اذا كنت تريد ان تشاهد ماجاء فى التقرير على الواقع فاذهب الى احد ميادين مصر الشعبية مثل زينهم أو امبابة وانتظر للحظات ستجد من يقترب منك ويقول لك " اى خدمة " ستقول له شكرا ثم سيذهب ويأتيك آخر ويقول لك " مغربى ولا محلى " فتنتبه حينها عندما يأتى شخص بسيارة ويقف مقابلك فيذهب اليه شخص ويعطيه شيئا ما ويأخذ منه فلوس . ومن الممكن ان يتعدى الامر ذلك كله فعليك زيارة إحدي المناطق الشعبية الشهيرة فى تجارة المخدرات فستجد الصبية يفترشون الطاولات فى الحارات والاماكن المغلقة ليبيعوا عليها كل انواع المخدرات مستغلين حالة الانفلات الامنى والقصور فى مقاومة هذه الظاهرة بسبب انشغال الشرطة بمحاربة الارهاب ، ستشاهد مواقف جديدة على المجتمع المصرى فمن الممكن ان تشاهد داخل السيارة من يشرب سيجارة حشيش ، وقد تشتم رائحته وانت تمر بجوار المقاهى ، وتجده فى الأفراح ومن يلف الحشيش على الملأ . ذكر تقرير الأممالمتحدة الصادر فى الشهر الماضى من العام الجارى أن السلطات المصرية ضبطت فى عام 2012 نحو 12.3 طن من راتنج القنب، و77.1 طن من عشب القنب مصدرها المغرب، وفى 2013 تم ضبط ما يقارب من 3 أطنان من الحشيش الأفغانى، على سواحل البحر الأحمر بالتعاون مع البحرية الإيطالية، وكان المروجون يحاولون فتح أسواق جديدة لهذا المنتج فى شمال إفريقيا، خصوصا مصر باعتبارها سوقا كبيرة لأهم مستهلكى المخدرات والهيروين بشكل خاص، التى يروج على أراضيها ما يقارب 100- 50 كيلو سنويا. أما بخصوص الترامادول، فأوضح التقرير أن السلطات المصرية ضبطت ما يقارب 620 مليون قرص مهربة كشحنات غير مشروعة قادمة من الهند عبر موانى دبى واليمن، وفى نوفمبر 2012 حتى سبتمبر 2013 تم ضبط ما يقارب 84 طنا من الترامادول كانت مهربة ضمن 15 حاوية، 14 منها قادمة من الهند وواحدة من الصين. ووفقا للتقرير فإن مصر تصّدر الترامادول، الذى يتم ضبطه فى قطر ولبنان، أما المملكة العربية السعودية فأعلنت عن زيادة تهريب العقار من مصر إلى أراضيها. وحذرت الهيئة الدولية لمكافحة المخدرات من أخطار الترامادول، ووجوب فرض الرقابة على صرفه وتناوله وبيعه. بعض الجهات المستفيدة يسعى إلى إنتاج وتطوير مواد مخدرة جديدة الحشيش يتم تعاطيه اما بالتدخين بخلطه بالسجائر أو المعسل أو يمكن حرقه مباشرة واستنشاق دخانه من خلال كوب مغلق بورقة سوليفان ومخرومة بأنبوبة ومن الممكن أن يخلط الحشيش بالشيكولاتة أو القهوة وايضا نبات البانجو المنتشر فى الصعيد الذى يعد بديلا للحشيش بسبب رخص سعره وتوافر انواعه لانه يزرع فى بعض المناطق فى مصر من جانبه يقول اللواء مصطفى عامر مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات السابق ل " الأهالى " : المخدرات أصبحت مشكلة عالمية وليست مشكلة مصر فقط فجميع الدول التى تمر بفترات استثنائية من القلاقل والفوضى بعد الحروب والثورات تصبح مرتعا لتجارة المخدرات والسلاح ، ويؤكد عامر أن مصر دولة مستهلكه للمخدرات وتأتيها المخدرات من دول أخرى مثل المغرب بطرق غير مشروعة ,يتابع أن تجارة المخدرات مرتبطة بتجارة السلاح ونحن فى مصر الآن نواجه الانفلات الأمني على الحدود الغربية لمصر "ليبيا " ويتم تهريب المخدرات منها ، ويؤكد المدير السابق لادارة مكافحة المخدرات أنه لا يوجد تقاعس أمنى والأمن يقوم بمجهودات مشرفة فى هذا الشأن الترامادول ينافس الحشيش بالاضافة الى المخدرات الطبيعة يوجد مخدرات كيمائية وهى عبارة عن مجموعة من العقاقير الطبية التى تحولت من علاج لامراض معينة الى مخدرات يتعاطاها المدمنون الأمر الذى أدى الى ارتفاع سعرها مثل ادوية الكحة كالكودفين والتوسيفان والاقراص المهدئة والمنومة مثل الريفوتريل المشتهر بين المدمنين باسم "أبو زمبة ". اذا اردت أن تشترى اى حبوب مخدرة فلابد أن تتعرف على الاماكن المشهورة لبيع هذا النوع وهى صيدليات معروفة بالاسم لكنها لا تبيع لاى شخص ويكون لها وسطاء لكى يتم بيع الحبوب المخدرة عن طريقهم . تقدمت مصر بعرض للجنة المخدرات المنبثقة من المجلس الاقتصادى والاجتماعى للامم المتحدة تضمن الاشارة الى معاناة مصر وعدد كبير من الدول الافريقية والعربية من اساءة استخدام عقار ال''ترامادول''، وهو ما بدا واضحاً في التقرير السنوي للهيئة الدولية للرقابة علي المخدرات لعام 2013، والاشارة الى اللوائح والقوانين المطبقة في مصر التي تحكم استخدام