بعد ثورة يناير تخيل البعض أن أسعار السلع الغذائية واللحوم والخضراوات ستتراجع إلا أن الأيام لم تثبت تلك النظرية وراحت أسعار البقوليات ترتفع وأسعار الخضراوات والفاكهة تهدد بعدم الاقتراب منها وأيضا السلع الغذائية من الزيت والسكر والأرز، في حين علي العكس انخفضت أسعار اللحوم والدواجن والأسماك في أسواق الجملة ولم يكن الانخفاض علي نفس المستوي في الأسواق القطاعي مما جعل المواطن لا يشعر بالفرق. تجولت «الأهالي» في أسواق المصريين لتعرف معطيات معادلة المواطن المصري يوميا في ظل ارتفاع الأسعار بعد الثورة. انخفضت أسعار اللحوم في الأسواق المصرية الفترة الأخيرة بعد ثورة يناير مما أثار العديد من التساؤلات حول هذا الانخفاض الذي وصل إلي عدة جنيهات في الجملة في حين لم تكن الأسواق علي نفس المستوي حيث وصل سعر كيلو اللحم القائم إلي 19 جنيها بعد أن كان 22 جنيها في حين مازالت الأسعار في الأسواق 45 جنيها لكيلو اللحم الكندوز و48 جنيها في مناطق أخري في حين وصل سعر البتلو إلي 60 جنيها في ظل تواجد شوادر ومنافذ بيع اللحوم المستوردة في مناطق مختلفة ويقبل عليها الكثير من المواطنين.. هذا في حين استقرت أسعار الدواجن في الأسواق المصرية ليصل سعر الكيلو البلدي إلي 15 جنيها في حين أن الدواجن البيضاء تصل إلي 11 جنيها بعد عشرة جنيهات ونصف الجنيه. اللحوم الحمراء يقول د. سعد الحياني - رئيس رابطة الجاموس بالغرفة التجارية: إن انخفاض أسعار اللحوم الحمراء جاء نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف مما أدي لبيع الفلاحين للمواشي ومحاولة التخلص منها وهو ما اعتبره مؤشرا سيئا خاصة الفترة القادمة في ظل سوء حالة الثروة الحيوانية في مصر، ويضيف الحياني أن أسعار الأسواق الشعبية لا تتوازن مع أسعار اللحم القائم ومازال جشع الجزارين هو المتحدث في ظل الأزمة حيث يرفضون خفض الأسعار ويعلن الحياني موقفه المعادي من الاستيراد العشوائي للحوم من الدول الأفريقية ويطالب بالاستيراد المخفض. وتقول د. فادية مغيث - أستاذ الثروات والأغذية - إن الحلول الممكن اتخاذها لعدم حدوث أزمة في اللحوم الحمراء بسيطة وترتبط بحلول عاجلة منها تقليل الأسرة المصرية من استهلاكها للحوم الحمراء والبروتينات بشكل عام لأنها تعتبرها مجرد «عادة» ليس إلا، خاصة أنها أصبحت متوفرة في الأسواق مع المجمدة والمستوردة وتري مغيث أننا في حاجة لإنقاذ الثروة الحيوانية والتي يمكن الاعتماد علي نفايا المنازل والزراعة في تنميتها خاصة أن بعض أنواع الأشجار تأكلها الحيوانات ونستخدمها كنفايات. وتؤكد أن بعض أراضي الوادي الجديد التي يستثمرها مستثمرون عرب ويزرعونها برسيم حجازي يتم تصديره إلي دول خليجية دون الانتفاع به في مصر وهو ما يحتاج إلي بحث عن حقيقة هذا في ظل حاجة الثروة الحيوانية للبرسيم. المستورد ويري محمود ثابت أحد مستوردي اللحوم والمسئول عن منافذ البيع للحوم المستوردة أن كميات اللحوم المستوردة الواردة ليست بكبيرة ولكن ما حدث أن السوق يزيد فيه العرض نتيجة عدم تعامل الفنادق لقلة السياحة الآن في مصر وفي ظل ارتفاع تكلفة اللحوم الحية ببيع الفلاحين المواشي وتنخفض الأسعار، والتي وصلت في المستورد إلي 37 جنيها للكيلو. ويقول ثابت إن الأيام الماضية دخل إلي مصر خمسة آلاف عجل من السودان كمعونة، 2000 عجل من أثيوبيا وعن طريق السويس 3000 عجل وهي كمية يستطيع السوق المصري استيعابها. أما بالنسبة للدواجن فيري د. عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية - أن الأسعار ثابتة منذ شهرين ولكنه يتوقع زيادتها في شهر رمضان في حالة زيادة الطلب عليها وموسم الصيف ولهذا يقترح محاولة زيادة الإنتاج في الدواجن خلال الفترة القادمة من خلال ترخيص المزارع والمشروعات ودعمها وزيادة الطاقة الإنتاجية حتي لا تحدث أزمة جديدة.