اختتمت فعاليات الدورة البارالمبية لمتحدي الإعاقة التي استضافتها لندن علي مدار 14 يوما بعد أن تابع العالم بحالة من الانبهار أبطال متحدي الإعاقة خلال المنافسات بالروح القتالية وتحدي الذات والأرقام القياسية التي تحققت وأظهرت لجميع المتابعين أن أولمبياد المعاقين ممتعة، ولا تقل مستوي المهارات فيها عن مثيلتها في أولمبياد “الأصحاء.”. وكان التألق العربي في الموعد مع أولمبياد المعاقين حيث حقق الرياضيون العرب انجازات كبيرة ورفرف العلم العربي في سماء لندن كثيرا، خاصة في رياضات العاب القوي ورفع الاثقال. وتصدرت تونس الدول العربية من حيث عدد الميداليات، اذ حصل لاعبو تونس علي 17 ميدالية، كلها في ألعاب القوي، منها 7 ذهبيات، وبعدها تأتي مصر برصيد 15 ميدالية، منها 4 ذهبيات، واغلب هذه الميداليات في رفع الاثقال. وحصد لاعبو الجزائر 18 ميدالية، كما حصد لاعبو المغرب 4 ميداليات، وكانت اغلبها ايضا في العاب القوي، كما حصدت الامارات ذهبية في الرماية. وعلاوة علي الميداليات التي حصدها هؤلاء الرياضيون، تمكن بعضهم من تحطيم الارقام الاوليمبية، وتسجيل ارقام جديدة، ومنهم علي سبيل المثال العداء التونسي عبد الرّحيم زْهِيو الذي حقق رقماً عالمياً جديداً بفوزه بذهبية سباق ألف وخمسائة متر. والرباع المصري محمد الديب الذي حقق رقما جديدا في وزن اقل من 100 كيلو جرام. وانضمت رياضيات عربيات لقائمة الارقام الاوليمبية الجديدة، منهن المغربية نجاة الكرعة التي حققت رقما جديدا في مسابقات رمي القرص، والرباعة المصرية فاطمة عمر التي حققت إعجازا بكل المقاييس من خلال الحصول علي 4 ذهبيات بشكل متتالي في رفع الأثقال في أربع دورات سيدني 2000، أثينا 2004 ، بكين 2008 ، لندن 2012 تأتي هذه الانجازات في وقت يشكو فيه عدد من هؤلاء الابطال من صعوبة الاوضاع التي يعيشون فيها في دولهم، اذ لا يحصلون علي نفس الدعم المالي الذي يقدم للرياضيين الاصحاء، ولا يتمكنون من المشاركة في دورات الاعداد والتدريب بالشكل المناسب، ولا يلقون اهتماما اعلاميا يتوازي مع انجازاتهم.. متحدو الإعاقة حققوا ما أخفق في تحقيقه الأصحاء، رغم الاهتمام الذي حظي به الآخرون قبل وأثناء مشاركتهم في الأولمبياد، بعكس الحال لدي ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين تجاهلهم الجميع سواء مسئولو الرياضة أو الإعلاميون أو حتي الجماهير. يأمل الرياضيون العرب أن تكون أوليمبياد لندن 2012 بداية لعصر جديد من الأهتمام الفعلي للحكومات العربية وتغيير النظرة أليهم وتوفير أفضل الإمكانات المادية والفنية والتكنولوجية التي تمنح لاعبي الدول المتقدمة ميزة أضافية، تكون لها دور مؤثر مع اللاعبين واللاعبات العرب خلال المنافسات القادمة.