كل المواجع التي نواجهها .. هذه الايام.. ابتداء من البلطجة التي تشهدها الجامعات.. وقطع المحجبات والمنتقبات للطرق.. وانتشار التحرش.. وحتي ارتكاب السلوكيات الشائنة علي مدار الساعة.. تعود كلها لسبب واحد هو: أننا لا نعرف حقوق الطفل! نحن أمة لا تعرف بأن للاطفال حقوقا .. تحترمها كل مخلوقات الله.. بما فيها الوحوش الكاسرة.. وان الامومة لا تتوقف عند الولادة.. وان فى حقوق الطفل.. حسن التربية.. والاسترشاد بتجارب الشعوب التي استنارت بصيرتها واستضاءت قريحتها بوضع الدراسات العلمية لتربية الاطفال منذ نعومة الاظافر.. علي احترام حقوق الطفل. نحن أمة لا تعرف بأن للاطفال حقوقا.. وان السلوكيات السليمة.. بما فيها عدم التحرش.. تبدأ فى سن الرضاعة.. وأن التجارب الاجتماعية التي قامت بها مراكز البحث العلمي فى احدي الدول الراقية.. اثبتت أن الاطفال.. لامهات منتقبات.. يعرفون اماكن الاثارة فى جسد المرأة.. قبل غيرهم من الاطفال فى مثل سنهم.. واشارت هذه الدراسة.. إلي أن الطفل يري الاماكن التي تحرص الأم علي عدم كشفها امام الغرباء.. ويلاحظ انها تخفي الوجه.. والكفين.. والذراعين.. ولا يظهر منها سوي فتحتين تري من خلالهما الاشياء.. وبالتالي فهو عندما يتوجه للحضانة فى الدول الراقية تجده يجلس ساهما.. متطلعا لاجساد المدرسات.. وعندما يصل لسن المراهقة.. يتحول التحرش إلي مادة .. ثم الي اعتداءات جنسية سافرة! وبالتالي فنحن امة لا تعرف الفرق بين الابداع.. وبين حقوق الاطفال .. ولا بين الفن.. وبين نشر القيم الساقطة.. المحملة بروائح المراحيض. لسبب بسيط هو أن فى بلدنا الملايين من صبية الشوارع.. الذين يمضون حياتهم فى الانفاق وتحت الكباري.. والملايين من بنات الشوارع اللاتي ينجبن فى الظلمات.. ويبعن الاطفال لوسطاء.. والطفل يباع ب200 جنيه لسماسرة من أهل التخصص الذين يتاجرون بالإسلام.. ونحن لا نعرف حقوق الطفل.. منذ اكثر من نصف قرن.. وفي بلدنا الآن 15 الف منطقة عشوائية.. يعيش فيها 12 مليون مواطن.. ويعيش فيها الاطفال فى واقع يتسم بالوحشية المفرطة التي لا تعرف الرحمة.. ولا حقوق الانسان.. ولا حقوق الاطفال.. وتعود فى مجملها لثقافة الصحراء .. وعادات وتقاليد لم يعد لها وجود فى الدول الراقية! ولأننا لا نعرف حقوق الطفل.. ولا نعرف أن للاطفال حقوقا.. اعترفت بها الشعوب الراقية منذ زمن بعيد.. فقد جاء النقاش حول فيلم "حلاوة روح" الذي لعبت دور البطولة فيه الفنانة هيفاء وهبي.. ليكشف الفجوة الهائلة التي تفصلنا عن الزمن الذي نعيشه.. نحن نعيش فى زمن تتركز فيه الرقابة علي المشاهد الجنسية.. وعلي العلاقات بين الرجال والنساء.. وعلي الادوار التي تلعبها النساء فى الافلام والاعمال الإبداعية .. وهي الثقافة التي اختزلت الدين الاسلامي فى كل ما يتعلق بالمرأة.. فى عصور الرعي.. وخلاعة القبائل.. دون أن يخطر ببالنا احترام حقوق الطفل.. ولذلك نلاحظ ان الرقابة علي الاعمال الإبداعية.. تضع الجنس والممارسات الجنسية.. باعتبارها من المخالفات التي تقتضي العقوبة.. فى الوقت الذي تري فيه أن مشاركة الطفل كريم الابنودي.. فى فيلم يتنافي مع أبسط حقوق الطفل.. هو من قبيل الإبداع! والسبب .. باختصار شديد.. اننا امة لا تعرف.. أن للاطفال حقوقا.. ومن هنا كانت المواجع التي بسببها الملايين من اطفال.. الشوارع تارة.. ومن أطفال المواجع تارة أخري.