طارق الدسوقي: كنا في أمس الحاجة لهذه النوعية من الأعمال الدرامية التي ترصد البطولات التي يقدمها الجيش المصري في حربه ضد الإرهاب طوني نبيه : هه الدراما تحتاج إلى جهد مضاعف ماجدة خيرالله: يمكن إنتاج عشرات الأجزاء من الاختيار تحت نفس المسمي تحقيق: أمل خليفة الاختيار بين الوطن وأي شيء آخر هو الخيانة بكل ما تحمله الكلمة من معني، وخاصة في وقت المحن والأزمات، وهذا ما تعلمناه من تاريخنا النضالي الطويل، فمصر هي صاحبة أطول تاريخ نضالي وطني منذ قدماء الفراعنة وحتي الآن، ولذلك تستحق أن يوثق لها كل ما خاضه أولادها من معارك تحت مسمي "الاختيار" مصر التي نهيم فيها عشقًا كما قال حافظ إبراهيم كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي.. في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ.. إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً.. يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ.. لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً.. يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي.. كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ.. بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ. أكد الخبير السينمائي والمنتج صفوت غطاس أن المسلسلات التي تُبنىَ على قصص حقيقية مثل مسلسل الاختيار واحد وأثنين تحقق نجاحا واسعا لإنها أولاً: موضوعها وطني بالإضافة إلى إن الجمهور يعرف الحكاية الحقيقية مسبقًا، ويريد أن يشاهد هذه الحكاية صورة مجسدة أمامه. وأضاف غطاس قائلًا: رغم إن هذه النوعية من المسلسلات مضمونة النجاح إلا إن إنتاجها يحتاج إلي مساعدة الدولة فلا يستطيع منتج خاص أن يستعين في التصوير بدبابات وطيارات وأشياء من هذا القبيل، فلابد من مساعدة الدولة، والدولة لديها الشركة الخاصة بها وهي الشركة المتحدة التي توفر كل التسهيلات. فهذه المسلسلات من نوعية خاصة ليس لها علاقة بالمسلسلات الدرامية العادية، والجمهور يستطيع أن يحكم على المسلسلات الدرامية العادية، ولكنه يستطيع أن يتذوق هذا النوع. "بطولات حقيقية" وفي نفس السياق أضاف الفنان طارق الدسوقي قائلًا: إن مسلسل الاختيار واحد كان من أفضل المسلسلات الدرامية المصرية التي عُرضت في الفترة الأخيرة، ونحن كنا فعلًا في أمس الحاجة لهذه النوعية من الأعمال الدرامية التي ترصد البطولات التي يقدمها الجيش المصري في حربه ضد الإرهاب والتي ترصد كمية الناس الذين لديهم إستعداد إلى أن يضحوا و يدفعوا حياتهم ودمهم ثمنا للدفاع عن الأرض والعرض وعن الأهل دون النظر لأى شيء آخر أو أي مقابل من أي نوع، وكل ما يتطلعون إليه ويحلمون به هو أن يستطيعوا الدفاع عن هذه الأرض وعن أهلهم. وبالتالي عندما تُقدم قصص هؤلاء الشهداء على الشاشة تصير مثلا وقدوة لكل الأجيال الموجودة لكي يعرفوا ما معنى الأرض وما معنى الوطن ومامعنى "مصر" من أجل أن نزود لديهم جرعة الانتماء لوطنهم. وأشار الدسوقي إلى إن السبب في جذب هذه النوعية