جاءت "فعاليات المتقي الثاني لقصيدة النثر العربية" والذي أقيم في نقابة الصحفيين المصرية؛ بمشاركة تسعين شاعرا وناقدا عربيا.تحت عنوان"قصيدة النثروالتعددية الثقافية" حافلا بالندوات والأمسيات الشعرية. وقد ألقيت في حفل الافتتاح عدة كلمات فألقي الشاعر عاطف عبد العزيز كلمة اللجنة المنظمة؛ وقد جاء فيها :"مر عام علي بداية الملتقي الذي عقدت دورته الأولي العام الماضي؛ والتي بدت وقتها بادرة فريدة لم تعرف حياتنا الثقافية لها نظيرا، حين أثبت المجتمع المدني في مصر ممثلا في جماعة المثقفين والشعراء قدرته علي تقديم الحلول المبتكرة والناجزة في واقع مختنق ومأزوم تقوده مؤسسات شائخة ومفلسة لاتملك سوي القمع والاقصاء من أجل الابقاء علي وجودها وعلي حالة الثبات والجمود بدعوي حماية الهوية". وأكد عاطف عبد العزيز أن اختيار قصيدة النثر يأتي من كونها تحمل خصائص فنية مختلفة وأهمها: القدرة علي تفكيك الموروث الثقافي بعلاقاته المعقدة ذات الطابع الدوجمائي، كي تهيل التراب عليه كما يتصور البعض، بل كي تعيد صياغة هذه العلاقات وفق منظور جديد يجمع في مجاله -ضمن ما يجمع- الآخر بثقافته وأشواقه وحلمه بالسلام والعدالة. وأضاف عاطف قائلا: أن قصيدة النثر تقدم صراعا جماليا وهي بذلك جزء من الصراع الاجتماعي، في شكله العالمي والمحلي. وألقي الشاعر والمترجم بشير السباعي كلمة المثقفين المصريين حيث أكد فيها أن السؤال الراهن هو ماذا يفعل الشعراء مع عودة التاريخ؟؛ لأنه في معظم الأحيان كانت مهمة الشاعر والكاتب هي الاشتباك مع الواقع، والتاريخ يؤكد لنا أن الصراع بين القديم والجديد هو صراع أزلي ؛ ومع شيوخ صدور أول ديوان في قصيدة النثر للشاعر أحمد راسم عام 1915 ؛ تحت عنوان"البستان المهجور" كان المازني قد استنكر القصيدة التي لاتلتزم بالبحر الشعري. أما الشاعر عبد المنعم رمضان فألقي كلمة الشعراء المصريين؛ أكد فيها أن الشعر لاينتظر ترفا من أحد أو من فوائد العصرأو امتيازا، لايحتاج الشعر الي لعبة أشكال، مع أنه يحتفي بكل أشكال اللعب. وأضاف رمضان قائلا إن قصيدة النثر أكثر امتلاء بالشكوك ، وعلينا أن نعترف أن الشعراء ليسوا شيوخ الوقت. جماليات فنية وألقي الشاعر السوري منذر مصري كلمة الشعراء العرب ، أكد فيها أن قصيدة النثر تشهد طفرة نوعية علي مستوي الكتابة الشعرية، وأن اقامة مؤتمر خاص بها يجعلنا نؤكد ما تحمله من جماليات فنية ، فهي تطوير لفن الشعر، والذي وصفه "مصري"بأنه كالحب. وتحدث الشاعر فتحي عبد الله عما أسماه ب"صراع الملتقي وجماعات المصالح" مؤكدا أن الصراع تيمة أساسية في تطور أي مجتمع. وقد أحيا حفل الافتتاح فنان العود العراقي نصير شمة. وقد صدر عن الملتقي الاعداد الأولي من مجلات "اضاءة 77"و "الكتابة الأخري" و"الكتابة السوداء" التي كانت تصدره جماعة "أصوات" الشعرية في السبعينيات. كما تم اصدار ثلاثة دواوين للشعراء الشباب الذين فازوا بجائزة الملتقي وهم جوان تتر وخوشمان قادو من سوريا وعزة حسين من مصر. بلاغة جديدة وقدمت من خلال الملتقي عدة دراسات حول جماليات أكدت القصيدة الجديدة ؛ منها:"قصيدةالنثر نوعا مركبا"د.وائل غالي؛ و؛ "جماليات المكان في قصيدة النثر"د.محمد السيد اسماعيل ؛ ومراجعات الأداء الشعري في قصيدة النثر" لشريف رزق؛ و"نحو بلاغة جديدة للنص الشعري"د.محمد زيدان. وتضمن الملتقي شهادات لشعراء جيل السبعينيات ومنهم رفعت سلام وحلمي سالم وجمال القصاص ؛ كما يحتفي الملتقي بالشاعر الراحل محمد صالح. كما تضمن الملتقي شهادات حول تجربة المجلات الأدبية المستقلة التي أهتمت بالشعر مثل "اضأة77"والكتابة الأخري".و"أصوات". ومن أهم الشعراء المشاركين عبر 8 أمسيات يقيمها الملتقي في أربعة أيام منذر مصري من سوريا؛ ومحمد الصالحي من المغرب ؛ ودخيل خليفة من الكويت وسعد جاسم من العراق ؛ ومروان علي من سوريا ومحجوب العياري وخالد درويش من ليبيا؛ والياس فتح الرحمن من السودان؛ وكمال جزولي من السودان؛ ومحمد النبهان من الكويت؛ ومن ليبيا خلود الفلاح وعبد السلام العجيلي؛ وحنان محفوظ؛ وحواء القمودي؛ وصالح قادربو؛ وسعاد سالم؛ ومن اليمن سوسن العريقي؛ ومحمد عبدالوهاب الشيباني. ؛ وأحمد السلامي ؛ وعلي المقري؛ ومن مصرحلمي سالم وجمال القصاص ومحمد آدم؛ ولينا الطيبي وميسون صقر وفارس خضر وعاطف عبد العزيز وغادة نبيل ومحمود قرني وعلي منصور وعيد عبد الحليم وكريم عبد السلام ونجاة علي؛ وعزمي عبد الوهاب؛ ومحمد الحمامصي؛ وفتحي عبدالله؛ وفاطمة قنديل وعماد غزالي.وحلمي سالم ورفعت سلام وفتحي عبد السميع ومؤمن سمير وعبد الوهاب الشيخ ومحمود خيرالله والبهاء حسين، ومحيي الدين جرمة وهدي أبلان من اليمن، وعائشة البصري من المغرب، وصالح دياب ومحمد فؤاد من سوريا وغيرهم.. ورغم أن الملتقي أن يجمع بين الأجيال الشعرية المختلفة وهي ميزة علي كل حال فإن كثيرا من شعراء السبعينيات حضرفي اليوم الافتتاحي فقط وغاب عن باقي الفعاليات.. وقد جاء البيان الختامي للملتقي والذي ألقاه الشاعر فارس خضر ليعلن عن حل اللجنة المنظمة علي أن يعاد تشكيلها مرة أخري لضخ دماء جديدة.