رئيس منتخب لمصر!
وبعد العنوان الرئيسي جاءت سلسلة من العناوين تقول:
مرشح الوطني يحصل علي 6 ملايين و316 ألف صوت بنسبة 5.88%!
عدد المشاركين 7 ملايين و310 آلاف بنسبة 23%.. والأصوات الصحيحة 98%!
نور في المركز الثاني ب 540 ألف صوت.. وجمعة الثالث وحصل علي 208 آلاف صوت!
نائب رئيس الوفد يتهم مرشح الغد بأن 90% من الأصوات التي حصل عليها.. جاءته من الإخوان المسلمين
ممدوح مرعي يقول إن الانتخابات جرت في إطار من الشفافية والنزاهة تحت إشراف قضائي كامل
اختيار الرئيس مبارك من بين أكثر من مرشح.. حجر الزاوية للبناء الديمقراطي الجديد.
الرئيس المنتخب يؤدي اليمين القانونية أمام مجلس الشعب.
احتفالات جماهيرية في مختلف المدن والقري ابتهاجا بفوز مبارك!!
وقالت الصحيفة إن مصر دخلت عصر الرئيس المنتخب.. واختار أبناؤها حاكمهم بالانتخاب لأول مرة في تاريخ مصر.. وأعلن المستشار ممدوح مرعي رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز الرئيس حسني مبارك بمنصب رئيس الجمهورية خلال السنوات الست المقبلة.. ليبدأ مرحلة جديدة في الانطلاق نحو المستقبل!
وتبارت الصحف الحكومية في العزف علي النغمة نفسها.. بمقامات السيكا.. والنهاوند.. وتسابقت في التقليل من شأن أيمن عبدالعزيز نور مرشح الغد.. ونعمان جمعة مرشح الوفد، ورفعت العجرودي مرشح الوفاق الوطني.
ومعني هذه النتيجة أن المفروض أن يبقي حسني مبارك متمددا علي سرير السلطة حتي سبتمبر 2011.. ولا أحد يعرف ما إذا كان سيدخل الانتخابات.. أم أنه سيترك الساحة لنجله جمال.. كي يفوز في الانتخابات الرئاسية.. بالأغلبية التي حصل عليها الوالد.. وربما أكثر.
ولم يجد حسني مبارك أن من حق الشعب المصري أن يعرف ما إذا كان سيترشح للانتخابات القادمة.. أم لا.. وكل ما قاله جاء في حديث لقناة «العربية» الفضائية أجرته معه الإعلامية جيزيل خوري عندما سألته عن التوريث فقال:
توريث الحكم في مصر.. مش وارد.. وعشان أخلي كل واحد يستريح.. غيرنا المادة (76) فأصبح اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب الحر المباشر من الشعب.. مش من البرلمان.. فأصبح الموضوع أي واحد يرشح نفسه.. والشعب ينتخبه.. فموضوع التوريث انتهي!
هكذا قال حسني مبارك.. وهو يعلم أنه يكذب.. ويعلم انتخابه كرئيس منتخب في الانتخابات المزورة التي جرت في سبتمبر 2005.. كانت بروفة لانتخابات نجله.
ويقال إن حسني مبارك.. أبلغ صديق عمره معمر القذافي وعددا من القادة العرب.. بأنه لا ينوي الترشح لفترة رئاسية قادمة.. وأنه سيترك الساحة لنجله.. كي يصول بها ويجول.. ويقف أمامه الشعب المصري وقفة الخنوع والخشوع.. والطاعة لأولي الأمر!
المهم.. أنه شاءت الأقدار أن يأتي شهر سبتمبر 2011.. بعد سبعة شهور من خلعه.. وبعد أيام من محاكمته.. مع مجموعة الأعوان التي زورت الانتخابات.. واستعانت بالبلطجية في استخدام الوسائل البهيمية في زحزحة البسطاء عن مواقفهم بزجاجات المولوتوف.. تارة.. وبالجمال والخيول تارة أخري.. ودفعه إلي اللحاق بركب البهائم.. التي تساق بالقوة الغاشمة.
ودارت الأيام..
ونسي الشعب المصري العظيم.. أن ثمة انتخابات رئاسية قد جرت.. وأن حسني مبارك.. هول أول رئيس مصري «منتخب» وفقا للعنوان الرئيسي الذي نشرته صحيفة «الأهرام» في عددها الصادر في العاشر من شهر سبتمبر سنة 2005.. وظهر الحق.. وقالت الصحيفة نفسها في عددها الصادر يوم الخميس في أغسطس 2011 في عنوانها الرئيسي باللون الأحمر.
مبارك ونظامه في قبضة العدالة حضوريا!