من المسلسلات "الاختيار واحد واثنين" لقطاع عريض من الجمهور يعود إلي إنها ترتكز علي قصة حقيقية حدثت بالفعل من ملفات القوات المسلحة وليست مُؤلفة أو مُفتعلة أو متفبركة، لكنها قصة حقيقية وفي نفس الوقت فيها قدر كبير جدًا من الصدق "والذي يخرج من القلب يصل إلى القلب" والجزء الأول من المسلسل خرج بطريقة ممتازة لان العمل فيه كان بحب وتوفرت له كل إمكانيات النجاح سواء على مستوى التصوير، الإخراج، أختيار الممثلين وأماكن التصوير، بمعنى كان هناك تكاتف لجهود كثيرة جدًا سواء من القائمين علي إنتاج المسلسل أو من القوات المسلحة في أن تتوافر كل الإمكانيات بحيث إن العمل يخرج بالشكل الجيد الذي خرج به، وبالتالي لاقى نجاحل ولاقى صدى عند كل فئات المجتمع وعند كل الناس. وبإذن الله يكون الجزء الثاني من المسلسل علي نفس المستوي ويلاقي قدرا كبيرا جدًا من النجاح. "الحنين للإنتصار" وفي نفس السياق أضافت الناقدة ماجدة خير الله أن مسلسل الاختيار ممكن أن يتعمل منه عشرات الأجزاء تحت نفس الاسم، لأن المسلسل يتكلم عن بطولات وشخصيات وطنية وليس عن شخص بعينه، فالمسلسل العام الماضي انتهي بموت البطل لكن هناك بطولات أخرى مستمرة ويجب إلقاء الضوء عليها. وحول اللجوء لإنتاج أعمال ضخمة بهذا القدر قالت خير الله واضح إن هناك احتياجا لأعمال ترتكز على عنصر البطولة بطولة الجيش في معارك حقيقية أو معارك ذهنية كالجاسوسية مثل مسلسل "ضربة مرتدة" بطولة أحمد عز وهند صبري، فمثل هذه الأعمال لها صدى لدى الجمهور والمشاهد يحبها. وهذه النوعية من المسلسلات لاتعد من نوع الدراما الوثائقية، إذا لم تكن عن معارك معينة أو شخصيات معينة، فتصبح دراما وطنية مثل كثير من الأفلام التي أُنتجت، فمن الممكن أن يستلهموا السيناريو من معركة معينة ولكن الشخصيات أثناء المعركة حدوتة من خيال الكاتب. وحول جذب هذه النوعية لمختلف الفئات العمرية للجمهور أضافت خير الله قائلة لأن بها حنين للحظات انتصار في مجتمع للأسف ليس لديه من فترة أي انتصار في أي مجال من المجالات، فعندما تذكريه إن في يوم ما كان لنا انتصارات في مجالات متعددة تصبح مسألة لطيفة. "النزعة الوطنية" وفي نفس السياق أضاف المخرج السينمائي طوني نبيه قائلاً: أي دراما تخاطب النزعة الوطنية لابد أن تلاقي النجاح فمثلاً أي فيلم أمريكي يتحدث عن تفوق أمريكا على الإتحاد السوفيتي سيجد شعبية عظيمة جدًا لدي الأمريكان، وإذا اُنتج فيلم عن جميلة بوحريد بالطبع سيحبه الجزائريون جدًا.لأن جزءا رئيسيا من تكوين أي شخصية هو الإنجذاب لوطنها وللقومية الوطنية والانتماء وفق المعايير النفسية، لذلك أي مسلسل أو أي فيلم يقوم على هذه "الجزئية" سيجد جمهورا عظيما جدًا فهذه "التيمة" تأتي رقم اثنين بعد تيمة الانتقام، فنحن عندما نتحدث عن أكثر "التيمات" التي يحبها المشاهد بصفة عامة سنجد رقم واحد الانتقام وسنجد إن أعظم الأفلام الموجودة في العالم كله مبنية علي فكرة الانتقام، مثل واحد تم أضطهاده ووقع عليه ظلم ثم ينتقم في