رغم حديث الحكومة المتكرر حول القضاء علي مشاكل العشوائيات وايجاد حلول حاسمة لما يعاني منه سكانها إلا أن معظم ما يأتي من تصريحات غير حقيقي، حيث مازالت هناك أزمات ومشكلات لا تجد حلا، لدي كثير من المناطق التي نمت بسبب عدم وجود خطة لدي الحكومة تخلص الناس من معاناتهم اليومية. وفي جولة للأهالي في منطقة الجبخانة باسطبل عنتر، قال عدد من سكانها إن الصرف الصحي يأتي في مقدمة المشكلات التي يعانون منها. وذكر حسن علي مندوب مبيعات والذي يعيش في المنطقة منذ أكثر من 18 عاما أن الأهالي لا يجدون كوب مياه صالحة للشرب، كما أنهم يعيشون في ظل أجواء غاية في الصعوبة، فلا يوجد بالجبخانة مستشفي يعالجون فيه مرضاهم فضلا عن عدم وجود صيدلية أو شبكة كهرباء أو أسواق. وأشار حسن إلي أن الأهالي لا يجدون مدرسة واحدة لابنائهم. فيما قالت نعناعة عبد الحميد واحدة من سكان المنطقة إن الأهالي بعدما ايقنوا انهم خارج دائرة اهتمام الحكومة قاموا بعمل شبكة صرف صحي بسيطة تكلفت حوالي 7 آلاف جنيه، ولأن المنطقة تضم 48 عقارا مكتظة بالسكان. لم تستطع الطرنشات البدائية حل المشكلة. وأدت إلي حدوث طفح في كثير من الشوارع، تهدد حياة الأهالي بمخاطر صحية كبيرة. وأكد محمد إبراهيم أن أهالي الجبخانة طالبوا منذ عام 2000 بتقنين اوضاعهم من أجل الحصول علي الخدمات والمرافق، كما تقدموا بطلبات بشراء المواقع التي يعيشون عليها، إلا أن أحدا لم يستجب لهم حتي الآن، حيث لم تتخذ المحافظة في سبيل ذلك أي خطوات إيجابية. وقال إن الأهالي سعوا لضمان حقوق الحكومة إلا أنها لا تريد حمايتهم ومنحهم حقوقهم، وأشار إلي أن سكان الجبخانة تقدموا بإقرارات الضريبة العقارية فور مطالبتهم بذلك حتي يضمنوا الحصول علي الخدمات الأساسية التي لا يمكن أن يعيش مجتمع بدونها، إلا أن الحكومة ترفض حتي الآن منحهم أبسط حقوقهم. وأشار مجدي كامل أحد السكان إلي أن المنطقة بسبب عدم وجود شبكة مياه تضمن حصولهم علي ما يحتاجون من مياه صحية اضطروا للاتفاق مع أحد العاملين بشركة المياه علي فتح خط مياه لهم، إلا أن ذلك لا يتم بشكل مستمر ودائم مما يجعلهم لا يجدون نقطة مياه لأيام عديدة، وهو ما يضطرهم لشرائها بعشرات الجنيهات، وذكر أن كل هذا يحدث رغم وجود شبكة تقع علي بعد 2 كيلو من المنطقة، فيما تقع شبكة الصرف الصحي علي بعد 100 متر فقط. ولا تتوقف معاناة أهالي الجبخانة عند حدود افتقاد كوب ماء أو شبكة صرف صحي، لكنها تتجاوز ذلك إلي أنهم يعيشون وسط تلال من القمامة حسب ما ذكر محمد كامل أحد سكان المنطقة والذي يسكن أسفل جبل قمامة يرتفع أكثر من 15 مترا فوق منزله، حيث يجب أن يمر وهو في طريقه لغرفته بركام من المخلفات التي تتزايد يوميا بسبب الاهمال في ازالتها. ولعل أكثر ما يهدد حياة أهالي الجبخانة يكمن في خطوط الكهرباء الملقاة في الشوارع وتؤدي لحوادث دائمة يذهب ضحيتها كثير من الأطفال الابرياء. ورغم كل ما يعانيه الأهالي من مشكلات تهدد حياتهم إلا أن اكثر ما يخشونه هو أن تتخذ الحكومة. قرارات مفاجئة بطردهم من المكان وأشاروا إلي ضرورة تقنين اوضاعهم وأن تهتم الحكومة بحصولهم علي حقوقهم باعتبارهم مواطنين0 وفي سبيل ذلك أكد «وليد سيد» عضو مجلس محافظة القاهرة وأمين اتحاد الشباب التقدمي بحزب التجمع أنه بصدد تقديم مذكرتين الأولي لمحافظ القاهرة والثانية لرئاسة حي مصر القديمة بعد أن يوقع عليهما السكان من أجل ايجاد حلول لمشاكل الأهالي. وذكر «وليد » إنه قدم بالفعل طلبي احاطة للرئاسة والمحافظ بهذا الشأن. وقال «خالد حمودة» رئيس مجلس إدارة جمعية أهلية بالمنطقة إن الأهالي لابد ألا يعولوا كثيرا علي اعضاء مجلس الشعب مؤكدا أن «يسري بيومي» عضو الاخوان لا يستطيع أن يقدم الكثير في ظل الحصار الحكومي عليه سوي «حلوي مولد النبي» أما محمد عبد العال فتتركز جهوده في عمل دورة رمضانية وهي ما يمكن أن يقدمه لأهالي المنطقة وأكد «محمد لطفي» مسئول الحملات في الشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية أنه بصدد عمل حملة موسعة عن العشوائيات سوف يضم إليها ملف الجبخانة، مشيرا إلي أن أهالي المنطقة جديرون بالحصول علي سكن ملائم مع أمن الحيازة وصك الملكية يكفيهم خطر الطرد القسري دون إنذار مسبق. ومن جانبها أكدت «بسمة زهران» باحثة بالمركز المصري للحقوق الاقتصادية أن دور منظمات المجتمع المدني لابد أن يكون أكبر في حل مشكلة العشوائيات واضافت أنها بصدد إعداد تقرير مفصل عن الجبخانة لعرضه علي المركز المصري واتخاذ اللازم من الناحية القانونية لمساعدة أهالي المنطقة.