عقد منتدي مستقبل الفكر والإبداع بحزب التجمع حول "جزيرة غمام"، العمل الفني الذي لاقي قبولا لدي الجمهور في شهر رمضان، وذلك في حضور كاتب المسلسل الروائي عبدالرحيم كمال والسيناريست "ناصر عبد الرحمن" وأدارت الندوة الكاتبة أماني الشرقاوي في حضور لفيف من المثقفين والإعلاميين. أكد السيناريست "ناصر عبدالرحمن" وجود نوع من اللخبطة قُبيل ظهور الروائي "عبدالرحيم كمال" فهو كاتب لديه مشروع يستطيع أن يرويه ليتكلم عن جمله، التي غالباً ما تكون مرتبطة بشكل أو بآخر بأشياء كبيرة وقضايا قد تبدو بسيطة وسهلة، فمنذ مسلسل الرحايا أصبح هناك جمل مختلفة عن المعتاد ليست مرتبطة بالصعيد فقط، وإن كان يبدو إن مسلسل الرحايا عن الصعيد، وكذلك مسلسل جزيرة غمام، لكن حقيقة الأمر إنه يتحدث عن مجتمع يعاني من مشاكل كبيرة جدا مرتبطة بتكوينه وثقافته وكيانه ومكانه بشخصيته. وأضاف عبدالرحمن قائلاً: الممثل أحمد أمين الذي قام بدور "عرفات" أحياناً أشعر إن الكلام أثقل من الشخصية لأنه يحمل سنوات طويلة من التراكمات، في المقابل الشخصية التي جسدها فتحي عبدالوهاب استطاعت أن تتحدث وتفصح عن شخصية ليست شخصيتنا، ولكنها موجودة منذ أربعين عاما فأصبحت لها الكلمة العليا وبالتالي مسموعة. فأصبح هناك صدام بين شخصيتين مصريتين كل منهما لها أبعادها فقيمة المسلسل ليست فقط في الكلام عن تجديد الخطاب الديني ولكن في تغير الشخصية والانقسام الذي أصبح سمة من سمات حياتنا وكل جانب لديه مبرراته. عبدالرحيم كمال ساحر يستطيع أن يخرج لنا قيمتنا الحقيقية، وهذا سيمنح لنا ثقة في تاريخنا فنحن بلد كبير جدا لديه تاريخ عظيم ونستحق أن يكون لدينا كاتب مثل عبدالرحيم كمال. "التعدد التأويلي" وأشار د.يسري عبدالله أستاذ الأدب الحديث والنقد بجامعة حلوان إلى مسلسل جزيرة غمام قائلاً: إنه عمل فني الطابع، حقق قدرا كبيرا منا التعدد الجدلي والتأويلي، فنحن أمام كاتب استثنائي، فنحن حين نتحدث عن عبدالرحيم كمال فإننا نتحدث عن كاتب صاحب وجوه متعددة فيما يتصل بالفن والثقافة هو روائي بالأساس، ومن ثم الوعي الجمالي ببنية الحكاية أفاده كثيرا حين كتب الدراما. وأضاف عبدالله قائلاً: "عرفات" اتخذ موقفا من العالم فهو ليس هذا المتصوف المخملي لذلك سنجد أن شخصية عرفات وهي الشخصية المركزية في هذا المسلسل ليست شخصية سطحية لكنها شخصية نامية تحمل أبعاداً وتركيبات مختلفة، كما ان تيمة الحب وهي تيمة مركزية عند عبدالرحيم كمال، وتيمة ما يسمي بالارتحال القلق فكرة الرحلة بمعناها المادي ومعناها الروحي، بل أيضا الرحلة التي يمكن أن تدور في سيكولوجية الأبطال لدي عبدالرحيم كمال أو في أذهانهم أيضاً وتيمة البحث عن اليقين، وجميعها تيمات مركزية في أعمال عبدالرحيم كمال السردية والدرامية مسلسل أدبي فلسفي وقالت القاصة والروائية أماني الشرقاوي عندما نريد أن نقوم بالتغيير فالدراما هي أكثر شيء ممكن أن يؤثر في الشعب المصري، وجزيرة غمام تحديدا مسلسل أدبي فلسفي حكيم . المسلسل كان به رمزية عالية جدا وبه مناظرات مشهدية صغيرة وكبيرة كما رمزت المرأة في المسلسل إلي الضمير. وفي تعقيب عبدالرحيم كمال أشار إلى إن الترميز، هو تأويل في الحقيقة لأنه من لحم الواقع التاريخي الذي يحكي عنه "فوالدي كان له علاقة بالتصوف وفي كل جلساتهم كانوا يتكلمون عن أشعار سيدي ابن الفارض، ومحيي الدين العربي فما بالك بعام 14، لم يكن هناك تليفزيون ولا مسرح فالعالم فأما الفضفضة والفن وأما الحديث عن القصائد، والشكل الديني الذي كان موجودا في ذلك الوقت هو شكل أقرب للتصوف، والناس أما كانت مع نفسها إما يتبعون المشايخ، والشيوخ لهم مريدون والمريدون يوصيهم الموصي. فهذا الإطار إطار فرضه الواقع، والدراما والزمن الذي أنا اتحدث فيه أكثر ما هو هوايا أو لي ذراع للحكاية، ولكن أيضا لا أنكر أن هذا وافق أشياء كثيرة جدا ممكن أن تخدم الدراما.