*بقلم عاطف مغاوري : (وباء الصهيونية اخطرمن كل وباء).. بالأمس وفى سابقة دولية اقدمت الولاياتالمتحدةالامريكية ،وعلى لسان وزير خارجيتها بتوجيه تهديداته الى المحكمة الجنائية الدولية،والمدعية العام لهااذ هى قامت بالتحقيق فى البلاغات المقدمة بحق إسرائيل من قبل الفلسطينين؟! لهذا المستوى من الانحدار ان يصل موقف اقوى دولة فى العالم،والتى تعدعاصمتها من قبل الكثير من الاطراف الدولية عاصمة القرار الدولى لتمارس البلطجة والارهاب بحق هيئة دولية انشئت بموجب اتفاقية دولية لمحاكمة مجرمى الحرب ،وكل من يرتكب جرائم فى حق الانسانية وبعد توفير حق الدفاع للمتهمين، هل هذا يتفق ومكانة الولاياتالمتحدةالامريكية التى تستضيف على اراضيها المنظمة الدولية(الاممالمتحدة) التى انشئت فى اعقاب الحرب العالمية الثانية،وعلى انقاض عصبة الامم، وبأرادة الحلفاء(المنتصرون)؟! هل هذة هى امريكا التى تمتلك حق الاعتراض(الفيتو)على اى قرار لايتفق وتوجهاتها ضمن الخمسة الكبار فى العالم(مجلس الامن)،وبهذة اللغة الفجة ،والتى لاتتفق مع ماهو متعارف عليه فى لغة الدبلوماسية،والتعامل مع المؤسسات الدولية؟! لهذة الدرجة امريكا تخشى على اسرائيل من مجرد التحقيق فى البلاغات؟! ماهذة الحماية التى تفرضها امريكا على إسرائيل؟!فى الوقت الذى شهد فيه العالم مثول شخصيات ،وقادة دول للتحقيق معهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية.ان التهديد الذى جاء على لسان وزير خارجية الولاياتالمتحدة بحق المحكمة الجنائية الدولية،والمدعية العام لها لمنعها من التحقيق فى البلاغات المقدمة من قبل الفلسطينين،انما هى تعبير صادق،ودليل دامغ على ان امريكا تعلم بمدى ،وحجم الجرائم التى ارتكبتها إسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى،وانها اى امريكا على يقين ان المحكمة الجنائية ستنتهى بتحقيقاتها الى ادانة مرتكبى تلك الجرائم،لذلك تسارع امريكا بأطلاق هذة التهديدات للحيلولة دون اجرائه،وانقاذ قادة الكيان الصهيونى من قصاص العدالة الدولية،مما يجعل الادارة الامريكية طرفا مشاركا فى تلك الجرائم،بما توفره من الحماية للمتهمين،واعتراضها طريق تحقيق العدالة الدولية ،بما يوجب ادخالها فى قفص الاتهام على قدم المساواة مع مرتكبى تلك الجرائم التى تخضع للأدانة،ولاينسى الرأى العام العالمى ماسبق للولايات المتحدة عندما اصدرت قانونا يوفر الحماية لأفراد قواتها فى انحاء العالم من المحاسبة على مايرتكبونه من جرائم بحق الشعوب التى ابتليت بعدوان،وعقوبات امريكا،هل هذة العدالة الامريكية؟!وبالنتيجة من حقنا بل ومن حق كل شعوب العالم ان نطرح السؤال الاتى..ماهى هذة المكانة التى تحتلها الولاياتالمتحدةالامريكية؟؟ والتى تجعل من عاصمتها عاصمة القرار الدولى،بعد ان ارتكبت وبشكل علنى فعلا(جرما) يتعارض مع العدالة الدولية التى يجب ان تسهر على حمايتها واقرارها،لا ان ترفض مجرد التحقيق،وتسبغ حمايتها على من يرتكبون جرائم يعاقب عليها قانون المحكمة الجنائية الدولية بدلا من العمل على جلبهم ليمثلوا امام العدالة ،مشاركة منها مع باقى اعضاء المجتمع الدولى. ان هذا الموقف يعيد الى الذاكرة التهديدات الامريكية للقيادة الفلسطينية لإثناءها عن اتخاذ قرار انضمامها الى المحكمة الجنائية الدولية،بما يمنحها الحق فى التقدم ببلاغات لطلب التحقيق فى جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى،وقالوا لهم بشكل واضح ان انضمام فلسطين الى الجنائية الدولية انما يعادل من وجهة النظر الامريكية امتلاك الفلسطنيين القنبلة النووية،لذلك مارسوا ،ومازالوا يمارسون كل اشكال الضغوط ،والتهديد والوعيد لإثناء القيادة الفلسطينية عن السير فى هذا الطريق ،وتمتعها بهذا الحق الذى اكتسبته دولة فلسطين بعد حصولها على عضوية مراقب بالاممالمتحدة والذى عارضته الولاياتالمتحدة فى مواجهة مع اكثر من (140)دولة من المجتمع الدولى الذى ساند الحق الفلسطينى ومنحها هذة المكانة الدولية والتى تعد انجازا مهما فى طريق التحرر والانعتاق من نير الاحتلال العنصري البغيض الذى يعانى من ويلاته الشعب الفليطينى منذ(72) عاما،وبما يعد تتويجا للنضال الفلسطينى وتضحياته المجيدة.