وتداول المواد الطبية المخدرة. كما تضمن العرض كذلك توضيح أهمية العمل على إضافة بعض المواد التي ثبت إساءة استخدامها – وعلى رأسها عقار ‘'الترامادول'' – علي الجداول الملحقة بالاتفاقيات الدولية لمكافحة المخدرات''، وذلك في محاولة للحد من سوق الاتجار غير المشروع في هذه المواد. جهود المكافحة الغريب فى الامر انه دشن موقع مخصص لتقديم أحدث أسعار الحشيش وأماكن البيع يومياً. على الأقل هكذا يعرف القائمون على الموقع الإلكتروني، "الحشيش بكام؟" موقعهم، حيث إن الهدف من إنشائه تقديم متابعة لأسعار الحشيش من خلال التواصل عبر موقعي "فيسبوك" و"تويتر" قال اللواء منتصر أبو زيد، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات: إن الإدارة تقوم بعمل حملات على مدار اليوم لضبط الخارجين عن القانون وتجار المخدرات، مضيفًا: «لا بد من تكاتف كل الجهود لمواجهة مشكلة تجارة المخدرات في مصر». وأضاف «أبو زيد»، «الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تؤجل هجومها على بعض البؤر الإجرامية حفاظًا على أرواح الأهالي»، معلنًا عن رقم خاص يتمكن المواطنون من الاتصال به للإبلاغ عن أماكن البؤر الإجرامية التي تتاجر في المواد المخدرة، وهو 22482001 الاسبوع الماضى عقدت الإدارة العامة لمكافحة المخدات مؤتمرا صحفيا عرضت فيه تقريرها السنوى للعام الرابع والثمانين بشأن ما حققته الإدارة من انجازات. وتضمن تقرير الإدارة جهود الضبط فى مجال التهريب وتصفية البؤر الاجرامية وضبط الأسلحة والذخائر غير المرخصة وتحقيق الرقابة على العقاقير والأدوية التى تؤثر فى الحالة النفسية وقضايا غسيل الأموال التى تمكنت الإدارة من ضبطها هذا العام. وقال اللواء منصور أبوزيد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات إن الظروف الأمنية التى تعيشها البلاد فى الفترة الأخيرة أدت الى زيادة كل أنواع الجرائم ومن بينها جرائم المخدرات مما تطلب زيادة الجهد المبذول والاعتماد على الأسلوب العلمى الحديث فى مواجهتها. وأكد منصور خلال المؤتمر الصحفى أن ارتباط تجارة وتهريب المخدرات بتجارة وتهريب السلاح ألقى بأعباء جديدة على الجهاز لان المواجهة مع التجار اصبحت شرسة. وقال اللواء منصور أبوزيد مدير إدارة مكافحة المخدرات إن وزارة الداخلية تقدم كل الدعم للإدارة سواء كان معنويا أو ماديا. وتعهد اللواء منصور فى نهاية المؤتمر باستمرار الإدارة عند هذا النهج القائم على التصدى بحزم وقوة لهذه المشكلة مع تطوير آليات العمل بصفة مستمرة لتواكب تطورات الجريمة. تحليل نفسى ودينى للمشكلة انتشار المخدرات فى المجتمع المصرى له اسبابه الاجتماعية والنفسية فذهبنا الى رجال الدين وعلماء النفس لتحليل الظاهرة تقول الدكتورة هبه عيسوى استاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس لجريدة "الاهالى " الانسان عندما يحاط بالمشكلات والهموم والاحباط يحاول الخروج من ذلك بتعاطيه للمخدرات اعتقادا منه ان ذلك سيجعله فى حالة افضل ، وتتابع استاذ الطب النفسى انه فى فترات الضغوط النفسية الكبرى كالتى يمر بها الشعب المصرى الان حيث يشعر الانسان بعدم الامان والخوف من المستقبل تنتشر تجارة وتعاطى المخدرات وتكمل فى محاولة لرصد هذه الظاهرة فى المجتمع المصرى وجدت ان اكثر الانواع انتشارا هما الحشيش والترامادول من جانبه يقول الشيخ محمود امبابى من علماء الازهر الشريف ل " الاهالى " ، اسباب تفشى هذه الظاهرة فى المجتمع هو عدم قيام مؤسسات الدولة بدورها المنوطة به وخاصة المؤسسات التعليمية ولابد من تكاتف كل هذه المؤسسات والاسرة المصرية لاجتثاث هذه الظاهرة ، ويتابع عالم الازهر اناشد من يتاجرون بهذه المحرمات أن يراعوا الضمير الانسانى فى مجتمعهم وفى أسرهم لأنهم يتسببون فى فساد المجتمع واسرهم ويدمرون الدمار الذى لا يمكن اصلاحه ، ويكمل اتقوا الله فى اسركم ووطنكم فأنتم تعلمون انكم تسعون فى الارض فسادا وادعو الله لكم ان يهديكم وان يوفق المجتمع للقيام بهذه المهمة الصعبة التى قضت على شباب كثيرين واذا ما تركت ستدمر الشباب كله . وفى سياق متصل يؤكد القس اكرام لمعى المتحدث باسم الكنيسة الانجيلية أنه لابد من زيادة مجهودات الامن لانهاء هذه الظاهرة مع التوعية التى تقوم بها مؤسسات المجتمع ، ويتابع أقول لمن يتعاطوا المخدرات أنتم تدمرون أنفسكم ومستقبلكم قبل أن تدمروا الوطن .
