غربة بألم، بعد بشجن، ملخص إحساس يتسرب لكل طالب وطالبة حكمت عليهم الظروف أن يتغربوا عن بيتهم وأهلهم بسبب دراستهم، معاناة يعيشها الجميع داخل السكن الجامعي «المدينة الجامعية» بداية من التعنت في المعاملة مرورا بسوء الخدمات التي يحصلون عليها والمواعيد التي تتعارض كثيرا مع مواعيد المحاضرات خاصة فيما يخص الكليات العملية وأخيرا كانت «القشة التي قصمت ظهر البعير» حيث قرار رئيس جامعة حلوان رفع رسوم المدينة الجامعية إلي 300 جنيه شهريا بعد أن كانت 60 جنيها وكان أقصي ارتفاع شهدته 130 جنيها فقط القرار الذي قوبل بردود أفعال متباينة ما بين الرفض لعدم المقدرة والقبول الممزوج بالحيرة والاضطرار، آراء حاولنا رصدها خلال السطور القادمة.. فتقول «جهاد إسماعيل» طالبة بكلية حقوق إنها من محافظة سوهاج ولم يقبل أهلها أن تغترب خارج المحافظة إلا عندما وجدت لنفسها فرصة الالتحاق بالمدينة الجامعية باعتبارها السكن الأكثر أمانا من وجهة نظر الأهل حيث إنه يقع تحت سيطرة ورقابة شديدة إضافة إلي كونها بسيطة في المصاريف وقريبة من الحرم الجامعي ولكن هذا العام وبعد صدور قرار رفع الرسوم لم تحجز حتي الآن سكنها. الأرخص ويشاركها الرأي «أحمد إيهاب» طالب بكلية العلوم والذي يري أن المدينة الجامعية هي الأرخص قبل هذا القرار فبدل من أن يسافر كل يوم من القاهرة إلي المنوفية فالمدينة أفضل له علاوة علي الخدمات التي قد يحصل عليها مع جملة الرسوم رغم سوء حالة الصيانة داخل المدينة فالحمامات متهالكة والمباني متآكلة بشكل قد ينذر بالخطر القادم. الأماكن فاضية في حين يؤكد «حسين علي» طالب بكلية الآداب أن أعداد الطلبة تقل كل سنة داخل المدينة الجامعية والدليل علي ذلك هو عدم تعنت المدينة في شروط القبول الخاصة بتقدير السنة الدراسية مثلما كان يحدث كل عام أي أن هناك أماكن كثيرة فاضية وهو ما يعني عدم وجود أي ضغط أو زحام من قبل الطلبة فلماذا الزيادة في الرسوم؟! وما مبررها من وجهة نظرهم: «ولا هيا زيادة وخلاص زي كل حاجة ما بتزيد؟!». وتضيف «هبة علي» سنة أولي ألسن «جامعة عين شمس» أن ما تسمعه عن المدن الجامعية حتي ولو بعيدا عن جامعتها، يثير دهشتها وقلقها في أن يطبق هذا القرار علي جميع الجامعات ومدنها الطلابية فمعروف أن أي طالب أو طالبة تلجأ إلي السكن الجامعي هي في أشد الحاجة لذلك سواء ماديا فيما يخص قلة المصاريف أو حتي لقربها المعتاد من الحرم الجامعي. سكن خاص وبعد صدور هذا القرار وبداية تطبيقه في جامعة حلوان حاولت بعض الطالبات التفكير في حلول بديلة حيث قامت «ريهام محمد» من كلية خدمة اجتماعية و«سارة أحمد» من كلية الآداب ومعهما طالبتان بالبحث عن سكن خاص عبارة عن شقة في عمارة قريبة من الجامعة وهي عبارة عن ثلاث غرف كل حجرة تشمل سريرين مقابل 80 جنيها شهريا إضافة إلي 50 جنيها للأكل وأي احتياجات إضافية تكون مسئولية الطالبات أنفسهن أي الإجمالي 130 جنيها لكل طالبة في الشهر مقارنة ب 300 جنيه في المدينة الجامعية فاخترن الشقة. في الشارع وفي تصريح له وردا علي سؤاله عن أسباب زيادة الرسوم الخاصة بالمدينة الجامعية من 60 جنيها إلي 300 جنيه شهريا بواقع عشرة جنيهات يوميا ولا تشمل الوجبات الغذائية قال دكتور «محمد النشار» نائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب أن الجامعة أصدرت قرارات في هذا الشأن مترتبة علي بعضها بداية من قرار تسكين الطلاب الحاصلين علي تقدير امتياز وجيد جدا وجيد أولا ثم التفكير بعد ذلك في الآخرين الحاصلين علي تقدير مقبول أو لديهم مواد تحلف وكأنهم سيعاقبون علي عدم تفوقهم الدراسي من قبل