افترق الزوجان بالطلاق، وتزوج الأب بينما تفرغت الأم لرعاية الأبناء، الولد والبنت، ومرت السنوات لتكتشف الابنة أن عليها تلبية مطالب أخيها قبل مطالبها، وليكتشف هو أنه «نمبر وان»، ولتبدأ مشاكل جديدة للأسرة بعد مشاكل المرحلة الأولي بعد الانفصال وغياب الأب عن حياة أبنائه، وهنا تدخل بنا حلقات مسلسل «ليه لا» في جزئه الثالث إلي قضايا مختلفة للأبناء حين يكبرون، وإلي نتائج مزعجة حين يتصور الابن أنه نمبر وان، أو الأهم بالفعل في البيت، أهم من أمه، ومن أخته، وتبدأ الخلافات في العمل الذي عرض على منصة «شاهد» للمخرجة نادين خان، بينما شارك في كتابته فريق عمل من خمس كاتبات جديدات هن سارة الطوبجي صاحبة الفكرة، وسلمي عبد الوهاب وإيمان صالح وبولا ثابت تحت لافتة «ورشة سرد» التي تقودها الكاتبة مريم نعوم، وبرغم أنها قضية تخص المرأة والرجل معا لكن الإبداع النسائي كان الأكثر وضوحا فيها من الكتابة والإخراج إلي التصوير «نانسي عبد الفتاح» والمونتاج «مني ربيع» وغيرهن في إطار قضية تخص كل أسرة، سواء لم يتركها الأب ليكون أسرة أخرى، أو ظل الأبناء مع أحد الأبوين فقط، فالقضية هنا هي كيف تكون العلاقات بين الأم وطفليها منذ البداية، وما هي نتيجة التربية غير المنصفة للأبناء؟ الخطأ الأصعب تبدأ الأخطاء حين تكتشف الأم شيري «نيللي كريم» أن الابن كريم «معتز هشام »الذي تجاوز المراهقة أصبح يفرض آراءه عليها وابنتها، ويغضب بشدة حين يعلم أن أمه تفكر في الزواج، فيسيء معاملتها، وحين يحاول جده «صلاح عبد الله» التفاهم معه يتطاول عليه وعلى الأم، وهكذا يتجرأ على الأسرة ويرفض أي تفاهم ويسعي للخروج من عالمه فيندفع في علاقة مع صديق جديد يذهب معه إلي عالم آخر مختلف، من الحشيش إلى علاقات وأمور أخرى تسئ إليه، وتكتشف الأم أنها في ورطة ممن أعطته شبابها وجهدها فتسوء حالتها في المدرسة التي تعمل بها، وتقطع العلاقة مع من اختارته ليكون زوجها «أحمد طارق»، بينما تسعي الابنة «فريدة رجب» إلي السفر والعمل بعيدا وتصارح أمها بأنها السبب لتفضيلها شقيقها، وكأنها لا تستحق اهتمامها، وتكاد الأسرة أن تنتهي ويذهب كل واحد لحاله قبل أن يكتشف «ياسين» ما ارتكبه من أخطاء في حق الأم، والأخت، وحياته التي أصبحت خاوية من المودة والسعادة كما كانت في الماضي، كما تكشف لنا الأحداث أيضا أن لدى كل واحد من الأسرة أفكارا قد تختلف مع غيره برغم العلاقات الأسرية، ولكن، كيف يتم التفاهم بين الاثنين؟ إنها قضية داخلية بامتياز ولكنها أيضا قضية من قضايا الساعة اليوم وحيث يكتشف اغلبنا أن التغيير طال كل شيء في الحياة، ومع ذلك فإن لدي بعض الملاحظات، صحيح أن أزمة العمل بدت أزمة عائلية بامتياز، ولكنها احتاجت إلي قدر أكبر من الحبكة الدرامية والحرص علي أن يكون الإيقاع أفضل، وأسرع، كما احتاجت إلى أداء منسجم ومتقارب بين كل الممثلين، لكن تأتي النهاية لكي تقدم لنا رسالة مهمة، انتبهوا، واعدلوا بين أبنائكم فالحياة أصعب مما تتصورون.