وبعد هذا العنوان الصارخ.. جاءت سلسلة العناوين الآتية:
مبارك اشترك عمدا مع العادلي في قتل المتظاهرين.. وسمح باستخدام الأسلحة النارية والمركبات بقصد إزهاق الأرواح.
مبارك اتفق مع سامح فهمي وساعده علي بيع وتصدير الغاز لإسرائيل بقصد «تربيح» حسين سالم.
مبارك حصل ونجلاه علي رشوة «عطية» عبارة عن خمس فيللات بقيمة 8.39 مليون جنيه من حسين سالم مقابل مليوني متر مربع في شرم الشيخ.
نحن إذن أمام مجموعة من الصور لأحوال ما قبل الحالة الثورية التي بدأت في 25 يناير الماضي.. وبين ما آلت إليه التطورات التي تحققت بدماء الشهداء.. وخضوع مبارك ونجليه للمحاكمة.
وعندما نستعيد هذه الصور.. نتبين أن النظام الإجرامي البائد اعتمد طوال سنوات حكمه التي امتدت إلي 30 سنة علي السرقة وإهدار المال العام.. والتزوير.. والتعامل مع عامة الشعب بالإهانة والتحقير والغطرسة.
وتشاء الأقدار أن يظهر حسني مبارك.. مع نجليه جمال وعلاء وهما يحملان المصاحف.. بناء علي نصيحة المحامي الذي يتولي الدفاع عن العائلة.. علي غرار المصحف الذي كان يظهر به هشام طلعت مصطفي الذي اتهم بالتحريض علي قتل المطربة سوزان تميم.
وظهر حسني مبارك مسترخيا فوق السرير المتحرك.. ومعه وزير داخليته حبيب العادلي وكبار مساعديه ممن ساهموا في تزوير الانتخابات.. وفي تشكيل تنظيم عصابي من البلطجية الذين يستعين بهم النظام الإجرامي في كسر الكرامة الإنسانية.. في الوقت الذي حاول فيه جمال وعلاء حجبه عن العيون.. في مشهد أقرب لنسيج العناكب.. وأشار جمال مبارك لمصور التليفزيون أكثر من مرة بعدم تركيز الكاميرا علي المتهم حسني مبارك.. ومع ذلك.. فلا خيوط العنكبوت ولا الإشارة لمصور التليفزيون نجحا في إخفاء وجه المتهم المستلقي علي ظهره.. الذي ظل تحت أضواء الكاميرات لما يزيد علي 30 سنة.
المهم..
أن الصور التي نقلتها أجهزة التليفزيون وتابعها ملايين المصريين في الداخل والخارج.. لم تكن تعكس ما جري في المحكمة.. ولا في قفص الاتهام فحسب.. وإنما كانت تروي العديد من الصور التي تستعيدها الذاكرة لسنوات طويلة من القهر والتجويع.. وإهدار العديد من الفرص لإعادة البناء.. وإصلاح التعليم.. والتعمير.. ودخول عصر المفاعلات النووية.. إلخ.
من بين هذه الصور علي سبيل المثال.. أن تقف عائلة مبارك داخل القفص.. في الوقت الذي يقف فيه الشعب المصري كله.. خارج القفص.
من بين هذه الصور إن لم يكن مسموحا.. لا لمبارك ولا لنجليه.. بالكلام.. إلا بعد الاستئذان.. في الوقت الذي كان فيه الشعب المصري محروما من الكلام.. إلا باتفاق سابق.
في القفص.. لم يكن مسموحا لمبارك بالكلام.. إلا في حدود القانون.. في الوقت الذي كان فيه الشعب المصري يتكلم بلا رقابة.
من بين هذه الصور.. أن صحة حسني مبارك.. كانت من أسرار الدولة.. وعندما تناول الزميل إبراهيم عيسي صحة الريس في صحيفته.. ألقي القبض عليه.. وحوكم.. وظل يتنقل بين جهات التحقيق والتدقيق لشهور عدة.
الآن.. لم تعد صحة مبارك.. سرا.. من أسرار الدولة.. ورأينا حسني مبارك يستلقي فوق السرير.. وعرفنا.. علي وجه التحديد.. قدرته علي النطق وعلي فهم ما حوله.
من بين هذه الصور.. مواكب السيارات الفارهة وجنود الأمن المركزي الذين كانوا يصطفون بالساعات الطويلة تحت الشمس الحارقة.. عندما ينتقل مبارك من قصره الرئاسي لمطار القاهرة.. لزيارة قرية البضائع شهريا أو لافتتاح قاعة كبار الزوار التي ينطلق منها الهاربون من الأحكام إلي الخارج.
