حوار : شيماء محسن أكد د” أحمد المنظري” المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في حواره ل “الأهالى”، أن مرض كوفيد-19 شديد الخطورة سواء في الصين, أو على مستوى إقليم غرب المحيط الهادئ, وأيضا على مستوى العالم بأكمله,لافتا إلى وجود عشر حالات إصابة مؤكدة بمرض كوفيد-19 في إقليم شرق المتوسط، في دولتي الإمارات ومصر. وأوضح أن الإصابات معظمها في الصين بنسبة 99 %، ولذلك فإن الخطورة تكمن في السفر، وفيما يخص الخطط الوقائية للتأهب للفيروس،أشار إلى أنه يتم تحديثها بصفة مستمرة ,ويتم إمداد البلدان بكواشف مختبرية, وإمدادات لوجستية..وفيما يلي نص الحوار. ** ما مدى درجة خطورة “كورونا”.. وما عدد الإصابات في دول إقليم المتوسط ؟ فيروس كورونا يؤثر على المستوى الإقليمي، وتم إطلاق اسم “كوفيد 19” ، وهو نفس الفيروس المسبب للالتهاب الرئوي والأنفلونزا، والسارس، موضحا أن فيروس “كورونا” المستجد، أصيب به حتى الآن، أكثر من 79 ألف حالة على مستوى العالم . فالإصابات معظمها في الصين بنسبة 99 %، فالخطورة تكمن في السفر، لأنه يؤدي إلى انتقال فاشية “كورونا” جوا، ونتيجة لذلك تعمل جميع بلدان الإقليم، برصد المرض للحد من انتشار الفيروس، وحاليا يتم تحديث الخطط الوقائية، للتأهب للفيروس بما يشمل توسيع نطاق المختبرات والوقاية للعاملين الصحيين، ويتم إمداد البلدان بكواشف مختبرية ومركز الإمدادات اللوجستية /كما أنه يتم التواصل مع ووهان الصينية لمتابعة كل ما يستجد بخصوص المرض وجميع العائدين يتم حجزهم، ووضعنا خطط التدابير للصحة العامة بالتعاون مع جميع الجهات لتوسيع خطة التأهب لفيروس كورونا . ** ما الوضع الراهن بإقليم شرق المتوسط ؟ تم التأكيد على 508 إصابات مؤكدة بالفيروس بإقليم شرق المتوسط، فإيران تضم أعلى معدل إصابة بكورونا في المنطقة، وأيضا الكويت، البحرين، الإمارات، لبنان، عمان، العراق، باكستان، قطر، أفغانستان ومصر، ولمعرفة أحدث عدد للحالات على مستوى العالم، يتم الاطلاع على أحدث تقارير الحالات وأداة منظمة الصحة العالمية لمتابعة الطوارئ الصحية . ** ما تحليلك للمخاطر الناجمة عن مرض ” كوفيد-19 ” ؟ تنظم المنظمة خطر مرض كوفيد-19 على أنه بالغ الشدة في الصين، وشديد على مستوى إقليم غرب المحيط الهادئ، وشديد أيضا على مستوى العالم. لذلك عززت المنظمة بلدان إقليم شرق المتوسط، على قدراتها الوطنية على النحو الذي تقتضيه اللوائح الصحية الدولية 2005، وأجرى 18 بلدا في الإقليم التقييم الخارجي المشترك، ووضعت خطط عمل وطنية للأمن الصحي، بهدف استيفاء متطلبات القدرات الأساسية بموجب اللوائح الصحية الدولية . ويحدث انتقال العدوى إلى إقليم شرق المتوسط في مرحلة مبكرة من الفاشية، عندما يسافر المصابون بهذه العدوى إلى الإقليم، ويؤدي السفر الجوي الدولي إلى انتقال حالات العدوى على مستوى العالم في أقل من 36 ساعة، ونظرا لتمركز حالات الإصابة في الصين 99% في الوقت الحالي، فإن المصدر المرجح لحالات الإصابة الوافدة هو الصين . ورغم إعلان المنظمة عدم ضرورة فرض أي قيود على السفر والتجارة، اتبعت الكثير من البلدان، نهج تقييم المخاطر واتخذت خطوات لحماية شعوبها، وظل المكتب الإقليمي للمنظمة على اتصال مع بلدان الإقليم، لاستيضاح هذه التدابير الصحية الإضافية، وفقا للالتزامات المنصوص عليها في المادة 43 من اللوائح الصحية الدولية 2005 . ويتم إجراء التحري عند الدخول بقياس درجة الحرارة، واستبيان للتقييم، ونشر المعلومات الخاصة بالمرض في جميع البلدان تقريبا، بما في ذلك البلدان التي تستقبل رحلات طيران غير مباشرة من الصين، ومع ذلك، لا تزال احتمالية مرور الحالات المشتبه فيها دون الكشف عنها في نقاط الدخول قائمة، مما يمثل خطرا على البلد . ** حدثنا عن إستراتيجية التأهب والاستجابة المعنية بمرض كوفيد-19 ؟ وضعت منظمة الصحة العالمية، خطة إستراتيجية عالمية للتأهب والاستجابة، وتوضح الخطة تدابير الصحة العامة الرئيسية المطلوب من البلدان تنفيذها بالتعاون مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك وكالات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية والجهات المانحة. وتكمل الخطة إرشادات العمليات، وترتبط بها، بهدف دعم التأهب والاستجابة في البلدان، ويتمثَّل الهدف العام من هذه الخطة في دعم البلدان، لتعجيل تطوير القدرات اللازمة للوقاية من أي فاشية محتملة لمرض كوفيد-19 والكشف عنها والاستجابة لها، وتساعد الخطة أيضا في تنسيق العمل مع الشركاء وتنظيمه، وتعبئة الموارد اللازمة لتنفيذ الخطة . ** وردت تعليقات في وسائل الإعلام، أن الفيروس قد ينتقل من شخص قبل أن تبدو عليه الأعراض – فما صحة هذا الكلام؟ وهل يؤثر ذلك على النصائح الموجهة للعامة بشأن كيفية الوقاية من العدوى؟ وفقا للبيانات المتاحة حاليا، يعد العامل الرئيسي في انتقال المرض الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض، وتدرك المنظمة احتمالية انتقال مرض كوفيد-19 من المصابين بالفيروس قبل ظهور الأعراض عليهم، ويتم تسجيل تواريخ التعرض بالتفصيل من أجل فهم مرحلة ما قبل ظهور أعراض العدوى، وكيفية انتقال المرض في هذه المرحلة، والتي لم تحدث إلا في حالات قليلة. أما انتقال العدوى من شخص عديم الأعراض، شديد الندرة، كما هو الحال مع فيروسات كورونا الأخرى، مثل فيروس كورونا، المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وينشر الأشخاص عديمو الأعراض الفيروس بسرعة أكبر في حالة السعال والعطس . ** ما مدى وخامة المرض ؟ الفيروس المستجد قد يسبب أعراضا خفيفة وتشبه الأنفلونزا، كما قد يسبب مرضا أكثر وخامة، وتختلف شدة الأعراض بين المرضى، واستنادًا إلى البيانات الحالية، يبدو أن 82% من الحالات مصابة بأعراض خفيفة، بينما تتطور الحالة إلى مرض وخيم لدى حوالي 15% من الحالات، و3% من الحالات تقريبا حرجة . وأبلغت السلطات الصينية عن وفاة حوالي 2% من الأشخاص المصابين بالمرض، رغم أن معدل إماتة الحالات لا يزال من الصعب تقييمه، لأن عدد حالات العدوى، بما يشمل تلك المصابة بأعراض خفيفة، لا يزال غير معروف . وحتى الآن، يبدو أن حالات الوفاة، ترتبط بالعمر ارتباطًا مباشرا، وهذا المرض جديد، وفهمنا له يتحسن بسرعة، وسنواصل تحليل المعلومات بشأن الحالات المرضية الحالية وأي حالات جديدة، لأنه من المهم فهم مدى وخامة هذا المرض . ** هل إقليم شرق المتوسط في خطر ؟ نظرا لطبيعة السفر على مستوى العالم، من المتوقع ظهور حالات جديدة لمرض كوفيد-19 في بلدان أخرى بعد انتقاله إلى الخارج، ومن المحتمل وصول حالات أخرى إلى إقليم شرق المتوسط، لذلك يواصل المكتب الإقليمي للمنظمة العمل مع البلدان لتوسيع نطاق تدابير التأهب والاستجابة، ورصد الوضع الذي يشهد تطورات سريعة للحد من خطر وفود مرض كوفيد-19 إلى الإقليم. ** ما البلدان الأشد عرضة للخطر ؟ ظهرت حالات نقلها أفراد إلى الخارج في العديد من البلدان، وتشمل تايلاند واليابان وجمهورية كوريا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى تايوانوالصين، ونظرا لأننا في موسم ظهور الأنفلونزا، ومع حالة التيقظ الزائد، نتوقع ظهور تحذيرات وحالات جديدة في بلدان أخرى .ويواصل المكتب الإقليمي للمنظمة العمل مع البلدان، لتوسيع نطاق تدابير التأهب والاستجابة، ورصد الوضع الذي يشهد تطورات سريعة للحد من خطر وفود فيروس كورونا المستجد إلى الإقليم . ** بدأت بعض البلدان في إجلاء مواطنيها من مدينة ووهان الصينية. فما رأي منظمة الصحة العالمية في ذلك ؟ بعض البلدان قررت إعادة مواطنيها من المناطق الموبوءة في الصين ووضع المكتب الإقليمي إرشادات مبدئية لجميع البلدان، بشأن إعادة المسافرين إلى الوطن وعزلهم في الحجر الصحي بعد عودتهم من الصين وحتى الآن، جميع العائدين نتيجتهم سلبية.أما المنظمة فتعمل بجدية مع الحكومات والخبراء حول العالم على دعم تنفيذ هذه الإرشادات، وتوصي المنظمة البلدان بتنفيذ التدابير المناسبة مع المسافرين الدوليين العائدين، بإتباع الاحتياطات المعتادة للوقاية من انتقال الأمراض التنفسية، وتقديم المشورة للناس بالتماس الرعاية الطبية في حال إصابتهم بالحمى والسعال وصعوبة في التنفس، وتوضيح سفرياتهم السابقة، وإتباع نصائح السفر المنشورة عبر الإنترنت . ** ما الواجب على البلدان القيام به لحماية مواطنيها ؟ من المتوقع انتقال الفيروس إلى بلدان أخرى وظهور حالات جديدة على الصعيد الدولي، لذلك يجب على جميع البلدان التأهب لاحتواء الفيروس، بما يشمل الترصد الفعال، والكشف المبكر، والعزل والتدبير العلاجي للحالات، وتتبع المخالطين، والوقاية من انتشار مرض كوفيد-19 لاحقا، ومشاركة البيانات الكاملة مع منظمة الصحة العالمية .فالمنظمة زودت البلدان بنصائح حول كيفية تحديد المرضى بالفيروس، وكيفية رعايتهم، وكيفية الوقاية من انتشاره، وأيضا أصدرت نصائح للأفراد بشأن كيفية حماية أنفسهم والآخرين، بما في ذلك كيفية الرعاية المنزلية الآمنة للمرضى المشتبه في إصابتهم بمرض كوفيد-19، وتشمل النصائح حماية الآخرين من السعال والعطس، ونظافة اليدين، وسلامة الأغذية، وأفضل الممارسات التي ينبغي إتباعها عند الذهاب إلى الأسواق. كما أصدرت المنظمة نصائح بشأن السفر وحركة المرور الدولي، فيما يتعلق بفاشية مرض فيروس كورونا-2019 ، فيجب على البلدان التأكيد بصفة خاصة على أهمية الحد من العدوى البشرية، والوقاية من الانتقال الثانوي للمرض وانتشاره دوليا، والمساهمة في الاستجابة الدولية عبر التواصل المتعدد القطاعات والتعاون والمشاركة الفعالة في التوعية بشأن الفيروس والمرض، بالإضافة إلى النهوض بالبحوث . وبناء على المعلومات المتوفرة حاليا، لا توصي المنظمة بفرض أي قيود على السفر أو التجارة، وإنما توصى البلدان بمواصلة تعزيز تأهبها لحالات الطوارئ الصحية بما يتماشى مع اللوائح الصحية الدولية 2005 . ** ما نصائح منظمة الصحة العالمية بشأن ارتداء الكمامة ؟ يساعد ارتداء كمامة طبية على الحد من انتشار الأمراض التنفسية في بعض الحالات، بينما لا يضمن ارتداؤها وحدها وقف العدوى، ويجب أن يصحبها إتباع تدابير مثل نظافة اليدين، وقد يؤدي ارتداء الكمامة الطبية، في حال عدم الاقتضاء، إلى شعور زائف بالأمان قد يسبب إغفال التدابير الأساسية الأخرى، مثل ممارسات نظافة اليدين، وفي حالات محددة، قد يصعب الحصول على الكمامات بتكلفة ميسورة بالنسبة لبعض الأشخاص. وتشمل توصيات المنظمة أن يتم ارتداء الكمامة بواسطة الأشخاص المصابين بأعراض تنفسية، مثل السعال أو صعوبة في التنفس، حتى أثناء التماس الرعاية الطبية، والأشخاص الذين يقدمون الرعاية للأفراد المصابين بأعراض تنفسية، وأيضا العاملين الصحيين، عند الدخول إلى غرف المرضى، أو أثناء علاج أفراد مصابين بأعراض تنفسية . أما العامة غير المصابين بأعراض تنفسية، لا يحتاجون إلى ارتداء كمامة طبية، إذ لا توجد أي بينة على فائدة ارتدائها في حماية غير المرضى، ومع ذلك، يمكن ارتداء الكمامة في بعض البلدان حسب العادات الثقافية المحلية، وفي حال استخدام الكمامة، يجب إتباع أفضل الممارسات، بشأن كيفية ارتدائها ونزعها والتخلص منها، وغسل اليدين بعد نزعها .