مازالت مشكلة مزلقانات السكة الحديد ببنى سويف ماثلة للعيان، فضلا عن ضعف الصيانة والتدريب، وأيضا العجز فى العمالة من ناحية أخري، خاصة فى المحافظات البعيدة عن الاهتمام الحكومى فى محافظات الصعيد والمزلقانات فى مصر يزيد عددها على 1352 مزلقانا، منها أكثر من 700 مزلقان تعترف الهيئة بحاجتها إلى التطوير، لكن ما أعلن عن انتهاء تطويره منذ عام 2008 وحتى الآن لا يزيد عددها على 245 مزلقانا فقط، معظمها فى القاهرة الكبرى وكبرى محافظات بحري، أما مزلقانات محافظات الصعيد فمازالت بعيدة عن الاهتمام الحكومى ورغم ما تعلنه هيئة السكك الحديدية عن إنفاقها مؤخرا 5.5 مليون جنيه على تطوير 1725 مزلقانا فى المناطق المركزية، منها مليون جنيه لتطوير 345 مزلقانا بوسط الصعيد، ونصف مليون جنيه أخذتها شركة النيل العامة للطرق الصحراوية لتطوير 345 مزلقاناً آخر بشمال الصعيد، لكن المواطن لم يشعر بأى أثر لهذه المبالغ فى إنقاذه وإنقاذ أبنائه من الدماء التى تراق يوميا على قضبان تلك المزلقانات. لعل ما شهده مرفق السكك الحديدية ببنى سويف طوال العامين الماضيين من كوارث أهمها تصادم قطارين فى قليوب نتيجة سيرهما على شريط واحد وانشطار جرار زراعى على أحد مزلقانات مركز الفشن ببنى سويف إلى نصفين وانقلاب قطار بضائع على مزلقان ميدان المديرية ببنى سويف وانسكاب الكيروسين الذى كان يحمله فى الشوارع مما كان يهدد بحدوث كارثة لولا تدخل وسرعة الأجهزة التنفيذية والأمنية التى استطاعت السيطرة على الموقف قبل وقوع كارثة، وأخيرا الحادثة المأساوية التى شهدها مزلقان السادات وراح ضحيتها 5 أشخاص نتيجة اصطدام القطار بالتاكسى الذى كان يقلهم. هذه الحوادث وغيرها تحتاج إلى وقفة حاسمة من جميع أجهزة الدولة لأنها لن تكون الأخيرة فى كوارث القطارات، خاصة أن التقارير أكدت أن تكلفة حوادث القطارات وتعويضات الضحايا كبدت الدولة خسائر مالية كبيرة أكبر مما يحتاجه تطوير قطاع السكك الحديدية ولو استغلت هيئة السكك الحديدية المساحات الشاسعة من الأراضى المملوكة لها وآلاف الأطنان من الخردة المتراكمة فى مخازن الهيئة فسوف يساهم عائدها فى تطوير وتجديد المرافق بالكامل. كشفت مصادر بمنطقة سكك حديد بنى سويف أن أجهزة الربط الآلى معطلة بنسبة 75% ولا يعمل أى جهاز فى الجرار أو السيما فورات رغم أن أجهزة التحكم الآلى تعتبر وسيلة الأمان التى تقوم بربط القطار وانتظار الإشارات ووضوحها للسائق، وأرجعت المصادر السبب فى استمرار الأعطال وتزايد حوادث القطار إلى رفض الهيئة شراء قطع الغيار من الخارج بحجة عدم وجود ميزانية. يضاف إلى ذلك عدم صلاحية الجرارات وتعطلها بصورة مستمرة مما يؤدى إلى تأخر وصول القطارات فى مواعيدها وأن هيئة السكك الحديدية تلقت اقتراحا من أساتذة كلية الهندسة بعمل بوابات إلكترونية على المزلقانات لتفادى أخطاء العمال أو أى أعطال تطرأ على الإشارات وأن تكلفة حوادث القطارات أكبر من التكلفة الفعلية للبوابات الإلكترونية فيما أشارت مصادر داخل السكك الحديدية إلى انخفاض الأجور والحرمان من الحوافز والبدلات. وفى دراسة