المسئولين عن التعليم العالي، علاوة علي قرار تسكين الطلاب المغتربين من المحافظات البعيدة وحتي وإن زادت الرسوم بدلا من تركهم. سيطرة أمنية گاملة علي اتحادات الطلاب بالجامعات التزگية أو التعيين شعار الانتخابات الطلابية تقرير :سامي فهمي وهبة صلاح اختفت تماماً هذا العام تصريحات د. هاني هلال وزير التعليم العالي حول الانتخابات الطلابية وأهمية مشاركة الطلاب سواء بالتقدم للترشيح أو الاقبال علي صناديق الاقتراع للإدلاء بالأصوات. لم يتحدث الوزير إطلاقاً وكأن الانتخابات تجري في جامعات خارج مصر، ونسي مصطلحات «إتاحة الفرص الواسعة أمام الطلاب» و«تفعيل الأنشطة الطلابية» و«ممارسة الديمقراطية داخل الجامعات». وغيرها من العبارات التي اعتاد الوزير إطلاقها في مواسم الانتخابات الطلابية وملأ الدنيا ضجيجاً بها عند تعديل اللائحة الطلابية عام 2007 فالوزير يعلم جيداً أن أجهزة الأمن تدخلت بشكل سافر في انتخابات هذا العام وأدارات جميع مراحل الانتخابات بما يحقق السيطرة الكاملة علي الاتحادات الطلابية واستبعاد جميع الطلاب المنتمين لتيارات سياسية أو دينية من خوض الانتخابات أو الحصول علي مقعد داخل الاتحادات الطلابية. الخطة الأمنية لتهيئة الأجواء للانتخابات البرلمانية التي تجري نوفمبر القادم وللانتخابات الرئاسية العام القادم، تقضي بالهيمنة علي الاتحادات الطلابية لنزع أي قدرة للطلاب للتحرك والتعبير عن مطالب الأمة. التدخلات الأمنية اتخذت عدة أشكال بدأت بعدم إتاحة الفرصة أمام الطلاب للتقدم للترشيح عن طريق الإعلان المفاجئ عن فتح باب الترشيح لمدة 6 ساعات فقط وغلقه في نفس اليوم. باعتراف أحد رؤساء الجامعات «للأهالي» أنه قام باعتماد البرنامج الزمني لمواعيد فتح باب الترشيح وإجراء الانتخابات يوم 29 سبتمبر الماضي. غير أن البرنامج لن يعلن إلا في نفس يوم فتح باب الترشيح 5 أكتوبر الحالي ليغلق في نفس اليوم لتفويت الفرصة علي الطلاب الراغبين في المشاركة. فالتعليمات الأمنية شددت علي عدم إعلان جدول الانتخابات إلا في نفس يوم فتح باب الترشيح أو في وقت متأخر من اليوم السابق. خطة أمنية الطلاب الذين تمكنوا من الإفلات من مصيدة الإعلان المفاجئ عن فتح باب الترشيح واستطاعوا التقدم بأوراق الترشيح لم يصمدوا أمام المرحلة الثانية للتدخلات الأمنية بالشطب من قوائم المرشحين واستعباد مئات الطلاب من القوائم النهائية للمرشحين. طبقاً للخطة الأمنية فالشطب هذا العام شمل الطلاب المنتمين للتيارات السياسية والدينية وأيضاً الطلاب الذين ليس لهم هوية سياسية بهدف الضمان التام لعدم إفلات أي طالب بعيداً عن الاختيارات الأمنية لأحكام السيطرة والهيمنة علي الاتحادات الطلابية وشل قدرتها علي أي تحرك. ترتب علي ذلك عدم إجراء الانتخابات في غالبية الكليات وتشكيل الاتحادات الطلابية بالتزكية نظراً لتساوي أعداد المرشحين مع مقاعد لجان الاتحاد بعد مذبحة الشطب والاستبعاد أو لعدم تمكن العدد اللازم من المرشحين - الذي يسمح بإجراء الانتخابات من التقدم للترشيح . والنتيجة في الحالتين واحدة. د. عادل زايد - نائب رئيس جامعة القاهرة يعلل مذبحة الشطب بسبب الطعون وعدم استيفاء الطلاب المستبعدين لشروط الترشيح المنصوص عليها في اللائحة الطلابية الجديدة. حيث أضافت اللائحة الصادرة عام 2007 شرطاً جديداً لشروط الترشيح يقضي بأن يكون للطالب المرشح نشاط «فعال ومستمر» في مجال عمل اللجنة المرشح فيها .