وهذا الموقف الامريكى الاخير يأتى فى اعقاب زيارة ذات الوزير الى إسرائيل ليبارك التحالف الاجرامى ،والذى تشكلت بموجبه حكومة الاحتلال بتحالف الضم،والنهب،والسلب ،وهو ماتأكد فى بيان نتنياهو امام الكنيست عند تصديقه على التشكيلة الحكومية بأعلانه(انه قد حان الوقت لفرض القانون الاسرائيلى على المستوطنات فى الضفة)بمايعنى فرض السيادة على الضفة(الضم) بالاضافة الى منطقة الغور وشمال البحر الميت،بمايعد نسفا لكل الجهود التى بذلت من قبل لتحقيق بعد من الخطوات السلام التى تكفل الجزء اليسير من حقوق الشعب الفلسطينى التى تم اغتصابها منذ(72) عاما. ومن قبل تلك الخطوة كان تصريح فريدمان المستوطن الصهيونى بدرجة سفير للولايات المتحدةالامريكية لدى الكيان الصهيونى(ان تخلى إسرائيل عن الخليل يعادل تخلى امريكا عن تمثال الحرية)؟!وبعدها بأقل من( 24) ساعة يصدر الحاكم العسكرى الاسرائيلى لمنطقة الخليل بمصادرة مساحات جديدة من الحرم الابراهيمى والبلدة القديمة.وامام هذة الوقائع لم تعد امريكا جديرة بوسيط السلام وهو الموقف الذى اعلنته القيادة الفلسطينية واوقفت بموجبه كل الاتصالات مع الجانب الامريكى ،وفى غيبة اوتجاهل الظهير العربى لهذا الموقف الذى يستوجب الدعم والمساندة لتحقيق افضل النتائج عى طريق استعادة الحقوق الفلسطينية،ووقف الاجرام الصهيونى،بل لم تعد الولاياتالمتحدةالامريكية جديرة بالمكانة الدولية التى تشغلها رغم ماتمارسه من اعمال البلطجة،وغطرسة القوة الغاشمة،ولدينا خلال الاعوام المنقضية من حياة الادراة الامريكية الحالية فقط من الوقائع التى تدعم فقدان الولاياتالمتحدةالامريكية المصداقية ،وشروط تمتعها بالمكانة الدولية التى تفرض عليها العمل والسهر على اقرار العدل ،وحماية وضمان استقرار الامن والسلم الدوليين ،ومنها على سبيل المثال وليس الحصر الانسحاب من اتفاق باريس الخاص بالمناخ والموقع عام(2015)،والانسحاب من الاتفاق النووى مع ايران،والانسحاب من منظمة اليونسكو،ووقف سداد حصتها فى ميزانية المنظمة الدولية،ومن قبل وقف سداد حصتها فى وكالة الغوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطنينين(الاونروا) التى تم انشاءها بقرار اممى وبمشاركة الولاياتالمتحدة،واتباعها سياسات الحصار وتوقيع العقوبات الاقتصادية بحق الدول والشعوب والتى تعد من اشكال العقاب الجماعى،وهى تعد وفقا للقانون الدولى الانسانى جرائم حرب وابادة جماعية،حصارسورية،ايران ،وفنزويلا،فلسطين،وهذا لاينفى عن الادارات الامريكية السابقة ادمانها ،وتدشينها سياسات الحصار والعقوبات،وتدمير دول واسقاط حكومات لمجرد انها لاتنصاع لأرادة وهيمنة السيد الامريكى، فسجل الولاياتالمتحدةالامريكية الاسود زاخر بالجرائم والمذابح التى ارتكبتها منذ ان تبوئت قمة النظام الدولى واصبحت وريث الاستعمار الغربى الذى تعرض للأنكسار والهزيمة على يد النازية ،ومن بعدها حركات التحرر الوطنى التى انطلقت فى كافة المستعمرات من اجل نيل الاستقلال والانعتاق من نير الاستعمار الذى نهب ثروات ،وصادر مستقبل شعوب المستعمرات،ومؤخرا استمع العالم للتهديدات الامريكية لمنظمة الصحة العالمية للبحث عن كبش فداء ليستر عوراتها،وفشلهافى مواجهة جائحة(كوفيد19)كورونا المستجد،وسعيها الحالى لإشعال فتيل الحرب الباردة من جديد بعد ان وجدت ضالتها فى استحداث عدو، والذى وجدته فى الصين مع سبق الاصرار والترصد،وكل ذلك بدلا من ان تنضم الى الاجماع البشرى الذى يشهده المجتمع الدولى لمواجهة الوباء. امريكا لم تعد جديرة بماتتمتع به من مكانة دولية،ولاعملتها(الدولار) الذى تطبع منه مايمكنها من امتلاك،والسيطرة على العالم ببنكنوت ورقى لارصيد له الاالقوة الامريكية الغاشمة. #وباءالصهيونية اخطر من كل وباء.