هي أماكن يتجمع فيها المثقفون وتعتبر البيت الثقافي لهم حيث يجلسون عليها لفترات طويلة وهذه الأماكن لاتزال موجودة حتي الآن علي الرغم من التقدم التكنولوجي الهائل ووسائل الاتصالات وهناك من يحاول إرجاع تلك المقاهي لما كانت عليه وما كان لها من دور كبير علي مر العصور فقد كان يجتمع فيها كبار الشعراء والمثقفون ويتناقشون في أمور الدولة أو غيرها من الأمور سواء الحياتية أو الأدبية وتعتبر هذه المقاهي منارة أو شعاعا للعلم حيث يجتمع فيها كبار الشعراء ورجال الصحافة والإعلام وتتباين مستويات الحضور في المقاهي الثقافية في القاهرة وسط محاولات لاسترجاع ماض عريق ومراحل غابرة في وقت يكتفي بعضها الآخر بما آلت إليه من احوال وما حفلت به من مناسبات وما مر عليها من أسماء لافتة في عالم الفن والثقافة والفكر والأدب فهناك عدة مقاه ثقافية موجودة في مصر ويتركز معظمها في وسط القاهرة في ميدان طلعت حرب ومن أشهر هذه المقاهي المعروفة في وقتنا هذا مقهي ريش وأيضا مقهي زهرة البستان ومقهي التكعيبة إلي جانب مقهي الفيشاوي بخان الخليلي مع كوب من الشاي بالنعناع. التقينا مجدي ميخائيل صاحب مقهي ريش فقال إنه يبذل قصاري جهده حتي يحافظ علي أمجاد المقهي وأضاف أن مفهوم هذا المقهي مستوحي من فرنسا وأن اسم ريش اسم فرنسي ولكن خضع لعملية تطوير مستمرة علي مدي العصور وبالتالي تحول المقهي إلي مكان اجتماعي حيث تكون وسائل الترفيه متوافرة قدر الإمكان وكانت بداية المقهي في عام 1908 عندما افتتحه الألماني «برنارد ستاتبرغ». وأضاف مجدي أن المقهي مر عليه كثير من المشهورين من قديم الزمان مثل كوكب الشرق أم كلثوم 1923م وكان ثمن حفلتها في المقهي 15 قرشا وهذا بعد أن سبقها أستاذها الشيخ «أبوالعلا». وكذلك الفنان زكي مراد والد الفنانة ليلي مراد وغيرهم من كبار الكتاب والأدباء ورجال الصحافة والإعلام. وعبر محمد كامل «شاعر» عن رأيه في المقاهي الثقافية الموجودة حاليا بأنها عبارة عن ندوة مصغرة يجتمع فيها صفوة من الأدباء والمثقفين وبعض رجال الصحافة ويتناقشون في موضوعات مهمة، وهذا في حد ذاته أمر يمتع لأن هناك أناسا يجتمعون من أجل تبادل الآراء ووجهات النظر وبذلك يكون هناك إفادة كبيرة لكل الأطراف الموجودين ولكن من وجهة نظره فإن المقاهي الثقافية لم تعد كما كانت عليه قديما لأن هناك بعضا من هذه المقاهي أخذت تميل إلي البعد السياحي فضلا عن البعد الثقافي وهذا البعد يقلل من قيمة المكان. وأكد الشاعر هشام الجخ علي أن المقاهي الثقافية موجودة بمصر وهدفها الربط بين الشعب وفي البداية كانت هذه المقاهي لا يجلس عليها سوي الشعراء وبعد عام 1995 حدثت تغيرات في هذه الأماكن فأصبح يتردد عليها كثير من المطربين والفنانين التشكيليين. وأضاف أن سعي صاحب المقهي إلي الكسب المادي ليس عيبا ولكن هناك سؤال يطرح نفسه في النهاية: هل تظل هذه الأماكن موجودة في الأعوام القادمة، وهل ستتغير مسمياتها؟ أم ستظل وتبقي وتتطور وفقا لما أحدثته ثورة 25 يناير من نقلة غير مسبوقة في الحوار والكلام والرأي والاقتراح.. من أجل مصر أجمل وأحلي بشعبها وديمقراطيتها؟