، الأمر الذي أطلق يد الإدارة والأجهزة الأمنية لممارسة عملية الشطب، وكله بالقانون!! ورغم عدم إجراء الانتخابات في 14 كلية بجامعة القاهرة وتشكيل الاتحادات بها بالتزكية إلا أن د. حسام كامل رئيس جامعة القاهرة بحسب بيان صادر عن الجامعة أصدر تعليماته لجميع لجان الإشراف علي الانتخابات بتحري الدقة والشفافية الكاملة وإتاحة الفرصة للطلاب للأدلاء بأصواتهم بحرية كاملة. وقد أجريت الانتخابات في 6 كليات بجامعة القاهرة، ولم يكتمل النصاب القانوني المحدد لصحة إجراء الانتخابات في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكلية الحقوق، حيث لم يحضر للإدلاء بالأصوات 50% من الطلاب الذين لهم حق التصويت. فقدان الاستقلال طبقاً للجدول الموحد لإجراء مراحل الانتخابات، انتهت «الأحد» الماضي المراحل الأخيرة لتشكيل الاتحادات الطلابية علي مستوي كل جامعة بانتخاب أمين وأمين مساعد لجان النشاط بالجامعة ، وأمين وأمين مساعد اتحاد الطلاب علي مستوي الجامعة . الجدول الموحد ثم ارساله برعاية أمنية إلي جميع الجامعات لإجراء الانتخابات في توقيت موحد علي مستوي الجامعات. بالرغم من أن المادة 320 من اللائحة الطلابية تعطي لرئيس كل جامعة الحق في أصدار قرار بتحديد المواعيد التفصيلية لإجراء الانتخابات بالمستويات المختلفة، إلا أن المواعيد تأتي موحدة علي مستوي جميع الجامعات انصياعاً للتعليمات مما يشير بوضوح للتدخلات الأمنية وينفي صفة الاستقلالية عن الجامعات المصرية. خلال مراحل إجراء الانتخابات شهدت العديد من الجامعات احتجاجاً من الطلاب اعتراضاً علي التدخلات الأمنية، ورفع الطلاب لافتات : «الأمن يعين اتحاد الطلاب ويشطب أسماء جميع المرشحين». وتجمع الطلاب داخل حرم جامعة القاهرة في عدة وقفات احتجاجية مرددين هتافات تندد بتزوير الانتخابات وخضوع القيادات الجامعية لرغبات وتوجيهات الأجهزة الأمنية. تعمد رئيس جامعة القاهرة افتتاح معرض للأنشطة الطلابية في اليوم المحدد لإجراء الانتخابات. أقيم المعرض أمام المدخل الرئيسي للجامعة المكان المفضل للاحتجاجات الطلابية. حاصرت قوات الأمن وباعداد كبيرة أسوار جامعة القاهرة، ووقفت في حالة استعداد أمام الباب الرئيسي للجامعة، لمواجهة أي محاولات للتظاهر خارج الحرم الجامعي. يؤكد عمر جمال الطالب بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة أن الانتخابات الطلابية هذا العام تمثيلية هزلية قام بإعدادها الأمن بالتعاون والتنسيق مع إدارة الجامعة. يعبر موسي عبد العظيم الطالب بجامعة حلوان عن شعوره بالاستياء لعدم تمكنه من التقدم للترشيح قائلاً: «يطالبون الشباب بالمشاركة وعدم السلبية ثم نفاجأ بالقيود والعراقيل وتدخلات الأمن في كل كبيرة وصغيرة». فيما أشار أحمد ماهر منسق حركة شباب «6 أبريل» إلي استبعاد الطلاب المنتمين للحركة من الترشيح وتعرضهم للشطب بعد احالتهم لمجالس تأديب وتحقيقات حتي لا تنطبق شروط الترشيح عليهم . غير أن وليد السيد المسئول بإدارة رعاية الشباب بكلية دار العلوم يري أن الإحالة للتحقيق أو مجالس التأديب يكون لمخالفات أو تجاوزات ارتكبها الطلاب. شفافية ونزاهة!! د. عمر صابر وكيل كلية الآداب القاهرة التي اقترحت منح سوزان مبارك الدكتوراه الفخرية يري الصورة وردية فالعملية الانتخابية تتم بنزهة وفقاً لإجراءات وقواعد واضحة ومعلنة ولا توجد أي مشاكل . ملوحظة : لم تجر الانتخابات أساساً بكلية الآداب بعد شطب 119 مرشحا اواستبعادهم من خوض الانتخابات ليتبقي 56 مرشحاً فقط بالفرقة الرابعة بالكلية احتلوا مقاعد لجان الاتحاد بالتزكية. فيما يري د. عاطف العوام نائب رئيس جامعة عين شمس أن ما يحدث يهدف لحماية الجامعة والطلاب من سيطرة التطرف والمتطرفين الذين يقتلون الأنشطة الطلابية ويخاصمون الإبداع والفكر المستنير.