مهمة للدكتور أحمد محمود فرج أستاذ هندسة السكك الحديدية بكلية الهندسة جامعة القاهرة عن تطوير مزلقانات السكك الحديدية فى كل ربوع مدن وقرى مصر، يؤكد أن المزلقانات عموما تمثل بالنسبة للسكك الحديدية وحركة القطارات مواقع خاصة تستلزم نظم تشغيل وتأمين ورقابة وتحكم غير عادية حتى لا يترتب على هذه التقاطعات السطحية من شبكة الطرق وخطوط السكك الحديدية أي مخاطر ولذلك فإنه من المطلوب حصر عملية الإدارة والتشغيل الهادئ والناجح للمزلقانات من خلال ثلاثة محاور رئيسية متكاملة تبدأ بالمحور الهندسي، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق إعادة تخطيط الطرق للمزلقان وتشكيلها بالشكل الذى يؤدى إلى سهولة وانسيابية فى المرور من خلال المزلقان، ولقد قام خبراء متخصصون بكلية الهندسة جامعة القاهرة بعمل دليل إرشادى محدد بكل نموذج لجميع الاعتبارات الهندسية والتشغيلية الواجب اتباعها من حيث أجهزة التحكم واللافتات ومعايير التشغيل الآمن للمزلقان. وتتضمن عناصر التطوير فصل اتجاهات الحركة للمركبات ووضع اللافتات التحذيرية والتنظيمية والعلامات الأرضية، وتركيب أجهزة التحكم والبوابات عند المزلقانات «نظم التحكم بربط نظام تشغيل المزلقان بنظام الإشارات القائم على الخط» وتوفير الإضاءة عند المزلقانات، وإزالة معوقات الرؤية فى منطقة الاقتراب للمزلقان. وقد طالب آلاف المواطنين بدعم محافظة بنى سويف بالقدر الكافى من خطة تطوير مزلقانات السكة الحديد المنتشرة بالمحافظة وتقسم المدينة إلى شطرين شرقى وغربى والتى تصل إلى 97 مزلقانا على مستوى المحافظة ولم يتم تطوير سوى 4 مزلقانات منها طوال حكومة الرئيس الأسبق حسنى مبارك وهى مزلقان الواسطى والدائرى والشاملة وتزمنت الشرقية بمركز ومدينة بنى سويف ولاتزال باقى المزلقانات المنتشرة على مستوى المحافظة لم يصبها التطوير مؤكدا أنه حتى الآن تشهد بنى سويف عشرات الحالات من الوفاة شهريا على المزلقانات المختلفة فى غياب وتجاهل تام من مسئولى السكة الحديد. يقول مصطفى رجب سائق ما يحدث بصفة شبه يومية من حوادث على مزلقانات بنى سويف جعلها تسمى «مزلقانات الموت» فلا يمر أسبوع واحد دون أن يلتهم القطار شخصا أو سيدة وتصل لسيارات ودراجات بخارية فى أحيان كثيرة ومشاهد الكوارث كثيرة وثابتة، ويجب على مسئولى وزارة النقل والسكة الحديد اتخاذ قرارات سريعة وفورية حتى لا تتكرر مأساة أتوبيس أسيوط الذى التهم القطار عشرات الأطفال نتيجة إهمال عامل مزلقان لا يعرف مدى أهمية وجوده داخل مكان عمله ولا تنظر السكة الحديد إليه فتهمل مطالبه وتكون فى النهاية حدوث كارثة حقيقية. ويقول موظف بالطب البيطرى مشهد التهام القطارات للمواطنين على مزلقانات بنى سويف لا يذهب من مخيلتى ويجعلنى أستيقظ فى أوقات متعددة مفزوعا من شدة هول تلك الحوادث المتكررة على مزلقانات السكة الحديد بداية من الواسطى نهاية بمركز الفشن وبينهما الحوادث متكررة، وأخيرا ما شهدته مزلقانات منطقة «الغمراوي» التى التهمت عشرات الشباب سواء فرادى أو على دراجات بخارية أو داخل السيارات الملاكى والنقل.