خلال الأيام الاخيرة قامت أسرة الجندي الاسرائيلي الذي اختطفتة حركة حماس منذ اربع سنوات بتنظيم مسيرة من اهالي بلدتة في الجليل وجماعات يهودية مختلفة وذلك الي القدس رافعين لافتات تقول "لن نعود بدونه "ويرافق هذه المسيرة الالاف من المؤيدين التي قد تستغرق حوالي 12 يوما سيرا علي الاقدام بداية من قلب اسرائيل مرورا بالعديد من القري وحتي الشمال مقر الحكومة .وتؤكد عائلة شاليط ان الهدف من المسيرة ممارسة الضغوط علي الحكومة لاقرار الاتفاق الخاص بمبادلة شاليط الذي يبلغ من العمر 23 عاما مقابل الافراج عن الاسري الفلسطينيين . وطبقا لما قاله نووم شاليط والد الجندي "اليوم لن ننتظر طويلا في بيوتنا ....وعلي القادة الاسرائيليين ان يضعوا نهاية لهذه الماساة".. لكن المشكلة في اسرائيل اذا ارادت المبادلة عليها الافراج عن حوالي الف اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية بما في ذلك المحكوم عليهم في العمليات الانتحارية.لذلك لم يكن غريبا ان تتراجع اسرائيل اكثر من مرة في المفاوضات التي تجري عبر الوسطاء الغربيين في الوقت الذي بات فيه شبح شاليط يطارد الاسر الاسرائيلية التي يستعد فيها ابناؤهم الذين قاربوا الثامنة عشر من العمر لاداء الخدمة العسكرية . وجاءت المسيرة لاحياء الذكري الرابعة لاختطاف شاليط كما انها- علي حد قول تقرير "الهيرالد تربيون"- تعبير عن غضب اسرة الجندي الاسرائيلي بعد اعلان الحكومة الاسرائيلية تخفيف حدة الحصار المفروض علي غزة والتراجع عن بعض الاجراءات والممارسات التعسفية التي اشتهرت بها. وخلال الايام الماضية عاد والد شاليط ليؤكد ان المسيرة التي لم تحدد وقتا لانهائها وسوف تقيم في خيام امام مقر حكومة بنيامين نتنياهو بعد ان تعثرت المفاوضات الدولية وقال نريد ان نري نتائج وليس جهودا في حين ان والدته افيفا شاليط تقوم يوميا بارسال نداءات عبر الاذاعات المختلفة تناشد فيها المسئولين بعدم نسيان ابنها. ومنذ ان تم اسر شاليط فان اسرته لم تسطتع رؤيته او الاطمئنان علية إلا من رسالة الفيديو التي سمحت حماس بالتقاطها له في حين لم تسمح للصليب الاحمر الدولي بزيارته. ويبقي ان نذكر ما قاله د.رعنان كنان بالجامعة العبرية في القدس " ان هذه المسيرة لن تؤثر علي القرار الاسرائيلي لكن ربما تمثل نوعا من الضغط علي الحكومة... وعلي حد علمي فان النخبة الحاكمة تريد عودة شاليط لكن هذه الضغوط يجب ان تمارس علي حماس لان هذا النوع من الضغوط ربما يؤدي الي اضعاف موقف الحكومة الاسرائيلية واعطاء حماس الفرصة للمبالغة في مطالبها كما انه سيشجع الفلسطينيين علي ممارسة سياسة خطف الجنود الاسرائيليين. لقد اجرت جريدة "يديعوت احرنوت "استطلاع راي حول قضية شاليط وكانت المفاجاة ان 72%ممن شاركوا في الاستطلاع يوافقون علي المبادلة .وكتب المحلل السياسي سيما كادوم ان قضية شاليط هي تعبير عن الضعف الاسرائيلي وان القوات الاسرائيلية لاتستطيع حل كل شيء كما ان هناك اشياء لايمكن حلها بالقوة . وفي الوقت الذي يشهد فيه المجتمع الاسرائيليي جدلا شديدا حول قضية شاليط الا ان هناك قضية جديدة ادت الي زيادة حدة الانقسام في المجتمع العنصري .خلال الاسبوع الماضي افرجت المحكمة الاسرائيلية عن مجموعة من اولياء امور الطالبات الذين تم الحكم عليهم بالسجن بعد ان رفضوا الانصياع الي امر المحكمة الذي يجرم سياسة الفصل العنصري بين الطلبة اليهود في المدارس .واكد اولياء الامور الذين ينحدرون من اصول يهودية غربية انهم لن يسمحوا لبناتهم بالدراسة في مدارس اليهود الذين ينحدرون من اصول شمال افريقيا او شرق اوسط.