الروح الطيبة.. هو عنوان الديوان الذي ناقشته ندوة «أدب ونقد» الأسبوع الماضي للشاعر صالح الغازي بحضور عدد من النقاد منهم عمر شهريار، خالد الصاوي، حاتم مرعي، قدم الندوة عيد عبدالحليم مطلقا علي الديوان اسم ديوان «الصورة الشعرية» حيث يصور تجليات خاطفة معبرة عن الحس الإنساني مضيفا أن الشاعر هنا لا ايقاعي يعتمد علي السرد في النص الشعري وينحاز إلي المجاز دائماً. بدأ حاتم مرعي حديثه مؤكداً انتماء النص لجماليات قصيدة النثر لبناء قصيدة مشهدية تعتمد علي آليات فنون الصورة ويضعنا الشاعر أمام اللا منطق، مضيفا أن الشاعر نجح في تجسيم مشاهده اليومية وتعميق الفكرة الشعرية حيث مزج بين فكرة السخرية والخيال العلمي في بعض النصوص مثل «وطني حبيبي» ووصف شخصية البطل المهزوم ليشعرنا بحجم المآساة في القصيدة حيث تحول البطل لمجرد «صاروخ» شريد يشرب الخمور الرخيصة فالشاعر هنا لم يتورط في دور الفيلسوف فلا يجد في النهاية غير الدموع. مضيفا أن نصوص الديوان تطرح الروح الطيبة للذات الشاعرة التي تتخفي وراء جموع الناس المتعبة أو وراء البحر وكان طرح الشاعر للروح الرومانسية هو مثار حديث خالد الصاوي مؤكدا أنه رغم التناقضات الموجودة في الواقع يحاول الشاعر جعل الروح الطيبة هي الروح السائدة، مؤكدا اعتماد الشاعر علي السرد، واثناء هذا السرد يكون عنصرا فاعلا داخل النص. أما عمر شهريار فبدأ حديثه عن تكثيف القصائد التي تدور دائما حول الثنائيات وأن الذات تفضل خلال القصائد أن تكون في صحبة شخص وحيد فقط واستشهد شهريار ببعض الجمل المعبرة عن ذلك مثل «كل واحد ملزوم ينفرد بواحدة» واحيانا أخري تصبح الذات هي الآخر الذي يتحاور معها الشاعر كما حدث في إحدي قصائد الديوان «كمنجة» فالحوارية المسيطرة علي بنية الديوان تؤكد فكرة الشاعر التي عرضها شهريار أن كل اثنين يمكن أن يتجمعا ويصبحا ذات واحدة واضاف ايضا ملاحظة «أنسنة الجمادات» مثلما يقول الشاعر «أتوبيس يخبط كتفها بكتفه». وقال الشاعر سيد عبدالرحيم إنه يري الروح الطيبة كديوان روح رومانسية مغلفة بشكل حداثي، عبر عن العلاقة الجسدية في إحدي القصائد بشكل مهذب فانتصر للمشهد الشعري علي حساب الصورة الجزئية وتقديم الصورة المشهدية.