فى ظل المرحلة الحرجة والشائكة التى نشهدها حاليا ومع وجود حالة من الانقسام والاحتقان بين الجميع يكون العبء الأكبر على وسائل الاعلام خاصة بعد أن ثارت حالة من الجدل داخل الوسط الاعلامى حول جدوى وجود وزارة اعلام وانفصالها عن الحكومة والتقت "الاهالى" مع عدد من خبراء الاعلام للتعرف هل الاعلام فى طريقه الصحيح وهل الممارسة الاعلامية فى حاجة الى بعض من النضج والمهنية؟وهل نحن بصدد اصدار قوانين فى صالح الاعلام بعد إقرار الدستور؟ وماذا عن فكرة انشاء هيئة مستقلة للاشراف على صناعة الإعلام وعلى اى اساس يتم تشكيلها وهل هناك حاجة لاقرار ميثاق شرف اعلامى؟ حالة من الجدل بين خبراء الاعلام حول الغاء وزارة الاعلام وتأسيس مجلس وطني للإعلام يكون بديلا لوزارة الإعلام للتحرر من هيمنة السلطة ليكون صوتا للشعب. على حسابه على تويتر كتب الإعلامي المعروف "حمدى قنديل "انه من دعاة الغاء وزارة الاعلام ولكن الانتقال لهذا الوضع يلزمنا الان وزير دولة يعد لتصفية الوزارة ورشح لذلك الخبير الاعلامى ياسر عبد العزيز " واختلف مع هذا الرأى رئيس الاذاعة الآسبق والاعلامى "حمدى الكنيسى" الذى أكد على رفضه لفكرة الغاء وزارة الاعلام واكد على ضرورة وجودها لتنظيم اوضاع الاعلام والقنوات التلفزيونية ومدينة الانتاج الاعلامى حتى لا يعانى العاملون بها من البطالة وهى المشكلة التى لم يلتفت اليها ممن يطالبون بالغاء وزارة الاعلام ولكن من الممكن انشاء هيئة اشراف على ادارة الاعلام يتم اختيار اعضائها من كبار الاكاديميين والخبراء لتقديم مادة اعلامية جيدة أما فيما يخص ميثاق الشرف الاعلامى أكد "الكنيسى" على ضرورة اقراره حتى يكون بمثابة سقف للاعلاميين وحتى تكون هناك بنية تحتية للعمل الاعلامى الجيد وتكون اداة للتقيم الاعلامى خاصة مع حالة الفوضى الاعلامية التى نشهدها جميعا وفى نفس السياق تؤكد دكتور"نجوى كامل "أستاذ الصحافة بكلية الإعلام، جامعة القاهرة أن كل الدول الديمقراطية لايوجد بها وزارة للاعلام اتحاد الاذاعة والتلفزيون قد أنشىءأساسا ليكون هيئة مستقلة ،وكذلك أن تشكيل مجلس وطنى للاعلام يحتاج الى أشخاص مبدعين بعيدين عن أى انتماءات حزبية لهم رؤية سياسية واعلامية مبتكرة وهادئة. ميثاق الشرف الاعلامى نادى الكثير من خبراء الاعلام بضرورة تفعيل ميثاق الشرف الاعلامى بعد الانتهاكات الاعلامية التى شهدناها وذلك لضمان حق المواطن فى الممارسة الاعلامية الناضجة والالتزام بالموضوعية والمهنية. أكد "حسين عبد الغنى " الصحفى ومدير مكتب الحزيرة سابقا أن الاعلام الخاص والحكومى على حد سواء مازالا لا يملكان المهنية الكافية لادارة المرحلة و يتبعان سياسات الانظمة السابقة ويخضعان بشكل غير مباشر للسلطة التنفيذية ولم يدرك الاعلاميون دورهم فى الحفاظ على الثورة لذلك هناك ضرورة قصوى لالغاء وزارة الاعلام والمجلس الاعلى المختلفة لازالت تسيطر على الاعلام بجميع اشكاله واضاف "عبد الغنى " أن هذه الهيئات المستقلة لابد أن تشكل من قانونيين ومهنيين مستقلين وشخصيات عامة عليها اتفاق وطنى واكد على أن ميثاق الشرف الاعلامى من الواجب أن يضعه كل اعلامى لنفسه لنبعد عن هذا المستوى المنحدر فى الاداء الاعلامى من قبل البعض للصحافة وانشاء مجلس وطنى وهيئات مستقلة تضمن استقلالية الاعلام وتحريره لأنه لا يزال فى يدى السلطة. الاعلام والدستور ضمن دستور2013 حرية الإعلام واستقلاليته, كما ضمن حظر الرقابة عليه وعدم حبس الإعلاميين وتأسيس المجلس الوطني للإعلام والمجلس الاعلى للصحافة حتي نضمن التحول الكامل للإعلام المصري من إعلام حكومي إلي إعلام خدمة عامة. . تقول دكتور"ماجى الحلوانى" عميد المعهد الكندي للإعلام أن الإعلام يرتكز على عاملين هما الثقافة والتكنولوجيا وآي فرد يرغب أن يدخل في هذا المجال لابد وأن يتحلى بالثقافة والتكنولوجيا ويجيد اللغة ، وأن يكون قارئاً جيداً ولكن للاسف أصبحت هناك مقاييس اخرى لمن يظهر على الشاشة أما عن المواد التى تخص الاعلام فى الدستور وهذا كان من الممكن أن يصدر بناءً عليه فيما بعد قوانين فى صالح الاعلام أكدت "الحلوانى" أن الدستور تضمن بنودا متميزة لصالح الإعلام و واكدت أن الخطوة المنتظرة الان هى تشكيل مجلس وطنى للاعلام سيكون من شأنه ضمان الحرية والمرونة في العمل الإعلامي ويتم تشكيله من شخصيات إعلامية مهتمين بصناعة الإعلام غض النظر عن توجهاتهم السياسية وأكدت على أهمية تفعيل ميثاق الشرف الاعلامى حتى نتمكن من القضاء على تضليل بعض القنوات والبعد حن حالة الابتذال الاعلامى وتدنى أسلوب الحوار والثقافة . فى حين أن الخبير الاعلامى "ياسر عبد العزيز" اكد أن للازمة الاعلامية سواء فى القنوات الفضائية أو الصحف سببه تدخل السلطة التنفيذية فى الادارة وأضاف أن الدستور الجديد به مواد لإنشاء ثلاث هيئات مستقلة جديدة تشرف على صناعة الإعلام وإن وجود مثل تلك المواد فى دستور 2013 سيكون خطوة مهمة نحو إنشاء إطار لتنظيم أداء الإعلام المصرى ، لكن تلك الخطوة لن تحقق الغاية منها إلا بعد إصدار قوانين تضمن استقلالية تلك الهيئات . وأكد "عبد العزيز " أن الحديث عن اقرار ميثاق الشرف الاعلامى يجب أن يسبقه إعادة بناء النظام الإعلامي بأكمله لا بد من إنشاء مفوضية تقوم على حل مشكلة إنشاءنقابة الإعلاميين تكون مهمتها وضع ميثاق الشرف الإعلامي، مضيفا أن ميثاق الشرف الإعلامي يجب ألا يكون من قبل السلطة التنفيذية بل من قبل الاعلامى نفسه.