حول «المشهد الشعري الراهن في بني سويف» جاء مؤتمر اليوم الواحد الذي عقد بقصر ثقافة بني سويف، برئاسة د. محمد بريري، وتولي أمانته العامة الأديب خالد محمد الصاوي والذي أشار في كلمته إلي أن المثقف الواعي المبدع هو الملهم الحقيقي للثورة تفكيرا وتعبيرا، ولما كانت محافظة بني سويف إحدي مكونات الثورة الشعبية يوم 25 يناير، فهذا يعني أن مبدعيها كانوا محفزا للتعبير عن السخط الشعبي كما كانوا معبرين في إبداعاتهم عن حالات الغربة والقهر التي كانوا يعيشونها في وطنهم، ولما كان الشعر من أهم طرائق التعبير المؤثرة في الوعي الجمعي، فالشعراء دائما أول الثائرين ولم يثوروا فقط علي ما كنا ومازلنا فيه، بل شملت ثورتهم شكل القصيدة ومضمونها. وأضاف الصاوي قائلا: إنه رغم ما عانته بني سويف من جرح ثقافي وفني وأدبي أعقاب حريق قصر الثقافة عام 2005 حين استشهد منها شعراء مثل الراحل حسن أبوالنصر وعلاء المصري وغيرهما، فقد أثر ذلك بالإحباط علي مبدعينا، ولكن الوعي يصمد، ويحرك ويحفز، والاخلاص يجعلنا نسعي ونستمر في حركة دءوب لنتجاوز المحنة، لتزدهر فينا رياحين جديدة من الأدباء. وقد كرم المؤتمر د. أشرف عطية هاشم الذي تسلم درع التكريم من وجيهة عبدالرحمن أمينة إقليمالقاهرة الكبري ووسط الصعيد. وقد تضمن المؤتمر ثلاث جلسات بحثية وأمسية شعرية جاءت الجلسة الأولي تحت عنوان «شعر الفصحي ببني سويف» وأدارها د. هاني إسماعيل، وشارك فيها جمال العسكري وزينب الغازي، فأكد العسكري في بحثه «في المشهد الشعري في بني سويف.. قراءات أولية» علي التيمات الجمالية لدي شعراء الفصحي بالمدينة ومنهم نور سليمان الذي قال عنه : «من يقرأ قصيدة نور سليمان يستطع أن يصل - دون تأمل - إلي أن بنية الزمن تشكل أحد موجهات التشعير داخل نسق القصيدة»، أما الشاعر خالد سلام فقد جاء ديوانه «صمت المرايا» معتمدا علي العناوين المراوغة، وإن جاءت قصيدة الومضة السريعة هي المحرك الرئيسي لحركة التشعير في بنية الديوان، أما تيار الوعي عند صفاء صلاح الدين فقد اعتمد علي الخيال الناعم الذي يقوم علي تصور ذات موضوع تتأمله هذه الذات. قصيدة النثر وأشارت زينب الغازي في بحثها المعنون ب «قصيدة النثر بين المعاناة ولعبة الشكل» إلي أهم الخصائص الفنية في مجموعة من الدواوين لشعراء الإقليم ومنها «يطل علي الحواس» لمؤمن سمير و«لقطة باردة» لمحمود عبدالله و«منحدرات النهر» لنور سليمان و«هكذا أقول البلاد» لعطية معبد، و«مدد آخر للشوف» لوليد ثابت و«نقوش معلقة» لصفاء صلاح الدين، و«صمت المرايا» لخالد سلام. جماليات العامية أما الجلسة البحثية «من شعر العامية في بني سويف» فقد أدارها عيد عبدالحليم وشارك فيها أحمد عادل القضابي ود. عرفة عبدالمعز، والذي أشار في بحثه المعنون ب «الدخول في التيه.. ارتعاشات الصور.. قراءة في شعر عامية بني سويف قبل ثورة 25 يناير» مقدما دراسة تطبيقية وتحليلية في أعمال الشعراء سيدة فاروق وأحمد هيكل آدم ونبيل سيد علي وجاسر جمال الدين، أما أحمد عادل القضابي فقدم دراسة تحت عنوان «شاعرات بين الداخل والخارج.. ملامح شعرية لثلاث شاعرات» وهن «سيدة فاروق ورويدا عبدالخالق ودعاء عبدالمنعم» مشيرا إلي أن الشاعرات الثلاث تكاد أن يشتركن في ثلاثة ملامح تمتاز بها كتاباتهن وأولها: تعدد الذوات داخل النص الشعري، ثانيها: التفاعلية التقابلية والتي لا تخلو من المزج بين الحقيقة والوهم، ثالثا هذه الملامح هي ما سماها الباحث «تسرطن اللغة بمفردات نسائية لها خصوصيتها». أما الجلسة الخاصة بالدكتور أشرف عطية «الشخصية المكرمة» فأدارها سيد الوكيل وشارك فيها كل من د. محمد بربري والسيد إبراهيم، ود. أحمد الشيمي ود. عزت سعد حسان، ود. محمد علي أمين والباحث أحمد تمام سليمان. فأشار د. محمد بريري في كلمته إلي أن أشرف عطية باثح مدقق وقد رأي ذلك منذ إشرافه مع الراحل د. سيد حنفي علي رسالته للماجستير، وأن هذه الخاصية العقلية التي يتمتع بها تظهر أول ما تظهر في اختياره لمادة بحثه الأساسية - كما في رسالة الدكتوراة - وهي شروح الشعر العربي القديم، فباحثنا لا يقف من الشخصيات التراثية موقف التسليم، وكيف يمكن ذلك وعنوان دراسته «نقد النقد»، كذلك يتمتع بحثه في الدكتوراة بأن صاحبه يجيد استخدام المراجع ويحسن الانتفاع بمقولات النقاد الذين سبقوه. وأشار د. السيد إبراهيم - عميد كلية الآداب ببني سويف - والمشرف علي رسالة أشرف عطية في الدكتوراة إلي أهم الخصائص البحثية والإنسانية في شخصية المكرم. فيما تحدث د. أحمد الشيمي عن رسالة «أشرف عطية» في «نقد النقد» من خلال السياق العلمي العربي والعالمي. فيما قدم د. عزت سعد شهادة عن «الصداقة والقيم المضافة» ود. محمد علي أمين شهادة أخري.