هدفنا المهندس أولاً وأخيراً .. و نقابة المهندسين تركة ثقيلة حوار: نجوى إبراهيم تصوير: خالد سلامة أكد المهندس «طارق النبراوي» نقيب المهندسين أنه سوف يتخلى عن تيار الاستقلال ليصبح نقيبا لجموع المهندسين مشيرا إلى أنه لن يسمح بأى ممارسة سياسية داخل أسوار النقابة. وقال «النبراوي» فى حواره ل «الأهالي» إنه سيعمل جاهدا بالتعاون مع مجلس النقابة الجديد من أجل استغلال كل أصول النقابة وزيادة مواردها وإصلاح منظومة الخدمات النقابية المقدمة للأعضاء وأهمها الرعاية الصحية وزيادة المعاشات. وأضاف أن حلمه بناء مستشفى للمهندسين ومركز تدريب على أعلى مستوى لتدريب شباب الخريجين من أجل تهيئتهم لسوق العمل. وأشار «النبراوي» إلى أن النقابة ستشارك بشكل استشارى فى مختلف المشروعات القومية التى تخص الدولة مؤكدا أن المجلس الجديد سيقوم باستكمال دور لجنة الحكماء فى الكشف عن الانحرافات التى قام بها المجلس السابق.. وفيما يلى نص الحوار.. * ما أسباب نجاحك ونجاح قائمتك باكتساح فى انتخابات النقابة الأخيرة رغم أنك خضت الانتخابات الماضية أمام مرشح الإخوان ولم تحقق هذا النجاح؟ ** أولا الانتخابات هذه المرة لا يمكن مقارنتها بالسابقة التى لا يعتد بها على الإطلاق نظرا للتزوير الصارخ والفاضح الذى حدث يوم 25/11/2011 فى الانتخابات السابقة وكان لصالح جماعة الإخوان. وهناك ملف كامل عن تزوير الانتخابات السابقة تم تقديمه لمحكمة القضاء الإداري، أما بالنسبة لنجاح القائمة الوطنية الموحدة هذه المرة فيرجع إلى أن المهندسين الذين منحوا أصواتهم للقائمة التى ينتمى أعضاؤها لتيار الاستقلال وتيار المستقبل جاءت لثقتهم الكبيرة فى الدور الذى قمنا به من أجل تطهير النقابة من الفساد بجميع أشكاله سواء فى فترة الحراسة التى كانت رمزا لنظام حسنى مبارك الفاسد المستبد وأيضا تطهيرها من حكم الإخوان ومجلس النقابة الإخوانى الذى حول النقابة إلى فرق سياسية وقام بإهدار أموالها فى أمور ليس لها علاقة بالعمل النقابي، ونجح تيار الاستقلال فى الدعوة لجمعية عمومية غير عادية ونجحت الجمعية العمومية فى سحب الثقة من المجلس الإخوانى وكان ذلك محل تقدير من زملائنا المهندسين، الشيء الثانى هو أن البرنامج الانتخابى الذى طرحناه على زملائنا من المهندسين حاز ثقتهم. الإقبال الضعيف * كيف تفسر الإقبال الضعيف من قبل المهندسين على الانتخابات؟ ** الذين أدلوا بأصواتهم فى الانتخابات هؤلاء هم المشاركون فى العمل النقابى لأن الغالبية العظمى خاصة شباب المهندسين لا يعرفون شيئا عن النقابة التى توقف دورها منذ 20 عاما، وهؤلاء الشباب كل علاقتهم بالنقابة استخراج الكارنيه وأيضا يتعرضون لمشكلات عديدة ولا يجدون من يساعدهم فضلا عن ابتزازهم من قبل بعض الموظفين بالنقابة وبالتالى فمن المنطقى عزوف هؤلاء عن المشاركة، ولذلك سوف نحارب من أجل تغيير هذه الصورة وفى التجديد النصفى بعد عامين ستكون هناك مشاركة أكبر سواء من المرشحين أو الناخبين. * هل شارك مهندسو الإخوان فى الانتخابات أو قاطعوها كما أعلنت الجماعة؟ ** بالتأكيد كان هناك مشاركة ولكنى ضد عملية تصنيف المهندسين وفقا للانتماءات السياسية أو المعتقدات الدينية. اتهامات غير صحيحة * هناك بعض الاتهامات التى وجهت للقائمة الوطنية بأنها تضم شخصيات من الإخوان والحزب الوطنى المنحل وأنها مدعومة من قبل بعض الأحزاب السياسية؟ ** قائمتنا الوطنية كانت أساسا قائمة الاستقلال وانضم إليها قائمة تيار المستقبل الذى قام بدور جيد فى الجمعية العمومية التى أسقطت المجلس السابق، وخوفا من تفتيت جهود التيار المدنى التى قد تسمح للتيارات المتطرفة وجماعات الإرهاب بالعودة مرة أخرى للسيطرة على النقابة قمنا بتشكيل تحالف واحد ضم مرشحى القائمتين معا وخرجت عن هذا التحالف القائمة الوطنية الموحدة التى خلت من أى عنصر كان دائما للإخوان ولكن من الوارد أن يكون ضمن 400 اسم تسلل زميل كان له علاقات بالحزب الوطنى المنحل ولكنه لم يشارك بشكل واضح فى أنشطة الحزب ولم يلحق أى فساد. أما دعم الأحزاب السياسية للقائمة فهذا كلام عار تماما من الصحة فلم توجد لافتة واحدة تدعمنى من حزب سياسى ولكن هناك أشخاصا ينتمون لأحزاب سياسية كان يدعمون القائمة. تركة ثقيلة * صرحت بعد نجاحك مباشرة أنكم ورثتم تركة ثقيلة، كيف ستتعامل مع هذه التركة لإنقاذ النقابة؟، وما أولوياتك بعد النجاح خاصة أن البرنامج الانتخابى للقائمة تضمن العديد من الوعود الخاصة بالمهندس والمهنة والوطن؟ ** نعم هى تركة ثقيلة للغاية، فالنقابة كانت معطلة لمدة تزيد على عشرين عاما حيث أمضت النقابة أكثر من 17 عاما تحت حراسة ظالمة تعطلت فيها كل الخدمات ثم اخطفت بعد ذلك لأكثر من عامين من جماعة الإخوان المسلمين الذين أفقدوها كل مقوماتها وأصبح لدينا جهاز إدارى مترهل وميزانيات غامضة، فضلا عن فقدان ثقة المهندسين فى نقابتهم وما خفف من هذه المشكلات الدور الخارق الذى قام به زملاؤنا فى لجنة الحكماء التى تولت شئون النقابة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، وسوف نتحرك على كل المحاور بشكل متواز لإنقاذ النقابة، وسنعمل على رفع مستوى المهنة والعمل على عودة دور النقابة وريادتها السابقة. الوعود الانتخابية * وماذا عن الوعود الانتخابية بالنسبة للمهنة والمهندس والوطن؟ ** قدمنا وعودا فى برنامجنا تقوم على أن المهندس أولا وأخيرا ولذلك سوف نبدأ بتقديم الخدمات المباشرة والاجتماعية إلى المهندسين الذين يستحقون وضعا أفضل مما عليه الآن، وسنبدأ بالرعاية عن طريق العمل على زيادة المعاش وتطوير نظام العلاج تم تدعيم شباب المهندسين وتنفيذ مشروع الإسكان للمهندسين الذى توقف منذ 30 سنة، وفيما يخص كادر المهندسين فهو على أولويات اهتمامات المجلس وسوف نستكمل الدراسات الموجودة بالنقابة والخاصة به وسيتم عمل مشروع قانون متكامل للكادر ونقوم بتقديمه للحكومة مع تقديرنا الكامل للظروف التى تمر بها البلاد ولكننا سنصل إلى حل حول مسألة الكادر. ومن ضمن أحلامنا أيضا إنشاء مستشفى للمهندسين ومركز تدريب قائم بذاته على أعلى مستوى وهذه المشروعات بعيدة المدى ولكننا سوف نبدأ بالتجهيز لها من الآن، أما بالنسبة للمهنة فهناك برنامج أساسى للارتقاء بالمهنة يقوم على توفير برامج تدريب ورفع كفاءة المهنة والمهندسين وبالأخص حديثى التخرج من كليات الهندسة ومراجعة ومتابعة التعليم الهندسى الخاص وعمل مراجعة شاملة لجميع المكاتب الاستشارية والشركات التى تعمل فى مجال الهندسة حتى تواكب الظروف التى تمر بها البلاد وإعادتها إلى وظيفتها، ولدينا خطة محكمة للقضاء على سماسرة الشهادات الهندسية وشهادات القيد المزورة وسوف ندرس احتياجات خطة مصر المستقبلية من المهندسين وتحدد وفقا لذلك أعداد الطلاب الذين يلتحقون بكليات الهندسة للقضاء على مشكلة البطالة بين صفوف المهندسين وسيتم التنسيق مع المجلس الأعلى للجامعات لتحديد هذه الأعداد. جهة استشارية * ماذا ستقدمون للوطن؟ ** بالنسبة لعنصر الوطن فالنقابة تمتلك أكبر مكاتب استشارية ولذلك ستكون جهة استشارية فى جميع المشروعات القومية سواء دعتنا الدولة أو لم تفعل وسنقوم بواجبنا من ناحية رأينا فى تطوير العشوائيات أو الإسكان الاجتماعى وغيرها من المشروعات الوطنية وسوف نناقش قانون البناء الموحد لأن هناك جزءا منه مرتبطا بالنقابة وسوف نطالب بتعديله خاصة فيما يخص التراخيص والتصاريح الخاصة بالبناء. استعادة الأموال المهدرة * هل لديكم خطة محددة لاستعادة أموال النقابة التى تم إهدارها فى ظل فترة الحراسة وأيضا فترة المجلس الإخوانى فضلا عن زيادة موارد النقابة لتحقيق هذه الوعود؟ ** طبعا لدينا خطة عاجلة لاستغلال كل الأموال المهدرة فى النقابة خاصة ونحن لدينا أصول هائلة تمتلكها النقابة ولا يتم الاستفادة منها مثل قاعة المسرح التى توقفت منذ أكثر من 25 عاما وستتم مراجعة حسابات كل الشركات الهندسية التى تمتلكها النقابة وعمل هيكلة للشركات الخاسرة ومراجعة الرسوم المفروضة على السلع الهندسية وسيتم تشكيل لجان لبحث هذه الأصول وبحث كيفية استغلالها فضلا عن إعداد دراسات لزيادة موارد النقابة والعمل على تعديل قانون النقابة الذى وضع منذ 40 سنة ومراجعة العديد من بنوده من أجل تطوير مصادر دخل النقابة حتى نستطيع أن نفى بمتطلبات المهندسين. مخالفات مالية * أظهرت لجنة الحكماء العديد من المخالفات المالية أثناء تولى الإخوان مجلس إدارة النقابة كيف ستتعاملون معها؟ ** لدينا لجنة تقصى حقائق تشكلت فى فترة المجلس السابق وللأسف لم تنجز عملها وسوف تستكمل دورها لكشف المخالفات أثناء فترة المجلس الإخوانى وفترة الحراسة، ونحن لدينا مجموعة من البلاغات تقدم بها تيار الاستقلال للنائب العام ودعمتنا لجنة الحكماء بمستندات مؤكدة وجار التحقيق مع بعض أعضاء المجلس السابق وسوف نستكمل هذا الدور ولن نتهاون مع الفاسدين الذين أهدروا أموال النقابة. * هناك عدد من الموظفين بالنقابة تابعين لجماعة الإخوان وكذلك المهندسون فكيف سيتم التعامل معهم؟ العمل للأمام ** لن نصنف الأشخاص على أساس سياسى أو دينى ولن يتم إقصاء أحد وليست لدينا رغبة لتصفية حسابات ولكن هدفنا هو العمل للأمام من أجل تطوير النقابة، وستتم محاسبة الأشخاص سواء مهندسين أو موظفين على الاداء المهنى وليس الانتماء السياسى فالنقابة ليست مكانا للسياسة. * صرحت أكثر من مرة بأن نقابة المهندسين سوف تخلع عباءة السياسة فكيف يتحقق ذلك؟ ** النقابة سوف تعمل لصالح المهنة والمهندس ولن تتم ممارسة أى عمل سياسى داخلها ومن يريد ذلك فعليه الخروج من النقابة أولا وهذا قرار نهائى لا تراجع فيه. * هل ستتخلى عن تيار الاستقلال بالنقابة؟ ** بالطبع بعد فوزى فى الانتخابات ونجاح قائمتى قررنا أن يكون مجلس النقابة الجديد معبرا عن جموع المهندسين، وقررت أن أترك تيار الاستقلال لأكون نقيبا للمهندسين وليس ممثلا لتيار الاستقلال. * هل اتفقتم على دعم مرشح بعينه فى انتخابات الرئاسة المقبلة؟ ** كما ذكرت قبل ذلك لا مكان للسياسة داخل أسوار النقابة أما خارجها فمن حق أى مهندس أن يؤيد أى مرشح يختاره.