علي شاشة فضائية جديدة انطلقت هذا الأسبوع، عاد إلينا المسلسل التركي (فاطمة) والمسلسل الديني التاريخي (عمر) ومسلسل مصري/ عربي جديد بعنوان (الانتقام) عن قصة الكونت دي مونت كريستو الملقب بأمير الانتقام، وأيضا عادت مقدمة البرامج (مني الشاذلي) ببرنامج جديد هو «جملة مفيدة» بعد أن تركت (العاشرة مساء) علي قناة دريم لزميلها وائل الابراشي.. ومع هذه الأعمال اختارت القناة الجديدة، وهي فضائية اطلقتها شبكة MBC السعودية الشهيرة من مصر، وللقضايا المصرية، وهو الاتجاه الذي أسسته شبكة الجزيرة القطرية أولا حين اطلقت (الجزيرة مباشر مصر) بعد ثورة 25 يناير، ثم شبكة (روتانا) الخليجية بعد شهور قليلة من الثورة، وحيث ارتبط هذا بعودة الإعلامية هالة سرحان إلي مصر واطلاق (روتانا مصرية) التي رفعت شعارها «مصر في عز شبابها» قبل أن تقدم هالة برنامجها الذي ناقش كل ما يحدث أثناء الثورة وبعدها (ناس بووك)، ثم تتوقف منذ شهر لما قيل إنه خلاف بينها وبين صاحب الشبكة الأمير الوليد بن طلال (كلمة قيل تعني انتفاء وجود أسباب معلنة للرأي العام لإيقاف برنامج مهم وترك مقدمته القناة والشبكة التي كانت احدي قياداتها).. المهم أنه بعد أيام من هذا تم إطلاق النسخة المصرية من MBC مساء الخميس الماضي في الثامنة مساء بالبرنامج القديم- الجديد (الأصوات) وهو قديم لأنه كان يعرض علي القناة الأولي بالشبكة (MBC 1) وجديد لأنه بالنسبة لمشاهدي القناة المصرية أحد البرامج الترفيهية المهمة ضمن سلسلة برامج اكتشاف المواهب، ليس لأنه الطبعة العربية من برنامج أمريكي، ولكن لشدة الاهتمام به إنتاجيا وفنيا وبحيث يؤكد قدرة هذه الشبكة علي تقديم برنامج موسيقي غنائي كبير يشارك في كل خطواته أربعة من مشاهير الغناء العربي الآن (كاظم الساهر- شيرين عبد الوهاب- صابر الرباعي- وعاصي الحلاني) بتكوين فرق متنافسة من الموهوبين والدفع بهم إلي الساحة الفنية ودعمهم، كل هذا من خلال البرنامج وأمام الجمهور في البيوت ومع فريق فني محترف وماهر في كل المواقع من الديكور للتصوير والاضاءة والصوت والمكساج إلخ.. وربما كانت «ضربة البداية» هذه لإطلاق بث القناة رسالة واضحة للمشاهد المصري من أنه يستحق الترفيه علي أعلي درجة وأيضا، فإن القناة الجديدة، وأن توجهت إلي المصريين الذين يمثلون القوة البشرية الأولي الآن في العالم العربي، فإنها أخذت معها بعض منهم بالتحديد الفنانين، لدعم توجهها، فإذا كان «التوك شو» المسائي مع مني الشاذلي، فإن هناك برنامجين آخرين أحدهما مع هاني رمزي نجم السينما الكوميدية، والذي استضاف في أول حلقاته نجما آخر هو محمد هنيدي ثم في اليوم التالي اتبعه بفيفي عبده ومحمود عزب والحقيقة المهمة هنا أن وجود نجوم للكوميديا معا في برنامج ما لا يصنع كوميديا وانما مجموعة من الافيهات أو النكات، والتي قد تنجح في اثارة ضحك جمهور الاستديو لكنها قد تفشل أيضا لأن الكثيرين من نجوم الكوميديا لا يستطيعون مواجهة جمهور الاستديو بطلاقة وانما يبدعون في الاستديوهات المغلقة فقط!.. والبرنامج الثاني (نواعم وبس) وهو نسخة مكررة من برنامج MBC الأولي (كلام نواعم) وتقدمه أيضا أربع نساء تقودهن هالة صدقي، ولا أدري سر غرام القنوات باستدراج أهل الفن إلي ساحة الإعلام، إلا من باب تحقيق انتشار سريع للبرامج، لكن ماذا عن الخطوة القادمة؟ وعن تعبير برنامج (نواعم وبس) عن كل النساء، سواء النواعم، أو الآخريات اللواتي بشقين شقاء حقيقيا في مصر، ولماذا يكون التعبير عنهن بهذا الشكل «المعقم» وهذه النوعيات المتقاربة من نساء البرامج في الملبس والماكياج واللوك، مع ذلك فإن اطلاق MBC مصرية خطوة جيدة تأخرت وأن كنت اعتقد أن الهدف منها غير واضح تماما في ذهن أصحاب الفكرة، فالمصريون يتابعون هذه الشبكة منذ زمن، ولكن ليسوا كلهم، وهم يحتاجون فعلا لمن يرفه عنهم، لكن أي نوع من الترفيه؟ كما يحتاجون لمن يوصل أصواتهم وصورتهم للعالم، القريب والبعيد، ولكن من خلال برامج جذابة وقادرة علي مناقشة ما يحدث بموضوعية ومصداقية، وأن يكون «الجمهور» المصري هو أحد العناصر المهمة في مكونات البرنامج خاصة أن البرامج الثلاثة التي انطلقت كانت تستضيف جمهورا.. وقد تشابك بعض الجمهور مع مني الشاذلي في الحلقة الثانية من (جملة مفيدة) فيما يخص مشاركة الشعب في وضع الدستور الجديد، لكن الجمهور عند (هاني رمزي شو) و(نواعم وبس) كان الحاضر الغائب، يصفق أو يضحك.. فهل هو جزء من الديكور أم أن هناك نظرية وجيهة – لا نعرفها- لوجوده هكذا.. بدون فاعلية..!