تختتم اليوم في نيويورك أعمال ما يسمي المؤتمر الدولي لمناقشة الإصلاح الاقتصادي في مصر. أفتتح المؤتمر أمس الأول تحت عنوان «الإصلاح الاقتصادي في مصر « خطوة إلي الأمام»، برعاية صندوق روكفلر براذرز. وهو مؤسسة عائلية للأعمال الخيرية هدفها العمل من أجل العدالة والسلام أسسها أبناء جون روكفلر عام 1940. حضر المؤتمر وزراء التعاون الدولي والاستثمار ووكيل محافظ البنك المركزي المصري ورئيس البورصة المصرية. كما شارك مستشار رئيس الجمهورية للشئون السياسية وممثلون لوزارة المالية والصندوق الاجتماعي إضافة إلي بعض الأكاديميين والإعلاميين. شارك في المؤتمر رئيس صندوق روكفلر براذرز، وممثلون كبار لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA). وكما أعلن، فإن المؤتمر يناقش فكرة إنشاء مجالس اقتصادية كهيئات استشارية لوضع السياسات بهدف وضع نواة لأول مجلس وطني للاستشارات الاقتصادية. وكما أعلن أيضا، فإن هذا المؤتمر الدولي فرصة جيدة لشرح مفهوم التخطيط الشامل، ولكن في غياب وزير التخطيط باعتباره المسئول الأول عن هذا الملف! إن هذا المؤتمر يفرض علينا عدة اسئلة، هل إصلاح اقتصاد مصر يناقش في نيويورك أم في القاهرة؟ وهل يأتي من هناك أم من هنا؟ وهل المسئولون المصريون شاركوا علي نفقة الشعب المصري الغلبان أم «عزومة» من صندوق روكفلر براذرز؟ وهل نتوقع من المؤتمر أن يحقق شعار ثورة 25 يناير «عيش. حرية.. عدالة اجتماعية»؟ أم أننا أمام محاولة لتحويل مجريات الأمور في مصر بعيدا عن المسار الثوري الحقيقي؟ وما هو موقف راعي المؤتمر والمشاركين الأجانب فيه مما جري في 30 يونيو و3 يوليو- ألا زالوا يصرون علي أنه انقلاب علي الشرعية؟ كل هذه اسئلة لابد أن نتوقف عندها. لست ضد الانفتاح علي الجميع، ولكن من أرضية وطنية، وهذا ما يجعلني أشك في الدافع الحقيقي وراء مؤتمر نيويورك. إنه ليس الإصلاح بما يحقق طموح الشعب المصري الذي خرج حتي الآن في موجتين ثوريتين عاتيتين وأطاح برئيسين ونظامين في حوالي عامين اثنين. حقا، إنه شعب جبار! هذا الشعب الجبار لن يرضي أن تسرق ثورته وأن تصدر إليه البضاعة القديمة- بضاعة توافق واشنطن والليبرالية الجديدة التي تسببت في خراب المحروسة وشقاء المصريين. وبهذه المناسبة أذكر بما جري في مناسبة مماثلة هي قمة دوفيل في مايو 2011. في تلك القمة تقاطرت وعود المساعدات الأجنبية بالمليارات . لكنها كانت سرابا يحسبه الظمآن ماء! فهل يلدغ الشعب المؤمن من جحر مرتين؟ حكمة اليوم: ما حك جلدك مثل ظفرك