"أبو حصيرة" الو"الحسين" ثورة لا تعني توقف الإنتاج ويجب أن يتم إعادة بناء الاقتصاد بالتوازي مع إعادة بناء السياسة وإحذروا يوماً تتجهون فيه إلي ماكينة صرف النقود فلا تجدوا المرتب ولا تكونوا مثل الإخوة السلفيين الذين كنا ضد مولد "أبو حصيرة" قبل ظهورهم فأصبحنا ضد مولد "الحسين" بعد ظهورهم ومن أجل العبرة تعالوا نتذكر أيام الفقر البغيضة، عندما تقدم عريس إلي «لواحظ» بنت الحاج مسعود سأل عنه فعرف أن اسمه شوقي كمال عبدالعظيم، ومدون في بطاقة الرقم القومي باسم فرحات فهمي فرغلي وشهرته «سعيد»، وأن والده توفي متأثراً بالعلاوة فاطمأن عم «مسعود» إلي أن «سعيد» هو العريس المناسب، الذي سيحافظ علي ابنته ويتفرغ لها لأنه عاطل ثم جلسوا يتحدثون في التفاصيل.. فقال العريس: «نسمع طلباتك يا عم مسعود». فقال عم مسعود: »بنتي مش أقل من أي بنت ولازم تاكل (3) طقات فطار وغدا وعشا.. فمالت زوجته علي أذنه وهمست «إنت عايز تطفش العريس ولا إيه؟ بلاش تغالي وتتشدد كده». فهمس لها مسعود: «إحنا لازم الأول نضرب في العالي، ولو صفت في الآخر علي غدا بس يبقي كويس علشان نأمِّن مستقبل البنت». فرد عم العريس وهو بدل فاقد الأب: «إنت عارف يا عم مسعود ظروف البلد والعريس النهارده بيقدم (طقة) أو (طقتين) بالكتير، ولو مصمم علي (3) طقات يبقي تشوف لبنتك عريس عربي من بتوع البترول أو رئيس عربي متقاعد». فقالت أم العروسة: «خلاص يا سيدي إحنا بنشتري راجل». وقال العريس: «وإحنا بنشتري رغيفين». وأضاف مسعود: «علي بركة الله»، ثم قال العريس فجأة: «بس إحنا سمعنا يا عم مسعود إنها كانت مخطوبة دورتين يعني اتناشر سنة يا تري سابت العريس ليه؟» قال عم مسعود: «يا ابني إنت باين عليك علي نياتك ومش فاهم حاجة ما هو أي عريس حالياً بيقعد دورتين بس؟» فقال العريس: «بس أنا عايز أقعد علي طول». فقال عم مسعود: «يا سلام يا أخويا بقي عايز تجوعها وتأكلها طقة واحدة وكمان تقعد علي طول، يا أخي لامؤاخذة»، ثم أصدر صوتاً سكندرياً طويلاً من أنفه وصرخ في وجه زوجته: «مستنيه إيه ما تصوتي يا ولية!».. ثم نظر إلي أصابعها الملونة بالحبر الفسفوري وعرف أنها "صوتت" من قبل.