الخطاب الدينى هو الرسالة التى يغرسها الدعاة فى نفوس الناس من فوق المنابر وتحمل فى طياتها شعاع النور الذى يربط النفس الإيمانية بخالقها ويعيدها إلى المنهج الإسلامى المعتدل حتى لا ينحرف بها الطريق إلى التشدد والغلو والتطرف والإرهاب. ولهذا يتضح لنا أهمية تطوير الخطاب الدينى ليواكب ما تعيشه الأمة من أحداث سياسية واجتماعية قاسمة تحتاج إلى وحدة الصف وتماسك المجتمع ويدفع الشباب إلى البناء والعمل. تأهيل الدعاة أكد فضيلة الشيخ محمد عز وكيل أول الوزارة لشئون الدعوة أن الوزارة تعمل جاهدة فى هذا الإطار من حيث توحيد خطبة الجمعة وحث الدعاة على الالتزام بالمنهج الوسطى المعتدل وأن الوزارة تقوم حاليا بعمل دورات تدريبية مكثفة للدعاة فى سبع محافظات وهى: «القاهرة – الشرقية – دمياط – الإسكندرية – سوهاج – أسيوط – قنا» لإعادة تأهيل الأئمة على يد نخبة من أساتذة التدريس بجامعة الأزهر وقيادات وزارة الأوقاف، وأن المساجد المخالفة لتعاليم الوزارة وسياستها يتم ضمها دعويا إلى الوزارة وتعيين إمام لها من قبل الوزارة. الابتعاد عن السياسة الحزبية بينما أكد فضيلة الشيخ مدير إدارة المساجد الكبرى بوزارة الأوقاف نجاح وزارة الأوقاف فى أن تنأى بالأئمة بعيدا عن السياسة الحزبية واعادة للمساجد دورها الدينى والوطنى الذى لا يتعارض مع شئون الدعوة وأشار إلى عودة الناس إلى المساجد بكثافة بعد ثورة الثلاثين من يونيو، كما قامت الوزارة بإنشاء إدارة للمساجد الكبرى ودعت الوزارة الأئمة لغرس الأمل فى نفوس الشباب وحث المجتمع على العمل والدعوة لبناء الأوطان والتسامح وعودة الضمير والوطنية الخالصة للوطن. كما تم رفع وصاية الجمعيات التى لها اتجاه سياسى معاكس لاتجاه الوزارة عن المنابر والمساجد مثل مسجد الاستقامة والرحمن الرحيم والعزيز بالله وإيقاف جميع التراخيص التى كانت ممنوحة لغير المتخصصين فى مجال الدعوة والاستعانة بخريجى الأزهر وأساتذة التدريس بها. نبذ الفتنة وتعلم لغة الحوار بينما دعا فضيلة الشيخ محمد عبدالفتاح مدير أوقاف القاهرة الدعاة بأن يتعلموا لغة الحوار وأن يتسموا بسعة الصدر وتعلم ثقافة الاختلاف بحيث يكون واسع الأفق وألا يقسم الناس إلى أحزاب وجماعات وفرق وأن يكون نقده هادفا بناء رقيقا يحمل بلسما شافيا وماء باردا يطفئ نيران الفتنة التى يحاول البعض إشعالها ويتعلم فن التواصل مع الآخرين مع التزود بالعلم الحديث وتطوير الذات وأن يكون له فى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – القدوة الحسنة فلم يثبت فى السنة الشريفة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر بقتل كافر لمجرد كفره. القدوة الحسنة فى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بل كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يستقبل الوفود من غير المسلمين فى مسجده – صلى الله عليه وسلم – ويقوم على ضيافتهم بنفسه وكان يبعث بالرسائل إلى جميع الجهات وكانت تحمل فى صدرها دعوة للسلام والهداية. وأشاد بالثقافة التى يدرسها جامعيو الأزهر بأنها ثقافة منفتحة على جميع المذاهب والأفكار تحترم الاختلاف وترد على الفكرة بالفكرة وعلى الشبهة بالحجة.