فى الوقت الذى يواجه فيه الشعب الفلسطينى موجات العنف والقتل والتدمير والحصار والحرق والاستيلاء على مزيد من الأراضى والاقتحامات ،وإصدار التشريعات التى تتضمن الترجمة الفاجرة لسياسات الابارتهيد من أحكام الإعدام وإسقاط الهوية، حتى وصلت مؤخرا إلى حد إنكار وجود الشعب الفلسطينى بل وصل الأمر إلى تبنى خرائط تعبر عن الرغبة التوسعية لذلك الكيان الذى نال اعتراف العالم الظالم دون أن يقدم خريطة لحدود يمكن أن يحتكم إليها القانون الدولى أسوة بباقي دول العالم ولكنها العنصرية الصهيونية التى بدأت مشروعها الاقتلاعى الاستعمارى فى نهاية القرن التاسع عشر، وأقامت كيانها العدوانى على حساب الشعب الفلسطينى وبدعم من القوى الاستعمارية المهيمنة على مقاليد العالم والتى مازالت توفر له الحماية وكل أشكال الدعم ،ومزيد من المعاناة واللجوء والشتات للشعب الفلسطينى ،وكل ذلك على أيدي قادة العصابات الصهيونية المسماة بأحزاب، والذين أصبح من تتلمذوا وتربوا وتشربوا سموم وأحقاد الصهيونية البغيضة هم قادة اليوم، وعلى الجانب الأخر لم يستسلم الشعب الفلسطينى فأسقط وللأبد المقولة الضالة المضللة(شعب بلا أرض ..بلا شعب) ويقدم المزيد من التضحيات على مذبح الحرية والانعتاق من الاحتلال من أجل إقامة دولته المستقلة وفى ظل استمرار اختلال القوى سواء على المستوى القومى أو الإقليمي آو الدولى،ولكن خزان العطاء والتضحيات الفلسطينى لا ينضب بل متجدد. وفى هذا الواقع تحل علينا الذكرى(47) ليوم الأرض الفلسطيني، والتى تخلد أول مواجهة بين فلسطينيو(48) كما يطلق عليهم ضمن التقسيمات الجائرة للشعب الفلسطينى والاحتلال الصهيونى منذ النكبة، وفيها أعاد أهالي الداخل التحامهم بباقى أبناء شعبهم، والتى وقعت فى نهاية شهر مارس (1976)،والتى تعود أحداثه حينما صادرت سلطات الاحتلال مساحات شاسعة من أراضى السكان العرب تحت الاحتلال. ويتم أحياء هذا اليوم كل عام من خلال العديد من الفعاليات التى يطلقها الفلسطينيون،كما اكتسب هذا اليوم أهميته لدى الشعب الفلسطينى كونه أول صدام يحدث بين الجماهير الفلسطينية داخل الكيان الصهيونى وسلطاته العنصرية،وتعود الأحداث إلى عام(1975) حينما أعلنت حكومة الاحتلال خطة لتهويد منطقة الجليل،وبناء تجمعات سكنية يهودية على أرض تعود لفلسطينيون يمثلون أغلبية فى المنطقة،وجاءت الخطة ضمن مشروع أطلقت عليه سلطات الاحتلال(تطوير الجليل). وصادقت حكومة الاحتلال فى 29 فبراير1976على قرار لمصادرة( 21) ألف دونم من أراضى تعود ملكيتها لفلسطينيين فى بلدات(سخنين، وعرابة، ودير حنا،وعرب السواعد)وخصصت سلطات الاحتلال تلك المساحات لبناء المزيد من المستوطنات، واستباق لأى مواجهة فلسطينية أعلنت السلطات الصهيونية حظر التجوال فى القرى التى شهدت مصادرة للأراضي من الساعة(5)مساء يوم29مارس من ذلك العام، واعتبرت أى تظاهرة ستخرج احتجاجا على المصادرة غير قانونية،كما هددت سلطات الاحتلال بإطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين، ولمنع تنفيذ الإضراب ،وفى إطار مواجهة هذا القرار اجتمعت لجنة الدفاع عن الأراضى، والتى انبثقت عن لجان محلية فلسطينية، وأقرت إعلان الإضراب الشامل فى اليوم التالي الذى وافق(30)مارس ولمدة يوم واحد فقط. وبدأت شرارة المظاهرات الاحتجاجية فى (29)مارس من ذلك العام بانطلاق مسيرة شعبية من بلدة(دير حنا)تعرضت للقمع الشديد من الشرطة ، وتلتها أخرى فى (بلدة عرابة)، وكان القمع أقوى حيث سقط خلالها شهيد وعشرات الجرحى. وادي انتشار خبر مقتل المتظاهر إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج فى كافة المناطق العربية فى اليوم التالي، وتركزت المواجهات فى منطقتي(الجليل)،و(المثلث)لاسيما قرى وبلدات(عرابة،ودير حنا،وسخنين)، وكذلك صحراء النقب جنوبا، وأفضت هذه المواجهات ال استشهاد(6) فلسطينيين،وإصابة العشرات جراء قسوة سلطات الاحتلال،ورفضت تشكيل لجنة للتحقيق فى ظروف سقوط هذا العدد من الضحايا من الفلسطينيين على الرغم أنهم يحملون هوية الاحتلال، ومع استمرار السياسات الصهيونية فى مصادرة الأراضى وسرقتها،فأن الفلسطينيين يعتبرون معركة الأرض مستمرة ومنذ أكثر من قرن من الزمان وحتى الآن، وان كل يوم من أيام الشعب الفلسطينى هو يوم الأرض بفعل الإجراءات الصهيونية وتضحيات الشعب الفلسطينى، ورواية أصحاب الحق أصحاب الأرض، والرواية الصهيونية المزيفة…ولكنها الحتمية التاريخية فالاحتلال إلى زوال والمجد والخلود لأرواح الشهداء،والحرية للأسرى،،والشفاء للجرحى،،والرحمة على الجاثمين المحتجزة لدى سلطات الاحتلال.