تقييماً لآداء مرفق إسعاف الإسكندرية في ظل الشكاوي بشأن تأخره على المرضى الذي فاق الحد المسموح، إلتقت «الأهالي» نائب مدير مرفق إسعاف الإسكندرية الدكتور مدحت رفعت،والذي صرح بأن الانفلات الأمني وإضطراب الحالة المرورية أثرت بدورها في تأخر سيارات الإسعاف للمرضى على وجه السرعة، فضلاً عن الاشتباكات التي يقابلها المُسعفون من قبِل ذوي المرضى عند الوصول للمريض بشأن تأخرهم غير المتعمد. وتابع «رفعت» قائلاً «لا تنتهي الأزمة بالوصول للمريض فحسب، بل عندما يتم الوصول به إلى المستشفى التي يتفاجئ بها المُسعفون إنها مغلقة نظراً لحالات الاعتداء والبلطجة التي وقعت عليهم داخل أروقة المستشفى، مما يضطرهم لنقل المريض إلى مستشفى أخري، الأمر الذي يستغرق ساعات طويلة على مدار اليوم، والذي بدوره يؤدي إلى تعرض حياة المريض للخطر، فضلاً عن عدم الإستجابة لثلاثة إشارات أو أكثر نظراً لإنشغالهم بحالة واحدة. وأشار إلى أن الإسكندرية تحتاج لتدعيم من قبِل الوزارة في عدد سيارات الإسعاف بحد أدني «5 مراكز» لتغطية كافة أنحائها، ولعدم تأخر السيارات خاصة على منطقة الكينج مريوط التي تبعد عنها المراكز الإسعافية المطلوبة لتغطيتها، وكذلك قري المنتزه وغيرها من المناطق التي تفتقر للخدمة السريعة نظراً لبُعدها عن المراكز. ومن ناحية أخرى حصلت «الأهالي» على تصريح مُسبقاً من قبل الدكتور عمر نصر مدير مرفق الإسعاف بأن مراكز الإسعاف بمدينة الإسكندرية وصل عددها إلى 38 مركزا، يضُم حوالي 80 سيارة منها 63 سيارة مُجهزة للعناية المُركزة، مشيراً إلى أنه وصل بتلك السيارات المُستحدثة إلى سرعة فاقت الوقت الطبيعي لسرعة الوصول إلى المريض، والتي بلغت حوالي 6,8 دقيقة. وفي هذا الإطار صرح طبيب الطوارئ بمستشفى جمال عبد الناصر «طاهر مختار»، بأن سيارات الإسعاف كثيراً ما تتأخر بالحالات المرضية لنقلها لوحدة العناية المُركزة، فضلاً عن إفتقاد مدينة الإسكندرية سيارات إسعاف مجهزة للعناية المُركزة بشكل يتناسب مع طاقاتها، الأمر الذي يضطر المستشفى إلى ارسال طبيب عناية من قوة المستشفى مع سيارة الإسعاف مما يؤثر على آدائها لقلة عدد الأطباء الموجودين. واستشهد «مُختار» بواقعة إرتأى من خلالها مدى تقصير المرفق في حق المرضى، قائلاً «أتذكر بأن هناك حالة قد جاءت إلى المستشفى وتم وضعها بغرفة العناية المُركزة نظراً لسوء حالتها، وكان من المُفترض نقل الحالة إلى أحد المستشفيات الخاصة المتعاقدة معها مستشفى جمال عبد الناصر لعدم توافر أسِرة بالعناية، وإحتاج الأمر وقتها إلى الاستعانة بسيارة إسعاف، التي إشترطت بدورها الحصول على مبلغ مالي قدره خمسون جنيهاً من المريض الذي لا يملك هذا المبلغ، ورفضت السيارة نقله دون مقابل وفقاً للقانون. واستطرد قائلاً «وقتها قام الأطباء بمحاولة إقناع المسعفين بتوصيل الحالة للعناية المُركزة أولاً ومن ثَم الحصول على المبلغ المطلوب، إلا أنهم رفضوا نقله دون مقابل ووفقاً للقانون، لعدم حصولهم على إيصال مدفوع بالرسوم المُحددة»، وأضاف «حينها تمت الإستعانة بالأطباء وقاموا بتجميع المبلغ حتى يتم نقل المريض بعد أن تأخر لوقت طويل كاد أن يتسبب في فقدانه حياته.