أثارت التصريحات الأخيرة ل" سيليشي بيكيلي"، وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، بشأن الفيضان الحالي الذى تتعرض له السودان، جدلا واسعا، خاصة مع توقف المسار التفاوضى حول سد النهضة بين الدول الثلاث ووجود حالة صمت من الاتحاد الافريقى، حيث أعلن أنه لولا ال 4.9 مليار متر مكعب في الملء الأولى للسد، لكانت الكارثة في السودان شديدة، التصريح الذى وصفه الخبراء ب "الإدعاء"، حيث أكد دكتور "عباس شراقى"، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، أن إثيوبيا رفعت الممر الأوسط من 40 الى 70م من قاع النهر فى أبريل الماضى ولم يصبح أمام الفيضان السنوى الذى يبدأ أول يوليو إلا التجمع أمام سد النهضة حتى يصل إلى قمة الممر بكمية حوالى 5 مليارات متر مكعب والتى استغرقت ثلاثة أسابيع، بعدها وبالتحديد فى 22 يوليو فاضت المياه من أعلى السد بتصريف يومى بدأ بحوالى 300 مليون متر مكعب، موضحا أن السودان يستهلك حصته المائية 18.5 مليار متر مكعب على مدار العام وبالتالى يصبح مستوى الخزانات أقل مايمكن قبل موسم الأمطار ولا يبدأ الملء مرة ثانية إلا فى النصف الثانى من الموسم نهاية أغسطس تفاديا لتراكم الطمى فى بداية الفيضان. واوضح " شراقى"، ان معظم مياه الفيضان فى النصف الأول تأتى إلى بحيرة ناصر، واذا لم يتم حجز الخمسة مليارات متر مكعب فى بحيرة سد النهضة لتم تخزينها فى بحيرة ناصر وليس فى خزانات السدود السودانية، مشيرا إلى أن الفيضانات الشديدة فى السودان بدأت نهاية يوليو حتى بداية سبتمبر نتيجة شدة الأمطار الداخلية وفيضان الأنهار العديدة والروافد ومخرات السيول فى معظم الولايات السودانية مما أدى إلى انهيار سد بوط الذى ليس له علاقة بالنيل الأزرق أو سد النهضة فى 29 يوليو الماضى، بالإضافة الى فيضان الأنهار التى تأتى من الخارج وعلى رأسها النيلان الأزرق والأبيض. وأضاف " شراقى" أن تصريحات وزير الرى الإثيوبى ليست بالغريبة، فللأسف وزير الرى السودانى صرح أيضًا بأن سد النهضة سوف يمنع الفيضانات السودانية فى المستقبل رغم أن فيضان النيل الأزرق الذى يقع عليه السد الاثيوبى يشكل حوالى 5 الى 10% فقط من اجمالى الفيضانات السودانية، مشددا على ان الوزيرين يغلب علي تصريحاتهما الاتجاهات السياسية على حساب الحقائق العلمية، مطالبا الاتحاد الأفريقى بسرعة التحرك لتكملة المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا أو يعلن فشلها للعودة إلى مجلس الأمن.