النهاية. هنا المشاهد يفرغ طاقته النفسية ويتحد مع البطل لذلك يحب هذه التيمة جدًا، التيمة الثانية هي إذكاء الروح الوطنية الموجودة في مسلسل الاختيار. وفيما يتعلق باستثمار نجاح مسلسل الاختيار الجزء الأول وإطلاق نفس الاسم علي الجزء الثاني يقول نبيه إذا كان الاسم له علاقة بالدراما مثل الجزء الأول فأهلاً وسهلاً، في الجزء الأول كان هناك ضابطان أحدهما اختار الوطن والآخر اختار أن يعمل ضد الوطن، فإذا كان الموسم الثاني للمسلسل به فكرة الاختيار ما بين أما أن تكون وطنيا وتنتمي لوطنك وتدافع عنه أو تختار الجزء الشرير فهنا يصبح الاسم مناسبا للموضوع، لكن إذا كان المسلسل يتكلم عن عمل وطني بطولي فقط فأين الاختيار. أعتقد لكي يكون الاسم مناسبا للدراما لابد أن يكون هناك نموذج لنوعين من الاختيار مثلما قال الرئيس هناك من اختار الوطن وهذا اختار الأعداء. وحول اختلاف آليات إخراج المسلسل الوطني عن باقي المسلسلات أضاف نبيه قائلاً: لابد من اختلاف التجهيز نفسه لأن إذا المسلسل يتكلم عن حدث بالفعل، فلابد من مضاهاة ومحاكاة الأماكن الفعلية للحدث، وخصوصاً لو الحدث في الزمن القريب، فمثلاً إذا تكلمت عن بطولة أحمس ضد الهكسوس فأنا ممكن أصور في أي مكان مشابه لأماكن هذا العصر، فالناس لن تنتبه لأنه في النهاية في زمن اختلف وملابس اختلفت، لكن لو أنا أتكلم عن وقائع لها علاقة بالزمن القريب فيصبح عقبة وعبئا علي القائمين بالمسلسل إنهم لابد أن يفعلوا محاكاة للواقع ومحاكاة للأماكن ومحاكاة للظروف وحتي محاكاة لملامح الشخصيات الحقيقية وخصوصا لو هذا حدث في زمن قريب ما زال المشاهد يعرفه ويستطيع ان يقارنه من فيديوهات موجودة لديه فالمطابقة هنا للواقع ستكون أكبر وعملا شاقا علي صناع العمل. وحول قدرة هذه النوعية من الدراما في عودة الثقة لدي الجمهور تجاه الدراما المصرية ككل أستطرد نبيه قائلاً : فلنأمل أن التلفزيون المصري نفسه يعود بقوة لأنه من المؤسف جدًا إن قطاع الإنتاج لا يفعل شيئا وهذه المسلسلات إنتاج جهات أخرى، وإذا كانت هذه أعمالا وطنية فلماذا لا ينتجها قطاع الإنتاج بالتلفزيون المصري إذا كان العمل وطنيا جدًا، وهناك مشروع قومي مثلاً عبارة عن إنتاج مجموعة مسلسلات تتكلم عن الروح الوطنية لترفع الروح المعنوية لدي الناس فلماذا لا تنتجها الجهة الخاصة بها، ولماذا لا تُنتج هذه النوعية بشكل مستمر. فهذه الأعمال لها بصمة هامة وتأثير كبير علي المشاهد، فمثلاً فيلم مثل "الممر" حقق جماهيرية عظيمة جداً وأتذكر أنني قابلت شبابا بعد عرض فيلم الممر قالوا لي إنهم يريدون أن يلتحقوا بالكلية "الحربية" رغم إن في ذلك الوقت كانت أعداد الشهداء في تزايد، فما الذي يحدث إذا أنتجت علي مدار السنة فيلمين أو ثلاثة بجانب عدد من المسلسلات بمستوي فيلم "الممر" وليس بمستوي مسلسل الاختيار لأن جودة و تكنيك وصورة فيلم "الممر" في الحقيقة شيء مشرف جداً. فبهذه الأعمال نحن نواجه كل قوي الظلام بالقوة الناعمة وأخير أتمني أن ننتج شيئا بمستوي الممر.