عباس شراقى : مصر فقدت 12 مليار متر مكعب وأثيوبيا تعتزم بناء ثلاثة سدود لتخرن 200 مليار أخرى محمد مهران:على المجتمع الدولى التدخل وفرض عقوبات صارمة على أديس ابابا عبد الفتاح مطاوع: أثيوبيا لا تفى بتعهداتها والتزاماتها لسنوات طويلة "لا جديد"
تسبب إعلان رئيس وزراء إثيوبيا، أبي أحمد، عن اكتمال عملية الملء الرابع لخزان سد النهضة، فى دخول ملف سد النهضة فى مرحلة تصعيد أكثر صعوبة، حيث زادت أديس أبابا من حدة التوتر بتمسكها بالاستمرار فى الملء الرابع لخزان السد والانتهاء منه، رغم المخاوف المصرية السودانية، والتى تم تسجيل الاعتراض رسمياً بشأنها خلال جولة المفاوضات التى عقدت بالقاهرة الأسبوع الماضى، على أن يتم استكمالها منتصف سبتمبر الجارى بأديس أبابا. وجاء الموقف الأثيوبي بعد ساعات من اعتماد جامعة الدول العربية قرارا بشأن سد النهضة وطرحه كبند دائم على جدول أعمال مجلس الجامعة. أكد أبى أحمد فى بيان رسمى، على الاستمرار فى التحدى ومواصلة الدعم حتى اكتمال السد، الأمر الذى أعتبرته الخارجية المصرية، استمراراً من جانب إثيوبيا في انتهاك إعلان المبادئ الموقعة بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015، والتي تنص على ضرورة اتفاق الدول الثلاث على قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي قبل الشروع في عملية الملء، مضيفة فى بيانها أن اتخاذ اثيوبيا لمثل تلك الإجراءات الأحادية يُعد "مخالفة قانونية" وتجاهلاً لمصالح وحقوق دولتى المصب وأمنهما المائى الذي تكفله قواعد القانون الدولي، موضحة أن هذا النهج، وما ينتج عنه من آثار سلبية، يضع عبئاً على مسار المفاوضات المستأنفة، والتى تم تحديد أربعة أشهر للانتهاء منها، والمعقود الأمل في أن تشهد جولتها القادمة المقرر عقدها في أديس ابابا، انفراجة ملموسة وحقيقية على مسار التوصل إلى اتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد. حذر خبراء من خطورة الملء الرابع، مؤكدين أن رفض أثيوبيا لقرار جامعة الدول العربية وتمسكها بحل إفريقى للأزمة، أصبح مرفوضاً خاصة أن صبر مصر أمام هذا التهديد لن يصمد طويلا، وفقاً لما أعلنته الخارجية المصرية، حيث قال سامح شكري إن " المفاوضات لم تؤت بثمارها على مدى العقد الماضي. من جانبه، أكد دكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن تفقد مصر 12 مليار متر مكعب من مياه النيل هذا العام بسبب الملء الرابع لسد النهضة الإثيوبي، مشيرا الى أن مخزون سد النهضة سيصل ل 41 مليار متر مكعب مع نهاية الملء الرابع ، مؤكداً على أن مصدر الأزمة في هذا الملف يتمثل في "سياسة فرض الأمر الواقع والنظر من مصلحة الجانب الأوحد. وأضاف شراقى، أن إثيوبيا مقبلة على بناء سد آخر كبير الأيام المقبلة، مشيراُ الى خطة إثيوبيا في إنشاء السدود، ستبدأ بعد الانتهاء من الملء الرابع لسد النهضة بدون مفاوضات أو اتفاق مع مصر، ما سيدفعها إلى بناء 3 سدود أخرى كبيرة تستهدف إنشاءها الفترة القريبة المقبلة، حتى تستطيع أن تخزن 200 مليار متر مكعب'، واصفا ذلك ب " رغبة إثيوبيا الخبيثة"، فمن المتوقع أن تقدم على بناء وملء سد آخر كبير خلال الأيام المقبلة من باب إطالة عمر سد النهضة وتخفيف الحمل عليه. فيما أكد دكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام والأمين العام للجنة الدولية للدفاع عن الموارد المائية، أن التصريحات الاثيوبية بشأن إكتمال الملء الرابع "مضللة" وتستهدف إثارة غضب دولتي مصر والسودان، وتشكل انتهاكًا للقوانين الدولية، مضيفاُ أن تصريحات أبي أحمد غير دقيقة، حيث يتطلب اكتمال الملء الكامل للسد وقتًا طويلًا أكبر مما تم إلى الآن، وهذا ما يؤكده الخبراء والصور الفضائية، مشدداً على أن هذه التصرفات تتعارض مع القوانين الدولية والاتفاقيات المعمول بها في هذا الشأن، بالإضافة إلى اتفاقية المبادئ لعام 2015 التي تم التوصل إليها بين الدول الثلاث " مصر وإثيوبيا والسودان". بينما يرى الخبير المائى، دكتور عبد الفتاح مطاوع، رئيس قطاع مياه النيل بوزارة الرى سابقا، أن تصريحات ابى أحمد رئيس الوزراء الاثيوبي الخاصة بنجاح عملية الملء الرابع لبحيرة سد النهضة، مجرد تصريحات لتغطية الفشل فى سياساته بالداخل الاثيوبي المهلهل نتيجة للحروب الاهلية والعرقية التى شنها ضد شعبه فى التيجراى والامهرة و الاورومو، ومحاولة بائسة و يائسة للملمة الشتات الاثيوبي، مشيراً الى أنها تصريحات ليس لها معنى فى ظل هطول أمطار غزيرة و فيضانات عالية حتى الآن على أحواض أنهار النيل الأزرق وعطبرة و البارو-أكوبو. وأضاف مطاوع ، أن تصريحات لرئيس حكومة لا تفى بتعهداتها و التزاماتها بداية من إتفاقيات مياه النيل التى وقعها ملك الملوك الامبراطور منيلك الثانى فى بدايات القرن العشرين و نهاية بإعلان المبادئ الموقع فى مارس 2015، و أنها تصريحات ل "واهم" أن لديه القدرة على الاضرار بمصر ومصالح الشعب المصرى فى مياه النيل ولا يعى حجم الاضرار التى يمكن أن يسببها لدولته و لشعبه نتيجة لسياسة المعاندة، موضحا أنها محاولة الظهور فى ثوب المنجز أمام داعميه فى الخليج و المحيط من خلال ممارسة عمليات الابتزاز السياسى لجيرانه و شركائه فى نهر النيل من خلال تصريحات أشبه بتصريحات خريجى كلية أركان الحرب الباردة.