الآن تتحرك سيارة الإسعاف من المحكمة إلي المركز الطبي العالمي حيث يستكمل مبارك إجراءات علاجه.. في سرية.. من باب التوقي والتحسب من اعتداءات الجماهير.. في الوقت الذي يدعو فيه السائق ربه.. بألا يحكم عليه بركوب أمثاله معه مرة أخري.
وتشاء الأقدار أن تقف في قفص الاتهام إلي جانب المتهم حسني مبارك.. مجموعة حبيب العادلي التي تخصصت في التزوير.. وكانت أشبه بالخفافيش التي تبصر.. وسط الظلام الحالك، في الوقت الذي يشعر فيه كل مواطن بأن بلده عادت إليه.. وأن ضباط الشرطة.. هم دعامة أمنه وأمانه.
الذين زوروا.. الانتخابات الرئاسية في سبتمبر 2005.. والذين تم التزوير من أجل استمرارهم في السلطة وفوق رءوس العباد.. جلسوا معا في قفص واحد.. وفي ساعات محددة يوم الأربعاء الثالث من أغسطس 2011 في مشهد تاريخي يعني انتهاء عصر الحاكم المقدس.. الذي يحتكر السلطة والحكمة.. ويزعم عاطف عبيد في اعترافاته التي نشرت في صحيفة «أخبار اليوم» في سنة 2008.. أنه كان يشفق علي حسني مبارك من طول ساعات العمل.. وأن حسني مبارك كان يرد عليه بجملة: «كله يهون في سبيل الوطن!»
وبالمناسبة أناشد المحامين المدعين بالحق المدني بضم اعترافات عاطف عبيد التي نشرها في «أخبار اليوم» طوال عام كامل.. وعلي أسابيع متتالية لملف محاكمة حسني مبارك.. لأن هذه الاعترافات تعد بمثابة الشهادات الموثقة لفساد النظام الإجرامي.. البائد.. فكل سطر في اعترافات عاطف عبيد.. المنشورة هو وثيقة إدانة لحسني مبارك الذي كان يدير البلاد.. بعقلية أرباب السوابق.
اعترافات عاطف عبيد تكشف تفاصيل الأموال المنهوبة باعتباره الرجل المسئول عن إدارة أموال حسني مبارك بالخارج.. وفي البنوك الأجنبية.
مفتاح خزينة حسني مبارك.. لدي عاطف عبيد.. أما دور حسين سالم فلم يكن أكثر من مجرد عميل.
تبقي بعد ذلك القضية.. الأهم.. وهي ماذا بعد أن شاهدنا صور المحاكمة التي جرت في أكاديمية الشرطة والتي كانت تحمل اسم «أكاديمية مبارك للأمن»؟.. وما دور كل واحد منا بعد أن تابعنا جلسات المحاكمة؟
يتعين علينا أن نعترف بأن علانية المحاكمة.. والشفافية التي جرت بها قد أسدلت الستار عن الثقافة التي سادت طوال الثلاثين سنة الماضية.. وجعلتنا أمام ثقافة جديدة.
نحن اليوم أمام ثقافة.. وليدة.. لم يعرفها الشعب المصري طوال تاريخه المجيد.. وتتلخص في الفصل بين الحاكم والإله.
نحن نعبد الله.. طبعا.. ولكننا لا نعبد الحكام علي النحو الذي سار عليه الفراعنة منذ أقدم العصور.. وبالتالي فإن ثمة «إنذارا» يوجه للسادة الذين يتسابقون في الانتخابات الرئاسية القادمة.. والذين يتصور كل واحد منهم.. أنه المرشح للمنصب الذي كان يشغله حسني مبارك وعصابته.
حسني مبارك هو آخر رئيس مصري يمارس السلطة بالثقافة القديمة.. وعلينا أن ندرك هذا الدرس جيدا.
الوجه الآخر.. للثقافة الجديدة.. يتلخص في أن العصر الذي ساد فيه فكر واحد.. وزعامة واحدة.. تعتقل الخصوم.. وتتولي اختيار الأنصار والمحاسيب والأقزام لتولي أي موقع في الدولة.. قد انتهي بغير رجعة.
الثقافة الجديدة لن تسمح للرئيس باختيار مقومات برامج التوك شو.. ورؤساء التحرير.. وأئمة المساجد.
اختصار الكلام نحن أمام ثقافة جديدة تتطلب قبول الآخر.. ومقارعة الحجة بالحجة.. بلا تكفير.. ولا بمحاولة استعادة الثقافة القديمة.
وهذه الثقافة الجديدة.. لن تنتشر بيننا فجأة.. وإنما هي واجب لكل وطني يحب بلده.. وعليه أن يقبل الرأي الآخر.. ويحترمه.. ويمارسه في بيته ومع أولاده.. ومع زوجته إذا استطاع إلي ذلك سبيلا!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.