كفي ولولة وعويلا. اوقفوا لطم الخدود وشق الجيوب، وإهالة التراب علي الرؤوس. كفي ولولة فالنواح لن يعيد الروح إلي الاجساد المغدورة ولا الاعتبار للكرامة المهانة المجروحة. والصراخ أيا كان مداه لن ينفخ الحياة مرة أخري في اجساد أولادنا المجندين المغدورين يوميا علي الطرقات، ولن يشفي الغليل ويطبب الكرامة ركام الكلمات والحروف التي تسب القتلة والإرهابيين. كفي عويلا لن يعيد من يتساقطون يوميا علي قارعة الطريق، ولن يوقف نصب سرادقات العزاء التي تعيشه البلاد. فقد تحولت مصر لسرادق عزاء كبير. سرادقات عزاء منصوبة في قري كانت تنتظر عودة أولادها المجندين. تنتظرهم قطعة أرض ليزرعوها وأخت ليزوجوها، وأم يجددون وعدا لها إن انصلح الحال بزيارة «النبي الغالي» وزوجة وأبناء لا سند ولا حياة لهم بعد من رحل. وفي اللحظة نفسها تنصب سرادقات العزاء الإعلامية. تلوك الكلام نفسه والادانات نفسها مستخدمة المفردات المكررة، وفي السرادق الإعلامي لا يتغير سوي الأسماء والمواقع. اسماء الشهداء ومواقع استشهادهم. وقت يهدر في إعادة وتكرار وصف ما حدث. وما حدث ويحدث معروف وهو أن القوات المسلحة توجه ضربات موجعة للإرهاب في سيناء، وأنهم هربوا كما تهرب الجرذان من الجحور، وانتشروا في المدن الأقرب إلي سيناء، وذات الطبيعة الجغرافية التي تمكنهم من الاختباء في صحرائها وبين تلالها الرملية. وقفة مع الذاكرة فهروب الإرهابيين من سيناء وانتشارهم استدعي للذاكرة اطلاق إسرائيل من «الثغرة» في 1973 نوعا من الفئران كبير الحجم سريع التكاثر عرف بالفأر النرويجي القذر، وانتشر في المحافظات القريبة والصحراوية. وقد انتشر الإرهابيون انتشار الفئران القذرة وقد وصلت رائحة دم الشهداء إلي الغرف المغلقة في قلب القاهرة، ولن يعيدهم ولن يحمي الشهداء الجدد من الاغتيال عويل وصراخ ولا احتمال فرض حالة الطوارئ، فليتوقف الندب والنواح وبكل تأكيد هناك أساليب وطرق علمية في كيفية حماية الأرواح من القتل وليس فقط في كيفية نقل الجثث إلي القبور. ليوقف العويل والصراخ فأولادنا لن يعيدهم صوت العويل ولا قوة الصراخ. أعمال العقل لوقف نزيف الدم وإعمال العقل يعني الاجابة عن اسئلة حارقة أهمها من وكيف ولماذا؟ افتحوا الدفاتر المغلقة فخلفها ستجدون الإجابة.